اختصّ الله تعالى شهر رمضان بفريضة الصّيام، وجعله أحد أركان الإسلام، ويتمّ خلال هذا الشّهر الإمساك عن تناول الطّعام والشّراب منذ أذان الفجر وحتّى غروب الشّمس، ولكي يتمكّن الصائم من إتمام صِيامِه بأقل تعبٍ ممكن عليهِ أن يتجنّب كُل ما يُمكن أن يزيد من شُعوره بالجوع والعطش، ويُعتبر الشّعور بالعطش من أصعب ما يواجه الصّائم، ولذلك يهدفُ هذا المقال للحديث عن طُرق تساعد الصّائم في خفض الشّعور بالعطش أو عدم زيادته.
نظراً للانقطاع عن شُرب الماء طوال ساعات النّهار في رمضان، فلابدّ من انخفاض حجم السّوائل في الجسم والإحساس بالعطش، ولذلك يُمكن اتّباع بعض الإرشادات التي تساهم في خفض الشّعور بالعطش وعدم زيادته، ذلك أنّ الجفاف يزيد من الشّعور بالكسل والإرهاق الذي قد يعاني منه الصّائم بالأصل، وتشمل هذه الإرشادات ما يأتي:
يُعتبر الماءُ من أساسيّات الحياة التي لا يُمكن للإنسان الاستمرار بدونها لأكثر من القليل من الأيّام، وهو يلعب دوراً هامّاً وأساسيّاً في الحفاظ على استقرار الجسم وتوازنه ووظائفه الطّبيعيّة، ويحصلُ الجسم على الماء عن طريق شربِه أو عند تناولِ الأطعمة والمشروبات التي تحتوي عليه، ويُعتبر نقص الماء في الجسم، والذي تتمّ ترجمته على شكل الشّعور بالعطش هو السّبب الرّئيسيّ لشرب الماء، إلّا أنّ الإنسان يُمكن أن يُقدم على شُرب الماء للعديد من الأسباب الأخرى التي قد تدفعه إلى تناول المشروبات الأخرى، مثل احتواء المشروبات على السُّكّر الذي يرغب به وبنكهته الكثيرون.
يعملُ الجسم على تنظيمِ توازنِ الماء والعناصرِ المعدنيّة عن طريق العديد من الميكانيكيّات، حيثُ تُوجد حسّاسات تربط الأعصاب بمراكز مُختصّة في الدّماغ، كما وترتبط حسّاسات التّبول وفقدان الصّوديوم مع البول وحسّاسات ضغط الدّم بهذه المراكز التي تقوم بدورها بالتّأثير على الأعضاء التنفيذيّة، والتي تشمل الكلى، والغدد العَرَقيّة، والغدد اللعابيّة، حيث تُرسِل الغدّة الدرقيّة رسائل إلى الكلى لتحديد حجم البول الذي يتمّ طرحه وكميّة الماء الذي يجب الاحتفاظ بها، ويُحفّز الدّماغ الشّعور بالعطش في حال انخفاض حجم سوائل الجسم.
موسوعة موضوع