كم يبلغ عُمر كوكب الأرض؟
يقدّر العلماء عُمر كوكب الأرض بـ 4.54 مليار سنة بزيادة أو نقصان ما يقارب الـ 50 مليون سنة، ويقدر عمر نواة كوكب الأرض بين 1 إلى 1.3 مليار سنة،
يعد كوكب الأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية وهو خامس أكبر الكواكب فيها، ويقع على الترتيب الثالث بالنسبة للشمس، ويعتبر المكان الوحيد والفريد من نوعه في المجرة الشمسية الصالح للحياة، وذلك لأسباب عديدة أبرزها وجود الماء والأكسجين وهما أُسس الحياة، حيثُ يغطي الماء 70٪ من مساحة سطح الأرض، ويشكّل الأكسجين حوالي 1/5 الغلاف الجوي.
ويقدّم علم الجيولوجيا طريقتان لوصف عمر كوكب الأرض هما؛ الأعمار النسبية والمطلقة وفيما يلي توضيح الفرق بينهما:
العُمر النسبي لكوكب لأرض
يمكن تعريف العمر النسبي (بالإنجليزية:relative dating) على أنّه تقنية تُستخدم في تحديد العمر النسبي لطبقات الصخور، أو الأحداث بالنسبة لشيء ما، وهذه الطريقة لا تُظهِر رقم محدد للعُمر، ومن خلالها وُضعت أسماء الفترات الزمنية الجيولوجية المستخدمة في تقسيم تاريخ الأرض والكواكب،
يُحسب العمر النسبي للأرض من خلال مقارنة طبقات الصخور أو الرواسب بالنسبة لبعضها، في حال بقيت طبقات الرواسب في ترتيب تسلسلي، وعليه يمكن تحديد عمر الطبقات تبعًا للأقدمية أو الأحداث بالنسبة لما حدث قبلها، ويُشار إلى أنّ هذه المقارنة لا تُظهِر العُمر الدقيق لتلك الطبقات الصخرية إلا أنها أشارت إلى أنّ عمر الأرض يبلغ مليارات السنين وليس ملايين السنين كما معتقَد في السابق.
العُمر المطلق لكوكب الأرض
يمكن تعريف العمر المطلق (بالإنجليزية: absolute ages) هو العمر الذي يُقاس بسن معين من السنين في وصف عمر طبقات الصخور باستخدام مجموعة من التقنيات المخبرية، أبرزها تقنية التأريخ الإشعاعي لصخور الأرض القائمة على تحليل العناصر الإشعاعية إلى منتجات يمكن اكتشافها
لاحظ العلماء أن الصخور تحتوي على عناصر مشعة يمكن حساب الكمية الأولية لكل عنصر منها، وخلصوا إلى أنّ المدة (برقم محدد) التي تحتاجها العناصر لتتحلل تعبّر عن عمر الصخرة، وتوصلوا إلى من خلال استخدام هذه التقنية إلى أنّ عمر الأرض المطلق يبلغ 4.54 مليار سنة مع وجود خطأ يقارب 50 مليون سنة.
يُعتبر كوكب الأرض المكان الوحيد في المجرة الشمسية الصالح للحياة، وحسب تقدير العلماء نشأ كوكب الأرض قبل 4.54 مليار سنة، بينما عمر نواتها يقدّر بفترة زمنية تتراوح ما بين 1 إلى 1.3 مليار سنة، وهو ما توصل له العلماء عبر العديد من الأبحاث والدراسات التي تتعلق في تحديد العمر النسبي، والعمر المطلق للأرض، ويوجد العديد من النظريات حول نشأة الأرض.
كيف قدر العلماء عُمر كوكب الأرض؟
تمكّن العلماء من تقدير عمر الأرض من خلال الطرق التالية:
حساب عُمر الأرض عن طريق حساب عُمر الصخور
يعتمد الحساب في هذه التقنية على الطرائق الإشعاعية التي تتضمن تحليل العناصر المشعة لعينة من الصخور، إذ لكل عنصر مشع نظائر أي عدد من النيوترونات في نواته تختلف من عنصر مشع لآخر في نفس الصخرة، ونظائر العناصر المشعة غير مستقرة أو مضطربة، ويطلق عليها النظائر الأصلية أوالنظائر الأم parent isotopes.
لاحظ العلماء أن النظائر غير المستقرة تتفكك إلى نظائر أخرى أكثر استقرارًا يُطلق عليها النظائر الابنة daughter isotopes، وهذه الأخيرة لها مقدار زمني محدد يسمى نصف العُمر، ونصف العمر لعنصر ما هو مقدار الوقت المطلوب لتحلل نصف كمية هذا العنصر بالضبط.
وبناء على ما سبق يُحدد عُمر عينة الصخور بالاعتماد على نسبة النظار الأم إلى النظائر الإبنة في تلك العينة، ولكن من مشاكل هذه الطريقة هي دورة الصخور، إذ تتغير الصخور في هذه الدورة من حين إلى آخر، بين كونها صخور نارية أو رسوبية، وعليه فإنّ الصخور القديمة تتدمر ليحل محلها صخور أخرى جديدة، ما يصعّب تحديد عُمر صخور الأرض الدقيق.
يعتمد الحساب في هذه الطريقة على تقنيات التأريخ الإشعاعي للنيازك وذلك بتحليل عينة من النيازك، باعتبارها جزء من المجموعة الشمسية مثلها مثل الأرض، وبتحديد عمر النيازك يمكن معرفة عمر الأرض. [٧]
وقد استطاع العلماء من تحليل عينة النيازك من الحصول على النظائر المشعة طويلة العمر، وتفكيكها إلى نظائر مستقرة بهدف تأريخها من خلال حساب عدد المنتجات الوليدة في العينة، ومن خلال دراسة 70 نوع من النيازك المختلفة وقياس أعمارها تبين أن النيزك التي تمثل وجود الأرض قد تشكّلت قبل 4.53 مليار سنة.
عُمر البشرية على سطح كوكب الأرض
يشير العلماء أن الأسلاف من البشر كانو موجودين على الأرض قبل حوالي 6 ملايين سنة، أما عن أول المخلوقات التي سكنت كوكب الأرض فكانت مجموعة من الرئيسيات يطلق عليها (بالإنجليزية: Ardipithecus)، وقد ظهرت في قارة أفريقيا، ولها مميزات جسدية معينة، وقد تطورت هذه السلالة البشريّة على مدار 200 ألف سنة.
ظهرت بعد السلالة الأولى، سلالة أوسترالوبيثكس التي قدّر العلماء عمرها بحوالي مليوني إلى أربعة ملايين عام، يليهم مجموعة بارانثروبوس التي سكنت الأرض قبل حوالي مليون وثلاثة ملايين سنة، وقد تميزت عن السلالات السابقة بأن لديها أسنان كبيرة، تدل على طبيعة النظام الغذائي الذي اعتاشت عليه، وبعدها ظهر الجنس البشري الحالي بعمر يقدّر بأكثر من مليوني سنة.
كم بقي من عُمر الأرض؟
هل نستطيع معرفة ذلك؟ نعم، من خلال المخاطر التي يتوقع العلماء أنها تهدد كوكب الأرض من أبرزها:
يضع العلماء فرضية محتملة الحدوث وهي احتراق أحد النجوم القريبة من الأرض، والتسبب بحدوث ظاهرة الهايبرنوفا (بالإنجليزية: hypernova) التي يمكن أن تؤدي لانفجار الأرض، بالإضافة إلى إشعاعات غاما الضارّة الصادرة عنها التي ستدمر طبقة الأوزون وستعرِّض الأرض لإشعاعات الشمس المميتة.
يتوقع العلماء أن نجم برتقالي أطلقوا عليه اسم غيليس 710 (بالإنجليزية: Gliese 710) سيصل إلى مشارف مجرتنا الشمسية بغضون 1.5 مليون سنة من الآن، واقترابه من المجرة الشمسية سيسبب حدوث سحابة أورت فيها، وهذا سينتج عنه الكثير من المذنبات الضخمة التي ستصطدم بكوكب الأرض وتسبب دمارها.
يرى العلماء أن الشمس أيضًا تشكّل تهديدًا كبيرًا لوجود الأرض، فهم يتوقعون أن الشمس بعد حوالي 7.6 مليار سنة ستحترق ذاتيًا وتتضخم لتصبح عملاق أحمر وستقضي على الحياة في كوكب الأرض، الذي يقع مدارها في قطر الشمس، و يُشار إلى أنّه قبل حدوث ذلك سيتسبب توسع الشمس على المدى البطيء بتبخر المحيطات ليصبح كوكب الأرض بعد 500 مليون سنة عبارة عن صحراء قاحلة.
استطاع العلم أن يصل إلى نتائج دقيقة لعمر الأرض المطلق بحوالي 4.54 مليار سنة، من خلال تقنية التأريخ الإشعاعي، وكذلك استطاعوا تحديد عمر البشرية على الأرض من خلال الأحفوريات البشرية التي وجدوها، ودرسوها، واستطاعوا أن يضعوا رقم لأول السلالات البشرية التي سكنت الأرض، وقدروها بحوالي 6 ملايين سنة.
للعلماء أيضا توقعات بتحديد المدة التي بقيت من عمر الأرض، بفعل التهديدات التي تتربص بكوكبنا، وما سوف يؤول إليه شكل الحياة على الأرض بعد 500 مليون سنة من الآن بأنها ستتحول إلى صحراء قاحلة.