كيفية الحد من انتشار الإنفلونزا

الكاتب: وسام ونوس -
كيفية الحد من انتشار الإنفلونزا

 

 

كيفية الحد من انتشار الإنفلونزا

 

يُعرف مرض الإنفلونزا بأنَّه مرض تنفسي يُسبِّب العدوى، والذي بدوره يُصيب كلًّا من الأنف، الحُنجرة وفي بعض الأحيان الرئتين، تكون أعراض مرض الإنفلونزا خفيفة إلى حادة، وفي حالات معينة قد تؤدي إلى الوفاة، يعزا سبب مرض الإنفلونزا إلى فيروسات الإنفلونزا والتي تُقسم إلى نوعين رئيسيين A و B حيثُ تنتشر هذهِ الفيروسات بشكلٍ روتينيّ بين الناس وتتسبب بأمراض الإنفلونزا الموسمية في كلِّ عام، وظهر في عام 2009 فيروس إنفلونزا الخنازير -A -H1N1 والذي تفشّى حينها كوباء، ومن المهم الإشارة إلى أنَّه يتم تقسيم فيروسات الإنفلونزا حسب الجينات التي تتكوّن منها البروتينات السطحية إلى أنواع فرعية ومن الجدير بالذكر أنَّ هذهِ الأنواع المختلفة تتفرع عنهما وتنتشر بشكلٍ كبير وتسبّب المرض، في هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال كيف تخفف أعراض الإنفلونزا من المنزل.

 

أعراض الإنفلونزا

وقبل إجابة سؤال كيف تخفف أعراض الإنفلونزا من المنزل، من المهم معرفة أعراض الإنفلونزا وكما ذُكرَ مُسبقًا فإنَّها قد تكون خفيفة إلى حادة كما قد تتسبّب بالوفاة في بعض الأحيان، ولكن من المهم الانتباه إلى أنَّ أعراض الإنفلونزا تختلف كليًا عن أعراض البرد ومن جهةٍ أخرى فإنَّها عادةً ما تظهر فجأة ، وقد يشعر المريض بفيروس الإنفلونزا ببعض هذهِ الأعراض أو جميعها؛ حمى، قشعريرة، التهاب الحلق ، سيلان أو انسداد الأنف، التعب العام، آلام في العضلات أو الجسم، صداع، ومن جهةٍ أُخرى فقد يعاني بعض المرضى من القيء والإسهال على الرغم من أنَّ هذهِ الأعراض شائعة لدى الأطفال أكثر منها لدى البالغين ومن المهم الإشارة إلى أنَّ الحمى قد لا تكون عرضًا رئيسيًا لدى جميع من يعاني من الإنفلونزا.

 

قد يتبادر لذهن القارئ الآن السؤال عن كيفية تخفيف أعراض الإنفلونزا من المنزل، ولكن من المهم قبل الحديث عن العلاج، التركيز على أنَّ بعض الأشخاص قد يتعافون من الإنفلونزا خلال أيام قليلة إلى أسبوعين كحدٍ أقصى، ولكن فئة من المرضى قد يصابوا بمضاعفات نتيجة لفيروس الإنفلونزا والذي يكون بعضها مهددًا لحياتهم، ومنها ما يؤدي إلى الوفاةِ أيضًا، ولعلَّ من أهم المضاعفات المعتدلة جرَّاء فيروس الإنفلونزا والتي قد تصيب بعض المرضى، هي عدوى الجيوب الأنفية والأذن في حين أنَّ الالتهاب الرئوي يُعدّ من المضاعفات الخطيرة، الذي قد ينتج عن فيروس الإنفلونزا وحده أو عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا ونوع آخر من البكتيريا، ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك مضاعفات أخرى خطيرة تنتج عن الإنفلونزا كالتهاب عضلة القلب، التهاب الدماغ أو الإصابة بالتهابٍ عضليّ، ومن جهةٍ أخرى قد يتعرّض المريض إلى فشل بعض أعضاءهِ؛ كالفشل الكلوي أو التنفسي، كما يمكن أن تتسبب عدوى الإنفلونزا إلى زيادة المشاكل الطبية المزمنة فمن الممكن أن يعاني مرضى الربو من نوباتِ الربو عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا، كما قد يعاني الأشخاص المصابون بأمراض القلب المزمنة من تفاقم حالاتهم جرّاء الإصابة بالإنفلونزا.

