كيف تصبح كاتب محترف.
خطوات لتصبح كاتباً مُحترفاً
إن كنت تعتقد أنك تمتلك الكثير من المهارة ومستعد لبذل الجهد لتحقيق غايتك بأن تصبح كاتباً ناجحاً، فالأمر يحتاج إلى القراءة والاطلاع، ولتستطيع المضي في هذا الطريق إليك بعض النصائح على شكل خطوات كدليل عملي ومجرب، لتصبح أحد الكتّاب الناجحين على شبكة الإنترنت أو في الصحف.
كما يقال: إنّ رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة واحدة، فما عليك إلا أن تتبع مجموعة من الخطوات بحذر ودقة لتصبح كاتباً مهماً وألمعياً.
أقنع نفسك بقدرتك
حاول أن تقنع نفسك بمدى أهميتك، فأنت لست أقل من الكتّاب مكانةً ولا علماً، فهم عرفوا أولاً القواعد التي ستعرفها في هذا المقال، فهنا سنقوم فقط بتعمميم القواعد، فلا تقم بمقارنة نفسك بأسماء كبيرة، ولا تقزم نفسك أمام الأسماء اللامعة لشعراء ومفكرين معروفين، انظر لنفسك ككاتب ذو مستقبل مهم فلا يشق لك غبار.
ابحث عن المواضيع الساخنة؛ واكتب بها
اكتب بالمواضيع الساخنة ابنة الساعة، وتوجيه النظر نحو المواضيع التي تكون حديث الساعة، فيجب أن تبتعد عن الحب والجميع ينظر لأحداث الإنتفاضة مثلاً، كي تجذب انتباه القراء، ربما سيقوم القراء بالمرور على ما كتبته ولو مروراً سريعاً، لكن ذلك على الأقل سيجعل اسمك عالقاً في أذهانهم. لا تترك أي مناسبة إلا وتكتب عنها، ليعتاد القارئ أن يطلع على رأيك، وليعرفوا أنك شخص مُثقف ومُتابعٌ للأحداث الساخنة، وتحدث أيضاً بشكل موازٍ عن أمورك الخاصة ومشاعرك في يوم رأس السنة مثلاً أو عند قدوم مولودك الأول، فالقارئ يحب أن يواكب حياة كاتبه المفضل، ويحب أن يتذكر بداياته وتاريخه العائلي بعد أن يصبح مشهوراً.
العنوان
حاول أن تتخيّر للمقال الذي تكتبه عنواناً مختلفاً ومميزاً قبل أن تقوم بنشره، ابحث عن عنوان يثير انتباه القارئ أو اختر عنواناً إشكالياً، تذكر أن العديد من الأعمال المهمة والمعروفة تغافل عنها القراء في البداية لضعف عنوانها، وبالوقت نفسه كثيراً ما تقرأ مقالات لا تعجبك لكنك تظل تتذكر عنوانها اللامع، فالعنوان الجيد يحفر في الذاكرة ويجذب الكثير من الانتباه للإثارة الكامنة في ذلك العنوان. لذلك يجب الحرص على انتقاء العناوين النادرة، والفريدة من نوعها، والتيلا يتم نسيانها بسهولة، كأن تجعلها تحتوي على استفهام مبهم أو تساؤل قوي أو عبارة قاطعة برأي مخالف لما هو متوقع أو عبارة منفرة، فالجمهور يُحب العناوين الغريبة، العنوان هو نصف الطريق إلى ولوج عقل القارئ، والعنوان الفاقع والإشكالي والمثير كفيل بأن يجذب الكثير من القراء للإطلاع على ما تكتب.
الصورة
هذا الفن غالباً لا يضم الصور، مع أنها قادرة على اختصار نصف الطريق فكثير من الأغاني المنتشرة اليوم لا تستطيع تذكر كلماتها لكن الجميع يعرف الفيديو كليب، يمكن أن تتقبل بعض الصحف أو المواقع الإلكترونية إرفاق صور، فإن تعاملت مع أحدهم قم باختيار صورة مُعبرة وصغيرة وذات رسالة لك، لا تختر صور تقليدية وأنت ترتدي بِزَّة أو وأنت مبتسم، إختر صورة مشحونة وجدية ومعبرة، فمن الصور التي يفضلها الكتاب وهم يمسكون سيجارة، لكن لو كان هذا خيارك ابتعد عن السيجار أو الغليون وبالأخص إن كنت تنشر موقع أو صحيفة يسارية، إن كنت ذو لحية فذلك جيد ويثير الالتباس فلحية مبعثرة ستحير القارئ أتكون إسلامياً أم يسارياً، وإن كنت تظن أنك لا تحظ بملامح جميلة كأغلبية الناس أو لا تمتلك صورة جميلة فأنت مِمن لا حظ لهم بالصور فحاول هنا أن تظهر بشكل مُبهم كأن يكون وجهك نصف ظاهر وأنت تنظر مثلاً إلى خلفية أحد الثوريين أو شخصية عظيمة تحاول تقمصها كجيفارا أو جمال عبد الناصر.
