آلة البيانو من أكثر الآلات الموسيقيّة أهميّةً بالنسبة للموسيقيين؛ فهي تدخل في كلّ الألحان والنوتات الموسيقية على اختلافها، فهذه المفاتيح الصغيرة الملونة بالأبيض والأسود قادرة على إذهال المُستمعين وحبس أنفاسهم مذهولين لروعة النغمات التي تخرج منه طبعاً إن خرجت بيد محترف.
غالباً ما يصف المستمعون ألحان البيانو بأنها رقيقة، لكن إن عبث هاوٍ بمفاتيحها فستصدر عنها نغمات تصمّ الأذان بصخبها المُزعج، فإن رغبت بتعلم العزف عليها كمحترف لتنساب الموسيقى من أصابعك عبر المفاتيح فتخرج عذبة ما عليك سوى اتباع خطوات لا بدّ منها، بعضها لوجيستية لتضمن مكاناً مريحاً وإمكانيات مادية، وبعضها تحتاج منك إلى المُثابرة في تعلّم أمور هامة حتّى تنجح، وغالباً ما يُفضّل تعلّم العزف على البيانو منذ الصغر، لكن هذا ليس شرطاً لإتقان العزف عليه.
في البداية يجب أن تمتلك بيانو خاص بك، حتّى لو لم تستطع استخدامه لأنك لم تتعلم بعد الطريقة، وكنت تأخذ دروساً في معهد موسيقي، فوجود البيانو في منزلك هو المُحفّز الأول لك للاستمرار في خطوات التعلم، ووجوده سيكون مهماً بعد قليلٍ من الحصص في المعهد فأنت ستحتاجه للتطبيق ومتابعة دروسك.
يمكنك الحصول على البيانو الخاص بك وبالحجم الذي ترغب به؛ فهو متوافرٌ وبكل الأحجام، وعليك أن تعرف أنّ الحجم المتوسط هو الأنسب، فنغماته والأصوات الصادرة عنه أفضل من الصغير، ولن يشغل حيّزاً كبيراً في منزلك كالبيانو من الحجم الكبير، وللحصول عليه بسعر أرخص ابحث جيّداً عن واحد مستعمل، ولو لم تكن خبيراً الجأ إلى معلّمك لمساعدتك، فيجب التحقّق من المفاتيح والأوتار بأنّها صالحة قبل الشراء، وغالباً يمكن إعادة ضبطها إن لم تكن مضبوطة، وتحقّق قبل الشراء أنّ خدمة الصيانة في المنزل متوفّرة.
ليست خطوة تافهة، فليس أي مقعد يناسب الجلوس أمام البيانو؛ فالمقعد وارتفاعه سيتحكّم بنتيجة عزفك بالنهاية، الارتفاع سيتحكّم بقدرتك على الوصول إلى المفاتيح بالوقت المناسب، لذلك قم بالبحث عن مقعد قابل للضغط وتغيير الارتفاع.
يحتوي البيانو على اثنتي عشرة نغمة هي النغمات الأساسية، فالمفاتيح البيضاء (العاج) تأتي بسبع نغمات، والمفاتيح السوداء (أبانوس) هي خمس النغمات الباقية، وهذا يعني أنّ النغمات ستتكرر على خط المفاتيح، لكن ستختلف النغمة من حيث غلظتها، ففي البداية تكون منخفضةً ثمّ ترتفع، وتكون المفاتيح من اليسار غليظة منخفضة، وتزداد حدّةً وارتفاعاً نحو اليمين.
لتمرين أصابعك قم بتجريب العزف بشكل عشوائي دون أن تتقيد بنغمة معينة أو السلم الموسيقي، لكن انتبه لنغمات المفاتيح بالوقت نفسه وحاول حفظها واستظهارها، تمرّن في العزف على عشرة مفاتيح دون أن تُحرّك يديك، استمر حتّى تصبح مُسيطراً على حركة أصابعك بإتقان، مع الانتباه على حفظ أماكن النغمات السوداء والبيضاء.
في هذه الخطوة ستكون قد انتهيت من مرحلة النشاز، وهذه المرحلة سهلة؛ حيث عليك أن تعزف نغمتين معاً لكن تذكّر يجب أن تأتي بنغمتين متناسقتين منذ البداية لتحصل على نتيجةٍ مقبولة ومتوافقة ومتناغمة.
عليك تعلّم النوتة الموسيقية المكتوبة، ستجدها صعبةً في البداية لكن مع التمرين والمُثابرة ستبدأ بفكّ الرموز وقراءتها بشكلٍ سلس وسريع، ابحث عن مدرّب محترف ولو لم تجده ستجد بعض المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت مُختصة بتعليم النوتة، واظب عليها حتّى تتمكن من تخطّي هذه المرحلة بنجاح، تحلّى بالكثير من الصبر فستأخذ هذه الخطوة بعض الوقت منك.
من المعروف أن جسدك يسير كباقي أجساد البشر على نظريّة التناظر، ولإثبات ذلك أمسك قلمين واحداً في كل يد، وحاول رسم مثلث باليد اليُمنى ودائرة باليسرى في نفس الوقت، لن تستطيع؛ لكن هذا ما ستتعلّمه عندما تعزف، فمعظم الألحان ستتطلب منك القدرة الخاصّة والمميزة للتحكّم بكل يد على حدة وفي الوقت نفسه، وهذا لتجاري سرعة اللحن وتتوافق مع لحنين يُعزفان في الوقت نفسه.