 

علاج الإنفلونزا

أما عن علاج الإنفلونزا ففي بعض الأحيان لن يحتاج المريض أكثر من تخفيف أعراض الإنفلونزا من المنزل وذلك من خلال الراحة في فراشهِ وشرب السوائل، ولكن من المهم الإشارة إلى أنَّ حالة العدوى الشديدة أو الإنفلونزا المعرّضة لخطر الإصابة بالمضاعفات تستدعي مراجعة الطبيب على الفور لوصف الدواء المضاد للفيروس مثل أوسيلتاميفير، زاناميفير، بيراميفير، أو بالوكسافير، حيث تعمل هذهِ الأدوية على تخفيف الأعراض لدى المريض بتقصير مدة مرضهِ كما تساعد على منع حدوث أي مضاعفات خطيرة، أوسيلتاميفير هو دواء يتم تناوله عبر الفم، أما دواء زاناميفير فآلية عمله تتركز من خلال الإستنشاق من خلال جهاز يشبه أجهزة استنشاق لمرضى الربو، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يجب استخدامه من قبل أيّ شخص يعاني من مشاكل تنفسية مزمنة كأمراض الرئة والربو، من جهةٍ أخرى يجب الإشارة إلى أنَّ الأدوية المضادة للفيروسات قد تتسبب ببعض الآثار الجانبية كالغثيان والقيء، ولكن يمكن التقليل من هذهِ الآثار في حال تم تناول الدواء أثناء تناول الطعام.

 

كيف تخفف أعراض الإنفلونزا من المنزل

أيًّا كانت الأعراض التي يعاني منها المريض من حمّى، سعال، سيلان في الأنف، التهاب في الحلق، صداع، آلام في العضلات أو تعب عام، فإنَّ من الممكن التخفيف من أعراض الإنفلونزا من المنزل وذلك من خلال الإستعانة ببعض العلاجات المنزلية الطبيعية المعتمدة من قبل الأطباء للتعافي بسرعة فيما يلي أبرز هذهِ العلاجات:

 

خذ قسطًا من الراحة

إنَّ أفضل شيء يمكن لمريض الإنفلونزا القيام بهِ لنفسهِ وللمقربين منه من عائلته وزملائهِ في العمل هو أخذ قسطٍ من الراحة والنوم وقضاء الوقت اللازم للتعافي، فمن المهم الإشارة إلى أنَّ شعور المريض بالغثيان والحمى يمنعه من ممارسة أيِّ فعلٍ آخر، وعلى ذلك فمن الجيد له أن ينعم بالراحة والنوم وتجنُّب التواصل مع الآخرين مدة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة دون اللجوء إلى أخذ أية أدوية للتخفيف من الحمى، كما يُنصح بوضع وسادة إضافية تحت رأس المريض لتساعد على التصريف في الممرات الأنفية وجعل نومهِ أكثر راحةً،  ومن الجيد أيضًا الإستفادة من وقت الراحة بالقراءة مشاهدة أقراص DVD بينما يقاوم ويحارب ضد الفيروسات.

 

تناول الزنك

ومن أحد العلاجات المفيدة للتخفيف من أعراض الإنفلونزا من المنزل تناول الزنك هذا العنصر المعدني المهم لجهاز المناعة، حيثُ يساهم في تكوين كريات الدم البيضاء التي بدورها تقوم بحماية الجسم من الأجسام الغريبة عن جسم الإنسان، يمكن الحصول على الزنك بتناول النظام الغذائي اليومي المتوازن حيثُ توفر الأطعمة المختلفة نسبة عالية من الزنك تؤمن حاجة الجسم منه كاللحم الأحمر، المحار، العدس، الحمص، الفاصولياء، المكسرات، منتجات الألبان، والبيض. كما يمكن الحصول على عنصر الزنك من مكملات الزنك حيثُ أثبتت الدراسات أنَّ مكملات الزنك تساهم في التقليل من مدة الإصابة بالإنفلونزا بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض، حيثُ يعتقد الباحثون في هذا المجال أنَّ عنصر الزنك يساهم في منع الفيروس المسبب للزكام من التكاثر في الجسم، من جهةٍ أخرى يتوفر عنصر الزنك في الصيدليات كمكل غذائي على شكل أقراص، أقراص مستحلبة وشراب أو بخاخ للأنف ومن المهم الإشارة إلى التقيُّد بالجرعة الموضحة على العبوة حيثُ يمكن أن يؤدي تناول جرعة كبيرة من الزنك إلى الشعور بالغثيان وآلام المعدة، أما بالنسبةِ لبخاخ الأنف فقد يؤدي استخدامه إلى فقدان حاسة الشم بشكلٍ مؤقت.

 

استخدم بعض الأعشاب

ولعلَّ من أشهر العلاجات التي ينصح بها لتخفيف أعراض الإنفلونزا من المنزل هو استخدام بعض الأعشاب التي تساهم في تخفيف الأعراض لدى المريض، ومن الأمثلة على هذهِ الأعشاب هي عشبة البيلسان والتي شهد لها التاريخ الطويل بالإستخدام كعلاج ضد نزلات البرد، الإنفلونزا والجيوب الأنفية، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنثوسيانين المكون الأساسي لعشبة البيلسان وهو مركب موجود طبيعيًا في نبات التوت يشكِّلُ عنصرًا نشطًا في عملية تقوية جهاز المناعة ومنع التصاق فيروس الإنفلونزا بخلايا الجسم، ومن جهةٍ أخرى أظهرت نتائج التحليل الإحصائي على نبات البيلسان الأسود أنَّه يُعدُّ بديلًا آمنًا للأدوية الموضوفة في حالات نزلات البرد المعتادة بالإضافة إلى الإنفلونزا كما أنَّه يقلل وبشكلٍ كبير وملاحظ من أعراض أمراض الجهاز التنفسي العلوي.مثالٌ آخر على الأعشاب المستخدمة في تخفيف أعراض الإنفلونزا من المنزل هو الجينسنج وبالرغم من تعدد أنواعها إلَّا أنَّ هناك نوع يزرع في أمركيا الشمالية يُدعى Panax quinquefolius أصبح متداولًا وبكثرة لعلاج الإنفلونزا ونزلات البرد، فبحسب دراسةٍ منهحية لخمس تجارب شملت 747 مريضًا، وُجد أنَّ أحد الدراسات على التجارب أظهرت انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 25% في عدد نزلات البرد لدى المرضى الذين تناولوا الجينسنغ مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي، كما أظهرت نتائج دراستين أنَّ الجنسنغ قلَّل الفترة التي يتعرض فيها المريض لنزلة البرد بنسبة 6.2 يومًا، من المهم الإشارة والتحذير من تناول جذور نبات الجينسينغ لمن يعاني من أمراض القلب، مرض السكري، أو الفصام، إلا من قبل إشراف الطبيب المختص بعلاجهم.

 

مضمض بالماء والملح

تساهم المضمضة أو الغرغرة بالماء الدافئ والملح كما هو متعارف عليه، بالتخفيف من أعراض الإنفلونزا من المنزل كما تساعد على التقليل من أعراض التهاب الحلق وإزالة المخاط، تتم الغرغرة بالماء الدافئ والملح عن طريق غلي الماء وتركه حتى يبرد ليصبح دافئًا، ومن ثم خلط نصف ملعقة صغيرة من الملح مع 8 أونصات من الماء الدافئ، سحب الماء المالح إلى الجزء الخلفي من الحلق والقيام بالغرغرة لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 30 ثانية، يتم تكرار العملية عند الحاجة ولشطف الفم والحلق من الماء المالح على الشخص أن يبصق الماء في الحوض وتكرار هذهِ العملية من 2 إلى 4 مرات، من المهم التنبيه إلى عدم ابتلاع الماء المالح وعدم السماج للأطفال بالغرغرة بالماء المالح إلى أن يتمكنوا من الغرغرة بالماء العادي بأمان.

 

استنشق البخار

يُعد استنشاق البخار من الحلول الشائعة والتي تساهم في تخفيف أعراض الإنفلونزا من المنزل حيثُ تساعد على تهدئة الأنف، الحلق والجيوب الأنفية، من جهةٍ أخرى يعمل استنشاق البخار على التخفيف من الإحتقان المخاطي، كما يُساهم الهواء الدافئ الرطب بالتخفيف من التورُّم الحاصل في الأنف والرئتين جرَّاء الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد، بالإضافة إلى تهدئة السعال الجاف، التهيُّج في الأنف وضيق الصدر, يتم تسخين الماء للإستفادة منه باستنشاق البخار عن طريق؛ وضع الماء في قدر على الموقد، أو من خلال كوب أو وعاء آمن في الميكرويف أو عن طريق جهاز التبخير، يجب الحذر وبشدة من بخار الماء المغلي لتجنُّب التعرض لحروق البخار، وعليه يجب اختبار درجة حرارة البخار قبل البدء باستنشاقهِ كما يجب البقاء على اليدين والوجه بعيدين عن البخار مسافة كافسة لتجنُّب التعرُّض للحرق، يمكن إضافة بعض الزيوت العطرية أو الإستعانة بالبخار الطبي وذلك بخلطهِ مع الماء للحصول على أكبر قدر من الفوائد المضادة للفيروسات ومضادات الأكسدة.

