يؤدي ضعف السمع أو الصمم أو حتى فقدان السمع إلى حدوث العجز الجزئي أو الكلي في سماع الأصوات، وتتراوح الأعراض من خفيفة أو معتدلة إلى حادة أو عميقة، وقد يعاني المريض المصاب بضعف خفيف في السمع من مشاكل في فهم الكلام أيضًا، خاصةً عند وجود الكثير من الضجيج، بينما قد يحتاج المصابون بالصمم المعتدل أو الخفيف استخدام أداة مساعدة للسمع، ويعاني بعض الناس من الصمم الشديد ويعتمدون على قراءة الشفاه للتواصل مع الآخرين، ويمكن أن تتطور حالة الأشخاص الذين يعانون من الصمم الحاد أو العميق وأن لا يسمعوا شيئًا على الإطلاق، وبالتالي يجدوا أنفسهم معتمدين تمامًا وبشكل كبير على على قراءة الشفاه أو لغة الإشارة وفيما يأتي سيتم الحديث عن كيفية التعامل مع الأطفال الصم والبكم.
البكم هو عدم القدرة على النطق والكلام، إما من عدم القدرة على الكلام من الأساس أو عدم الرغبة في الكلام، ويطبّق مصطلح الصم على وجه التحديد على الشخص الذي يصاب بالصمم الخلقي الحادّ أو المبكر وبالتالي يصبح الشخص غير قادر على استخدام اللغة وكذلك يسمى المصابون بذلك الصم البكم، وإن الصم هو عدم سماع شئ أو أي صوت عند الكلام وهو كلام صامت يخرج من المصاب دون انقطاع الهواء أو النفس مع الحرف المراد النطق فيه.
لا بدّ أن التعامل مع كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع وعدم القدرة على الكلام أمرًا ليس هينًا، فلذلك فإن التعامل مع الأطفال الصم البكم أصعب من ذلك أيضًا، ففيما يأتي شرح كيفية التعامل مع الأطفال الصم والبكم:
عند فقدان الطفل لحاسة السمع قبل السنة الرابعة من عمره فيعتقد أنه غير قادر على فهم الكلام عن طريق حركة الشفاه ولكن إذا تم زرع القوقعة للأطفال الذين يعانون من الصمم المبكّر قبل سن 4 سنوات، فبذلك يمكنهم اكتساب اللغة الشفوية بنجاح، ونتيجة لذلك فإن الأطفال الذين يعانون من الصمم المبكر ولم يعالجوا، فهم معرّضين لخطر الانعزال عن الناس ولكن يمكن حل تلك المشكلة من خلال التحاقهم بمدرسة تهتم بإدارة ذوو الاحتياجات الخاصة، وأن تكون المعاملة جيدة مع الأطفال وقد يكون لديهم أصدقاء آخرين يعانون من نفس الحالة، ومن المهم أن يتعلم الأهل لغة الإشارة وذلك لتعليم الابن الذي يعاني من الصم.
نظرًا لأن أحد أسباب البكم هو الإصابة باضطراب قلق عند الطفل، فإن العلاج الناجح يركز على طرق تقليل القلق وزيادة احترام الذات وزيادة الثقة والتواصل في البيئات الاجتماعية، ويجب ألا يكون التركيز مطلقًا على حث الطفل على الكلام، ولا ينبغي أن يكون هدف العلاج هو أن يتحدث الطفل إلى المعالج، ولكن يعد التطور خارج العيادة أو خارج مكتب الطبيب هو أكثر أهمية مما إذا كان الطفل يتحدث خلال جلسة العلاج، ومع انخفاض القلق لدى الطفل وزيادة الثقة بنفسه، يبدأ التعبير اللفظي عادة وإذا لم يحدث ذلك تلقائيًا، فيمكن لاحقًا إضافة التقنيات للمساعدة في تشجيع الطفل على الكلام، ويتضمن العلاج عادةً مزيجًا من العلاج السلوكي، أو العلاج السلوكي المعرفي، أو علاج باللعب، أو العلاج النفسي بالتحليل، أو باستخدام الدواء، وفي بعض الحالات يفيد العلاج الأسري.