قال ابن قدامة إنّ كيفية أداء سجود الشكر أو صفة سجود الشكر في الأفعال والشروط والأحكام هي ذاتها التي في سجود التلاوة، ويقول المسلم في سجود التلاوة ما يقوله في سجود الصلاة، ولم يرد في الأحاديث تخصيص دعاء معين لسجود الشكر، لهذا فغن المسلم يقول فيه ما يقول في سجود الصلاة من دعاء وتسبيح، فيقول: (سبحان ربي الأعلى، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ويدعو بعدها بما يحب، وقال الشيخ ابن عثيمين عن سجود الشكر إنّه يكون بسبب نعمة تهيأت للإنسان أو مصيبة وبلاء اندفعت عنه، وأنّ سجود الشكر مثل التلاوة خارج الصلاة وعليه فبعض العلماء يقولون يجب الوضوء والتكبير لسجود الشكر، ويرى البعض الآخر أنّه يجب له التكبير فقط وبعدها السجود والدعاء بعدَ قول: (سبحانَ ربي الأعلى).
يقول كلّ من المالكية، وابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني، وابن باز وابن عثيمين إنّ الطهارة ليسَت شرطاً من شروط سجود الشكر؛ وذلك لعدم وجود دليل على أنّ الطهارة شرط للسجود، وأن سجود الشكر ليسَ صلاةً وليس حكماً في صلاة بل يكون وحده، وليس له طهارة مثل بعض أنواع الذكر التي لا تشترط الطهارة، واستدلوا على ذلك بأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأمر أصحابه بالطهارة له ولا روي عنه شيء في هذا الأمر، وتأخير سجود الشكر لانعدام الطهارة فيه زوال لسرّ المعنى الذي شُرع لأجله السجود