لك هذا الحجر القديم
كتبته في نسيان صاعقة عابرة
سميت به الحرف الناقص في كلام الليل
هندستُ به الطبيعة ونيرانها
دع ماءك الكوني يصغي للأقاصي
و انتظر ترنيمة الكابوس
مثل فراشة
وانهرْ سلالتك المضاعة
دع صوتك المائي يقرأني
ودعني موغلاً في شهوة القاموس
أبحثُ في تآويل المعاني
ربما نأوي لجنّتك المشاعة
تقف قرب حجر
يسمع الزلزال المكبوت في القلب
ثمة شخص يطوف حولك منذ قرون
لا يسمع منك سوى الصمت
دون أن يفهم شيئاً
لا تستهن بالحجر
لديه أسرارك
وعن ظهر قلبٍ
يحفظ تحولات الدم في قلبك
حجر يقف قربك
كأنه قرينك القديم
لست وحدك
مع الحجر
ليس عصيّ الكلام
حتى إذا ما خذلتك القواميس
تنبثق لغة ممهورة بالحب
ترأف بك
وتصونك
هذه النخلة الشاهقة
ثمة حجر صغير يسندها في الخفاء
ضع يدك عليه
تسمع كلامه يؤانس النسغ
منتقلاً بين الجذور والأجنحة
تلك الأجنحة الخضراء .. في الأعالي
ثمة حجر صغير يسند الهواء
لئلا يخذل النخلة
رأيت رعداً يوزع حجارته الكريمة على النوافذ
رأيته، مثل طائر رحيم
ينقل الهدايا لأشخاص
وقف بهم الأرق على الشرفة
تدركهم عطايا الرعد قبل شفير النهايات
فيدخلون إلى النوم مثل ملائكة يولدون
يبعث الرعد بطيوره الفاتنة
تؤنس الغريب .. وتشتهيه
لك هذا الحجر
تسند به قلبك في ليل الوحشة
وتمحو به أبجدية النسيان
في شطرنج الذاكرة
حجر قديم
هو أيضاً قنديلك في ظلام الأقاصي
حجر قديم
هو أيضاً طفلك الموشك على البكاء قبل النوم
حجر قديم
هو أيضاً موسيقى الأجنحة
تحرس خطوات الطفل في أحلامه
ينتابني الذعر
فيما أرى الشخص وهو يتجرع الحجر الأحمر
تحت وطأة جوع إلى الكلام
كيف تشفق على شخصٍ
يحملق في قدحه المترعة بحجر أحمر
وسديم من الصمت الكثيف
خطواته أحجار خفيفة
يذرع بها البهو ومداخل النوم
يتقدم رشيقاً ، وبين عينيه فضيحة التجربة
خطواته أخفَّ من خطيئة الكاهن
قلبه يسيل على خشبة الباب
لا أحد يفتح له
لا أحد يسمع نحيبه
لا أحد يكترث بالنزيف
لكنه ينتظر
عبرت طيور مثقلة برسائل الجبل
تخفق بأجنحتها في نافذة النائم
توقظه … من يقظته
وتمنحه كتاب الجبل
و ما إن يبدأ القراءة
حتى تفرّ الطيور حزينة لفرط العذاب
عذابٌ يفيض على الشرفة
يتوغل الشخص غريباً في أروقة البيت
وحيدٌ ،
وتذهب عنه الطيور
صخرة تنبثق من الأسطورة
مرة تصعد محمولة على الكتف
مرة ترتعش في هيئة خشبتين متقاطعتين
تأخذان شكل الجسد الآدمي
مرة تشرف على كبدٍ تأكل منها الجوارح
أسطورة تقصر عن عبء الصخرة
وتفيض في قدح الذاكرة
14
لو أنهم رموا بالحجر في زرقة الخليج
لكسدت التجارة
و اندلع الزرع في خريطة الرمل
لو أنهم استبدلوا المكان الأول بالأعماق
لكانت الأرض أكثر جمالاً من البحر
لكنهم ذهبوا بالحجر نحو الأسواق
لم يزل الحجر
ولم تزل التجارة
و لم يزل الناس في الرمل
صحراء مفقودة الزرع والضرع
حرفك المستهام الذي مسّني في الشغاف
وردة في حجر
يا كتاب النهر
نصنا طاعن في السماء
مثلما شاحبٌ
يمنح الليل مخطوطة حرة
حبرها في رحيلٍ طويل
و أخبارها في الضفاف
دعني أسميك ارتعاشاً في الوتر
دعني أنادي فيك أسمائي
و أخبار الحجر .
اسم الاغنية : اخبار الحجر
كاتب الاغنية : قاسم حداد
ملحن الاغنية : قاسم حداد
غناء : قاسم حداد