عندما نذهب إلى محل لبيع الأثاث الخشبي ، فإن البعض منا عادة لا يستطيع تمييز نوع الخشب ، و بعض آخر يقوم بسؤال البائع في المحل عن نوع الخشب الذي صنعت منه قطعة معينة من الأثاث يرغب بشرائها ، و قليل منا يعرف نوع الخشب بالدراية و الخبرة ، هنالك أنواع كثيرة جداً من الأخشاب ، و لعل أشهر أنواعها المعروفة منذ القدم هي : خشب البلوط ، خشب اللاتيه ، خشب السوّيد ، خشب الزان ، و غيرها ، و من الأنواع الحديثة التي أصبحت تستخدم على نطاق تجاري واسع خشب يسمى الخشب المضغوط .
الخشب المضغوط ما هو إلا خليط مفتت و معاد تجميعه بواسطة الغراء من شتى أنواع الخشب ، بدأت فكرة صناعة هذا النوع من الخشب عندما رأى الصانعون أنّ هناك كمية كبيرة من زوائد الأخشاب و نشارتها تزيد كمخلفات لصناعة الأثاث الخشبي و لا يمكن الإستفادة منها ، ففكروا في آلية تمكنهم من تحويل النشارة و الشظايا الصغيرة و زوائد القص إلى خشب جديد ، و قد نجحوا في ذلك ، و في الفقرة التالية سنعرض بإيجاز طريقة تصنيع الخشب المضغوط .
لتصنيع الخشب المضغوط يتم تجميع جميع زوائد الخشب و الشظايا من مختلف أنواع الأخشاب المخلفة من الصناعات الخشبية و يتم إدخالها في آلة تقوم ببرشها على هيئة شظايا دقيقة جدا ، ثم يتم إضافة غراء سائل من نوع قوي جداً مخصص لتلك الغاية إلى كوم الشظايا الدقيقة الرفيعة ، فينتج عجينة مرنة يتم صبها في قوالب على هيئة ألواح كبيرة ( كما هي هيئة الخشب الخام ) ، ثم تترك لتجف أو تجفف بواسطة الحرارة ، ثم تنزع تلك الألواح من القوالب فيتكون لدينا ما يسمى الخشب المضغوط على هيئة ألواح كبيرة تباع على أنها مواد خام ، ثم لعمل الأثاث الخشبي منها فإنها تقطع و يعمل منها الشكل المطلوب كسائر أنواع الخشب الأخرى .
بعض أنواع الخشب المضغوط يلبس من الجهتين بطبقة رقيقة من خشب البلوط لزيادة المتانة و إعطاء المنظر الجمالي ، حيث أنّ شكل خشب البلوط جميل جداً ، أمّا الخشب المضغوط فمنظره ليس جميلاً ، حيث إن لم يلبّس بالبلوط فإنّه يلبّس بالفورمايكا أو يدهن بالدهان أو يغلف بطبقة خاصة.