التهاب القصبات أو التهاب الشعب الهوائية هو التهاب في بطانة القصبات، أي الأنابيب الموجودة في الرئة والتي تنقل الهواء إلى الرئتين من الفم والأنف، ويؤدّي الالتهاب إلى تضيّق التورّم مجرى الهواء مما يسبب السعال ويجعل التنفس أكثر صعوبة، كما يمكن أن يؤدي التهيّج أيضًا إلى زيادة إنتاج المخاط، والذي يغلق مجرى الهواء، ويمكن تصنيف التهاب القصبات إما على أنّه تحسسي أو غير تحسسي أو مرتبط بمرض الربو، وذلك اعتمادًا على على أسبابه، وعلى الرغم من أنّ أعراض التهاب القصبات متشابهة بغض النظر عن السبب، إلّا أنّه قد توجد أيضًا بعض الاختلافات، وسيذكر هذا المقال معلومات عن التهاب القصبات التحسسي.
ينتج التهاب القصبات التحسسي عن مسببات الحساسية المتنوعة، مثل حبوب اللقاح والغبار والعفن، ويمكن أن تؤدّي إلى ظهور الأعراض التي تختلف من شخص لآخر في شدّتها، كما يسبب تدخين السجائر التهاب القصبات التحسسي في أغلب الأحيان، وقد تستمر أعراضه لفترة طويلة وقد تتكرّر أيضًا، وغالبًا ما يسمى التهاب القصبات التحسسي الذي يستمر لفترة أطول من ثلاثة أشهر بالتهاب القصبات التحسّسي المزمن، وهو نوع من أنواع مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، والذي غالبًا ما يحدث نتيجةً للتدخين، وتشمل أعراض التهاب القصبات التحسسي ما يأتي:
كما يمكن أن يؤدّي التهاب القصبات التحسسي إلى بعض المضاعفات، على سبيل المثال، يمكن أن يصاب الشخص بعدوى الرئة، مثل الالتهاب الرئوي، وفي معظم الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدّي الالتهاب الرئوي إلى التهاب في مجرى الدم يسمى تسمّم الدم، والذي يعدّ من الحالات المهددة للحياة.
يجب تشخيص التهاب القصبات التحسسي بدقة ليتمكّن الطبيب من تحيد العلاج المناسب، وفي الواقع خلال الأيام القليلة الأولى من المرض، قد يكون من الصعب التمييز بين علامات وأعراض التهاب القصبات التحسسي وأعراض نزلات البرد، وأثناء الفحص البدني، يستطيع الطبيب الاستماع إلى رئتين المريض أثناء التنفس باستخدام السماعة، وقد يوصي الطبيب بإجراء الفحوصات التشخيصية الآتية:
ينطوي علاج التهاب القصبات التحسسي على تحسين تنفس المريض في المقام الأول، ويوجد هناك عدة طرق للعلاج، وسيقوم الطبيب أفضلها لكل مريض على حدى، لأنّ كل حالة تختلف عن الأخرى، كما يمكن مشاركة أكثر من طريقة علاج معًا، ومن طرق علاج هذه الحالة ما يأتي:
موسعات القصبات الهوائية ترخي العضلات التي تكون حولها وتساعد على فتحها، ويتم استنشاق الدواء من خلال جهاز يسمى جهاز الاستنشاق، تبدأ موسعات القصبات القصيرة المفعول في العمل بسرعة فورية، بينما تعمل موسعات القصبات الطويلة المفعول ببطء أكبر، ولكن آثارها تستمر لمدة تتراوح من 12 إلى 24 ساعة.
تقلل الأدوية الستيروئيدية من التورم والالتهاب في القصبات الهوائية، وعادةً ما يتنفس المريض هذه الأدوية من خلال جهاز الاستنشاق، وتشمل الستيروئيدات أدوية مثل بوديزونيد وفلوتيكاسون وموميتازون، ويمكن استخدام هذه الأدوية جنبًا إلى جنب مع موسعات القصبات طويل المفعول.
وفي هذه الطريقة يتم توزيع الأكسجين على رئتي المريض للمساعدة على التنفس بشكلٍ أفضل، ويتم استخدام العلاج بالأكسجين بارتداء قناع يلائم وجه الشخص المريض، وسيحدد الطبيب ما إذا كان المريض بحاجة إلى العلاج بالأكسجين استنادًا إلى تشبع الأكسجين لديه أثناء الراحة والتمرين.
ويعدّ إعادة التأهيل الرئوي من البرامج التي تساعد المريض على التنفس بشكل أفضل، وأثناء هذا البرنامج سيعمل الشخص المريض مع الأطباء والممرضين وغيرهم من المتخصصين، ويمكن أن يشمل هذا البرنامج:
بالإضافة إلى العلاجات الدوائية لالتهاب القصبات التحسسي، هناك بعض العلاجات المنزلية التيم يمكن أن تفيد في تخفيف أعراض هذه الحالة، وبالتأكيد يجب الإقلاع عن التدخين في حال كان الشخص المريض مدخنًا، ومن هذه الإجراءات ما يأتي: