كيف تحقق التقوى

الكاتب: علا حسن -
كيف تحقق التقوى.

كيف تحقق التقوى.

 

التقوى وقود الروح

إنّ المُتأمّل والمُلاحِظ لطبيعة الإنسان يُدرك على نحو لا يترُك مجالاً للرّيب وجود الحاجات الروحية باعتبارها ضرورات لا يُمكن الاستغناء عنها، وتتمثّل هذه الضرورات على شكل أعمال تعبُديّة وشعائر طُقوسيّة هدفها النّهائي شُعور الإنسان المُمارس لها بالرّاحة والسّكينة والاسترخاء. وكلمّا كانت هذه الأعمال تُنمّي باطن الإنسان فتُخلصُه من الأحقاد والحسد والضّغائن على الناس وأنْ يكون مُحاسِبًا لنفسه ويُقوّم أخطاءها، وذلك يرجع إلى الإيمان بالله واليوم الآخر وما يُرشد إليه العقل السليم من اجتناب كل قبيح ومُحاولة فعل كل ما هو حسن وجميل.

التقوى الصحيحة

إنّ الغُلو في الشيء يصحبُه دائمًا حصول الشيء على العكس مما يتوقّعه الفرد، لذلك ليس معنى التقوى الصحيح أنْ يتمسّك بادّعاء التقوى، أي التمسُك بالعبادات وحدها والتشدّد فيها فقط واعتزال الناس وعدم مُخالطتِهم ومُمازحتهم، فإنّ من حاجات الروح التمتّع بالجمال سواء الطبيعة بسحرها وبداعة تصميمها ومناظِرها الفاتنة، أو الفُنون الأدبية مثل: الرّسم والنّحت والموسيقى ونظم الشّعر، فهذه كافّةً تعمل على تنمية وزيادة الذّائقة الجمالية في الإنسان وتجعلُه ينفتِح على الوجود بتفاؤل وحب.


وكما أنّ الإنسان يتألّف من روح، فهو كذلك له جسد ولهذا الجسد ضرورات لا بد من تلبيتها مثل: مُمارسة التمارين الرياضية والرياضات المُختلِفة التي تزيد من قُوة البدن، وتعمل على حِمايته من الأمراض المادية، أو المعنوية مثل: الخُمول والكسل؛ لأنّ حركة الأعضاء والجوارح سبب في دوام حياتها، وكذلك مُمارسة العلاقة الزّوجية الحميمة على نحو مُنتظَم يزيد من الصّحة النفسيّة والجسدية والسعادة العاطفية للشريكين ويرفع من مستوى نشاطهما وإنجازاتهما في الحياة.

التقوى سبب للسّعادة

تعمل التقوى الصحيحة المبنية على المُوازنة بين الروح والجسد على زيادة أسباب سعادة الإنسان إنْ كانت النفسية والمُتمثّلة في السّلام الداخلي والسكينة وعدم وجود القلق والوساوس وما شابه ذلك، أو الاجتماعية؛ حيث إنّ مُعاملة الناس بالخُلق الحسن ومحادثتهم بخطاب يُناسب خبراتهم وتجاربهم وعُقولهم وأعمارهم، يعمل على زيادة قبول المرء بين النّاس وهذا من الذكاء الاجتماعي.

إذا كنت تاجرًا أو طبيبًا فلا تتهاون في صحة الناس

أصحاب هاتين المهنتين لهما دور في حفظ صِحة الناس؛ فالتاجر هو من يأتي بالبضاعة الضرورية للناس فعليه أنْ يكون أمينًا ويأتي بالأصناف ذات الجودة المُمتازة، لا أنْ تدفعه دناءة نفسِه إلى جلب بضاعة ذات مُدّة صلاحية قصيرة لغرض الربح وفقط. وكذلك الطبيب عليه أن يكون تقيًا أمينًا في رعاية المرضى والسّهر على عافيتهم، ففي الطّب لعلّ الخطأ يكون غير مُمكِن التّصحيح.


إذا كنت صاحب تقوى، فإيّاك أنْ تعتقِد أنّ التقوى معناه أنْ تكون مُغفّلاَ أبلهًا

إنّ الغرض من التقوى هو أنْ تكون على خُلق حسن وسجايا جميلة، تستعملُها في تقليل آلام الناس وتخفيف مُعاناتهم، مع ذلك فإنّك سترى من يحاول أنْ يُقلّل من شأنك باسم أنّك عفوي وعلى سجيّتك وتحت عنوان أنّك طيب القلب، فإيّاك أن يستغفلُك مثل هؤلاء وتعلّم أنْ تكون يقظاً وذا حسٍ مُرهَف ونقديّ لكل ما يمر عليك من كلام ومواقف فالقُوة والذّكاء والحصّافة هي من سِمات المُؤمن بجانب التقوى.

 

شارك المقالة:
234 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook