كتاب الاعتقاب

الكاتب: رامي -
التّعاقب وما ألّف فيه , كتاب التعاقب

التّعاقب وما ألّف فيه

التّعاقب في اللّغة بمعنى التّتابع، وهو مصدر قولك تعاقب اللّيل والنّهار؛ أي: أتى أحدهما عقب الآخر.
ويراد به في الاصطلاح: اللّفظان المتّفقان في المعنى المرويّان بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كقضم وخضم، وجاسَ وحاسَ، ونَبَأَ ونَتَأَ، ويُسمّى أيضاً "الاعتقاب" .
وهو الّذي اشتهر عند علماء اللّغة بمصطلح "الإبدال اللّغويّ" وهو يختلف عن "الإبدال الصّرفيّ" فهو - أي: الإبدال اللغويّ – شائع وغير لازم ويقع في أكثر الحروف، وجمعها بعضهم في قوله: لِجَدٍّ صَرْفُ شَكِس آمنٍ طيَّ ثوب عزتِه. وقيل إنه يقع في حروف الهجاء جميعاً ، بخلاف الإبدال الصّرفيّ، فهو شائع لازم، ويقع فيه التّبادل بين حروف مخصوصة لعلّة تصريفيّة، وحروفه مجموعة في قولك: طويت دائماً، ويزيدها بعضهم ويجمعها في قوله: أُجُدٌ طُوِيَتْ منهلا، أو أنجدته يوم طال.

وهذا - أي الإبدال الصّرفيّ - نوعان أحدهما إبدال من أجل الإدغام، كإبدال لام التّعريف وإدغامها في بعض الحروف كالنّون والرّاء والدّال والتّاء مثلاً، وكالإدغام في اسَّمَعَ، وأصلها: استمع.
والآخر: الإبدال لغيرالإدغام، وهو المراد عند إطلاق المصطلح عند الصّرفيّين، كإبدال تاء الافتعال طاء إذا وقعت بعد الصّاد في قولك اصطفى واصطبر واصطحب.
أما الإبدال اللّغويّ فهو أعم، إذ يشمل الإبدال الصرفي وغيره من اللغات، مما لا يلزم فيه الإبدال كما تقدم، وقد ألّفَ فيه جماعة من علماء العربيّة محاولين حصر ألفاظه على الطّريقة المعجميّة الّتي تقوم أساساً على جمع الألفاظ وتبويبها وشرحها، وأكثرهم لا يشترط في الإبدال أو التعاقب تقارب المخارج بين الحروف المبدلة، كما يفهم من صنيع ابن مالك في كتابه "وفاق المفهوم" وأبي تراب في "الاعتقاب". ومؤلّفاتهم الّتي وصلت إلينا أو بلغنا ذكرها في هذا الفنّ هي على النّحو التّالي:
1- الإبدال:
لأبي عبيدة معمر بن المثنّى  (209هـ) وهو مفقود.
2- القلب والإبدال:
للأصمعيّ  (214هـ) وهو مفقود، نقل عنه القالي كثيراً .
3- القلب والإبدال:
لابن السّكّيت (244هـ) وقد طبع مرتين إحداهما سنة (1903م) بعناية أوغست هفنر والأخرى سنة (1398هـ) بتحقيق الدّكتور حسين محمّد شرف، وسمّاه "الإبدال".
4- الاعتقاب:
لأبي تراب (ت 270 - 280هـ تقريباً) وسيأتي الحديث عنه.
5- الإبدال والمعاقبة والنّظائر:
لزّجّاجيّ (340هـ) نشر سنة (1381هـ) بتحقيق الأستاذ عزّ الدّين التّنوخيّ.
6- الإبدال:
لأبي الطّيّب اللّغويّ (351هـ) نشر سنة (1379هـ) بتحقيق عزّ الدّين التّنوخيّ.
7- وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم:
لابن مالك (672هـ) وموضوعه الاعتقاب أو الإبدال اللّغويّ، وحقّق الكتاب في الجامعة الإسلاميّة سنة 1405هـ ونشر في المدينة سنة 1409هـ بتحقيق بدر الزّمان محمّد شفيع النّيباليّ.
8- وفاق الاستعمال في الإعجام والإهمال:
لابن مالك (672هـ) وهو رسالة صغيرة في الاعتقاب، ولعلّه مختصر من كتاب "وفاق المفهوم" المتقدّم ذكره، وله نسخة خطّيّة في مكتبة شهيد علي باشا 2677/2.

ويلحق بهذه المؤلفات ما كتب من أبواب الإبدال في بعض المصنّفات اللّغويّة أو الأدبيّة مثل أمالي القالي والمخصّص لابن سيده والمزهر للسّيوطيّ.
أما كتاب ابن جنّي "التّعاقب" الّذي أشار إليه في بعض كتبه فليس من هذا الباب الّذي نحن فيه، بل هو في البدل والعوض. قال السّيوطيّ: "وقد ألّف ابن جنّي كتاب التّعاقب في أقسام البدل والمبدل منه، والعِوَض والمعوّض منه وقال في أوّله: اعلم أنّ كلّ واحد من ضَرْبَيِ التّعاقب - وهما البدل والعِوَض - قد يقع في الاستعمال موضع صاحبه، وربّما امتاز أحدهما بالموضع دون رَسِيلِهِ، إلا أنّ البدل أعمّ استعمالاً من العِوَض" .

شارك المقالة:
337 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
1

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook