لكلّ من أصابتهم أسهم الحب الصادق هنيئاً لكم ولقلوبكم ذلك الفوز العظيم، فأسهم الحب تضيف إلى حياة المحب روعةً وخلوداً بشكل آخر لا يصدق، فقد يعتبر هذا الحب الصادق كنزاً لا يقدر بثمن، وأحضرنا لكم باقة من أجمل ما قيل من كلمات تعبر عن الحب الصادق.
قصيدة سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي للشاعر ابن الفارض، اسمه عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، وقد ولد وتوفي في مصر، يلقب ابن الفارض بسلطان العاشقين، ويعتبر ابن الفارض متصوفاً، ويميل في شعره إلى فلسفة تسمى وحدة الوجود، ومن سمات الشاعر ابن الفارض أنّه كان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، ويعشق مطلق الجمال وهذا طبعاً أثر على ما كتبه من أشعار خالدة.
سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم،
وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ
ففي حانِ سكري، حانَ شُكري لفتية ٍ،
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيتُ وصلها
وأبْثَثْتُها ما بي، ولم يكُ حاضِري
وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَة ِ شاهدٌ،
هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّة ً
ومِنّي على سَمعي بلَنْ، إن منَعتِ أن
فعندي لسكري فاقة ُ لإفاقة ٍ
ولوْ أنَّ ما بي بالجبال وكانَ طو
هوى عبرة ٌ نمَّتْ بهِ وجوى ً نمتْ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي
وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ
وآخرُ مالاقى الألى عشقوا إلي الرَّ
وفي ساعة ٍ، أو دونَ ذلكَ، مَن تلا
لأَذكَرَهُ كَرْبي أَذى عيشِ أزْمَة ٍ
وقدْ برَّحَ التَّبريحُ بي وأبادني
فنادمتُ في سكري النحولَ مراقبي
ظهرتُ لهُ وصفاً وذاتي بحيثُ لا
فأبدتْ ولمْ ينطقْ لساني لسمعهِ
وظَلّتْ لِفِكْري، أُذْنُهُ خَلَداً بها يَدُورُ بهِ،
أحَبّنيَ اللاّحي، وغارَ، فلامَني،
كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا
وما كانَ يدري ما أجنُّ وماالَّذي
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ ما
فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفية ٍ وقدْ
لَقيلَ كنَى ، أو مسّهُ طَيْفُ جِنّة ِ
وأفْرَطَ بي ضُرَّ، تلاشَتْ لَمْسّهِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في
فلوْ لفنائي منْء فنائكِ ردَّ لي فُؤاديَ،
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرة ٍ،
شفائي أشفى بل قَضى الوَجْدُ أن قَضى ،
وباليَ أبلى منْ ثيابِ تجلُّدي بهِ الذاتُ،
فلوْ كشفَ العوَّادُ بي وتحقَّقوا منَ
لما شاهدتْ منِّي بصائرهمْ سوى
ومنذُعفا رسمي وهِمْتُ، وَهَمْتُ في
وبعدُ فحالي فيكِ قامتْ بنفسها
ولمْ أحكِ في حبَّيكِ حالي تبرُّماً
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى ،
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري،
وعُقبى اصطِباري، في هَواكِ، حمِيدَة ٌ
وما حَلّ بي من مِحنَة ٍ، فهومِنحَة ٌ،
وكَلّ أذًى في الحبّ مِنكِ، إذا بَدا،
نَعَمْ وتَباريحُ الصّبابَة ِ، إنْ عَدَتْ
ومنكِ شقائي بلْ بلائي منة ٌ
أرانِيَ ما أولِيتُهُ خيرَ قِنْيَة ٍ،
فلاحٍ وواشٍ:ذاك يُهدي لِعِزّة ٍ
أُخالِفُ ذا، في لومِهِ، عن تقًى ، كما
و ما ردّ وجهي عن سبيلِكِ هولُ ما
ولا حلمَ لي في حمل ما فيكِ نالني
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ ما
وما هوَ إلاَّ أنْ ظهرتِ لناظري
فحلَّيتِ لي البلوى فخلَّيتِ بينها
نعم أتغيّر..
فالعقل ينضج..
والحقائق تتضّح..
ونظرتي للأمور تختلف..
واستيعابي يتّسع..
والعمر يتقدم..
وحبك الصادق بقلبي هو من يبقى..
وإني أحببتك ..
أغترب عن العالم عند غيابك..
فسكني وموطني عينيك أنت..
وكأنني خلقت لأعيش لك وحدك..
وقلبي وجد لينبض حباً صادقاً لقلبك..
حبيبتي أسميتك في قلبي..
وغاليتي و كل مُـنــايـا في هذه الدنيا..
يا قمري العالي ومن أضاءت قلبي بحب صادق..
عندما ينسج الشخص ثياب مذكراته السوداء، ويوشحها باللؤلؤ الأبيض، يبقى هناك خيط مشع يلتصق بثنايا الروح، لعله الخيط الذي يذكرني بك في لحظات اليأس، الخيط الذي يعيد لي ذكريات حبنا الصادق، الخيط الأبيض يلف حول قلبي فيربطني بك كل ما تبقى لي من عمر.
حبيبتي وملاكي الطاهر إنني أسعد مخلوق في هذه الدنيا وأفضلهم حظًا، فأنتِ يا حياتي حياتي، أنتِ التي أحببتني بصدق إحساس ووهبتني روحك، إني يا حبيبتي كنت قبل أن أحبك مخلوقًا ساذجًا لا يحلم بأدنى شيء، يقضي يومه على أيّ حال كان، والآن أصبحت غير ذلك الإنسان الماضي الآن أحبك، أنا أحمل بداخلي حباً يجعلني أسير إلى الأمام برغبة مجنونة تدفعني إلى تحقيق المستحيل، حبيبتي إنني أعيش في فلك حبك وأسكن شغاف قلبك، فأحاول جاهدًا ما استطعت أن أسعد قلب من استحليت، لأنني بسعادته أسعد وبشقائه أتعذب، حبيبتي إن في قلبي أحاسيس ومشاعر تضطرب كلما رأيتك، فكأني أريد أن أختفي من هذه الدنيا، وأندمج في روحك، لأن نفسي تواقة إليك، مولعة بك فأصبحت لا أستطيع أن أستغني عنك فرفقًا بي، بيديكِ سعادتي.