 

تناول الحساء الدافئ

ومن العلاجات التي تخفف أعراض الإنفلونزا من المنزل هي تناول الحساء الدافئ، ولعلَّ من أشهر أنواع الحساء المتعارف عليه هو حساء الدجاج فبحسبِ دراسةٍ نشرت في المجلة الأمريكية للعلاج وجدوا أنَّ هناك مركب في حساء الدجاج يُدعى كارنوزين يعمل على مساعدة جهاز المناعة على محاربة فيروس الإنفلونزا في الأيام الأولى له، وعلى ذلك لا يكون حساء الدجاج دافئًا ومريحًا فقط، وإنَّما مفيدًا بالدرجة الأولى لتقوية جهاز المناعة ضد الفيروسات وأهمها فيروس الإنفلونزا، من جهةٍ أخرى يساهم حساء الدجاج بالتخفيف من أعراض الإلتهابات كما يعمل على تقصير مدة الإصابة بإلتهابات الجهاز التنفسي حيثُ أثبتت دراسة نُشرت في مجلة Chest أنَّ لحساء الدجاج تأثيرات مضادة للإلتهاب، كما أنَّ تناول الحساء وشرب السوائل الساخنة الأخرى كالشاي يعود بالفوائد على المريض بأن تخفف من احتقان الأنف لديه، كما تساعد على تهدئة الإلتهاب في الجيوب والحلق.

 

تناول فيتامين C

يُعد فيتامين C من الوسائل المتعارف عليها بين النَّاس للحفاظ على صحة الجهاز المناعي بالإضافة للتخفيف من أعراض الإنفلونزا من المنزل حيثُ يساعد على التحفيف والحد من وتيرة نزلات البرد الموسمية، وعلى الرغم من عدم وجود أي دراسات أو أي دليل علمي يفيد بأنَّ تناول فيتامين C يقلل من أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا، إلَّا أنَّ اقتراح الباحثون بتناول فيتامين C بانتظام قد يفيد بعض النَّاس بعدة طرق فمن حيث أنَّها طريقة لا تشكّل خطرًا على المستوى الفردي حيثُ يمكن اختبارها ضمن إجراءات السلامة العامة والتكلفة المنخفضة، ومن المهم التأكيد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث للتأكد من فعاليته ضد فيروسات الإنفلونزا، تحتوي الحمضيات والأفوكادو على مستويات عالية من فيتامين C، كما يمكن الإستعانة بمكملات فيتامين C المتوافرة في الصيدليات.

 

استخدم الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية

وبالعودة إلى أنَّ الفيروس هو سبب الإصابة بالإنفلونزا فمن المهم التنبيه إلى أنَّ تناول المضادات الحيوية لن يساهم بالتخفيف من الأعراض التي قد تستمر إلى مدة أقصاها أسبوعين، وعلى ذلك فإنَّ من الوسائل المعتمدة للتخفيف من أعراض الإنفلونزا في المنزل هو تناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فقد صُرِّحَ أنَّ تناول الأدوية المضادة للحمى والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل أسيتامينوفين، أيبوبروفين، نابروكسين يساهم في التقليل من الآلام والأوجاع التي ترافق الإصابة بالإنفلونزا، كما يمكن أن تساعد بعض الأدوية الأخرى التي لا تتطلب وصفة طبية كمثبطات السعال والبلغم، ومزيلات الإحتقان في المساعدة على علاج أعراض الإنفلونزا من المنزل، ولكن يجب الإِشارة والتنبيه إلى عدم استخدام أكثر من دواء له نفس المادة الفعالة لتجنب خطر مضاعفات الجرعة الزائدة، كما يُحذر من إعطاء أي دواء للأطفال أو المراهقين دون الرجوع إلى مقدم الرعاية المختص لتجنب تعريضهم لأية مضاعفات خطيرة.

 

كيف تحد من انتشار الإنفلونزا

وفي ضوء أنَّ فيروس الإنفلونزا معدٍ وسريع الإنتشار حيثُ ينتقل بسهولة من المصاب إلى الآخرين، عن طريق رذاذ السعال والعطس، والتي يمكن أن تعيش على اليدين والأسطح مدة 24 ساعة، يُرجح الأطباء سهولة انتقاله أول خمسة أيام من الإصابة وعليه فمن المهم اتباع إجراءات الوقاية للحد من خطر انتشارهِ وذلك عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون مدة لا تقل عن عشرين ثانية، استخدام الأنسجة لحبس الجراثيم والفيروسات عند العطس أو السعال، واستخدامها بأسرع وقتٍ ممكن.

شارك المقالة:
207 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook