صباحك عيد أحاول منذ قدوم تباشيرك أن استحضر مساحة للفرح أن أداري غرغرة روحي شوقاً إلى ديار الطفولة إلى المآذن فجراً تحتفي بقدومك إلى عبق رائحة الكعك يمتزج مع أنفاس أمهاتنا إلى أرجوحة تركت على خشبها طفولتي وأحلامي البكر إلى من رحلوا كالحمائم المسافرة ولا زالت أصواتهم كالهديل على شبابيكنا فكأنما حضور العيد قد أذنَ للذكريات التي خلتها في سباتها أن تتوهج حضوراً ومنح ذاكرتي طاقة لاستعادة ذكريات تعتقت كالورد في كتبِ طفولتي وصباي فكيف لي أن ابدأ حديث شجوني هذا الوردة الأولى لطفلة تنتظرك كل عام أحلامها لا تعرف نقاط آخر السطر ولكن في حضورك أيها العيد تختزل أحلامها بثوب زاهي اللون والفرح ويد ممدودة تنتظر عيدية لكي تتباهى بها أمام رفيقات عمرها ولعبة هي كنزها من العيد للعيد أين أنت أيتها الطفلة هل لا زلت أنت وأحلامك البكر على تلك الأرجوحة الخشبية وهل قطع تقدم العمر بي كل الجسور بيني وبينها العيد وعد بالعود إلى حيث ما كنا عليه من العهد بتجديد أيامنا حيوية وعطاء العيد عقارب ساعة عادت لتدق عقاربها إذنا بدخول حول يدور معه الفلك ونسأل أنفسنا ماذا قدمنا للذي مضي وما ذا عزمنا على الآتي ربما نعقد العزم بفتح صفحات بيضاء ونمد جسور من المودة مع أرواح لا نعرفها ونريد أن نتقرب منها لنكسب منها وتكسب منا الحياة مدرسة كبيرة لا تنتهي علومها ومعانيها الروحية والمادية كم نفرح حين نرسي قواعد جسور وتبنى فوقها الصفائح وتبدأ بعدها حركة السير بكل أنسياب في الاتجاهين جميل هذا العالم الذي يسمح ويسمح لنا باكتشافه وسبر أغواره حين نظفر بكنز مخفي نبني معه معاني الصدق والوفاء فنعم الظفر ونعم العيد يوم يولد هذا اليوم المشرق بحيويته هكذا نحن في رحلة البحث عن أصدقاء لنا نتبادل معهم روح المعاني الصافية والندية عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة
أقبل العيد مستنير الشروق والآصال أصبحت من صباحه الناس في بشر وأمستْ من ليلة في اختيال التهاني على الشفاه تراجي ع تغنّت بفرحة الإقبال والأماني بين الجوأنح خفق دائب بالرجاء والإبتهال العيد لبس الثوب بين نضارة تختال فيه بزهوة وجماح أو رفع أعناق الرجال ومشيها في بزَّة تزهو مع الأطماح لكن عوناً للضعيف ومنحة وسداد رأي في هوى وصلاح العيد أن تعطي الجميل وترتضي سبل السلام وسيلة الأفلاح أطلَّ العيد في ثوب جميل يطوف على الروابي والسهول وجاء الحب يغمر كل قلب يبدِّد قسوة الهجر الطويل فأسفر في صباح العيد وجهٌ ووجهٌ فيه آذنَ بالأُفول وكم قلب تأوَّه في صباح وكم دمع تهامى في أصيل وكم بالعيد من بيت سعيد تذكر فاستحال إلى عويل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.