ولا تنس عزيزي الكاتب أن الحداثة لها دور فصورة تظهرك إلى جانب جهاز الكمبيوتر ذات انطباع جيد بأنك شخص متحضر ومتطور عن أصحاب القلم والورق، تذكر الصورة نصف الكلام.
الموضوع المثير
لا يجب أن تقصر مواضيعك على تلك الأمور الكبيرة، تحدث أيضاً بالعموميات وتناول قضايا إشكالية ومواضيع خاصة، تحدث بالدين والجنس والسياسة، فالمواضيع الحساسة للقراء تجذبه، تحدث في حق الطوائف الأُخرى، وبحق الأقليات وعن حق الأحزاب المناهضة لفكرك إن كنت من النشطاء السياسيين وهاجم بضراوة وشراسة، وتذكر أن مبررك هو كشف الحقائق، وتذكر أن الشخصيات المهمة مثل ابن لادن أو الزرقاوي أو بوش أو البرادعي أو أمين عام الأمم المتحدة وغيرهم كثر لن يعرفوا أو يهتموا بما تقوله في مقالاتك، لذلك فأنت تستطيع تناولهم بالهجاء كيفما تشاء، كن بارعاً واستخدم التلميح، فإن كتبت بشأن دولة ما لمح إلى الأطراف المتنازعة بها تلميحاً، ويمكنك إن امتلكت الجرأة أن تهاجم الطائفة أو الفئة الباغية حسب وجهة نظرك.
متابعة ردود القراء
إن حصل أن تلقيت ردوداً على ما تكتب فهذه فرصة عظيمة يجب عليك انتهازها، رد على جميع من أبدى رأيه بالمقال بأريحية واشكر المادحين، فتلك الردود التي تتلقاها تعني أنهم مهتمين بأن تسمع رأيهم كما قرأوا لك، هاجم بشدة الأعداء الشخصيين إن حاولوا الانتقاص منك لدوافعهم الشخصية، فأنت تكتب لجمهور عريض لا وقت للنزاعات الشخصية.
خذ موقفاً
إحذر من أن تبدوا ككاتب جديد لم يأخذ موقفاً من القضايا الأزلية، بل اتخذ موقفك وجاهر به، وهذه المواضيع التي كانت منذ الخليقة مدعاة للجدال تجتذب القراء، فمثلاً إن اتخذت موقفاً من الشيوعيين كن عالماً بكل ما يخصهم وإن انتقدتهم واعترضك أحدهم ذكّره بأن أهم مبادئهم مبدأ النقد والنقد الذاتي، ولذلك عليه أن يتقبل كل ما تقول بصدر رحب، عقّب على أهم من تكلم في الشيوعية مثلا في حديثك حتى لو لم تكن قد قرأت لهم، لكن احذر أن تظهر جاهلاً اقرأ ملخصات لتعرف مُجمل أفكارهم، قدّم موقفك بكل صراحة وستجد الكثيرين يشكرونك على جرأتك وثباتك وستكون من أصحاب المواقف.
ناصر المرأة
كن مناصراً للمرأة، إن كنت من المتدينين قدم كل ما ذكر في الإسلام عن أهمية المرأة، وإن كنت من الحداثيين هاجم كل النظريات القديمة المتعلقة بالمرأة وتهميش دورها، فالمرأة وقضاياها من الأمور الجدلية التي جذبت القراء على مدار السنين، وبالمقابل العديد من النساء هن قرائك واللاتي سيساهمن في دعمك لو اقتنعن بك.
الإنترنت
شبكة الإنترنت هي باب النشر الأوسع هذه الأيام، راسل أكثر المواقع التي تنشر مقالات لا تستسلم فلو رفض لك مقال أرسل عشر وكن جيداً واختر مواضيع حارة يحتاجون لمن يتكلم بها، حاول مراسلت المواقع المشهورة حتى لو بالمجان المهم أن تنشر في كل موقع مهم ولو مقال واحد في البداية، شارك في الحوارات الحارة، وتذكر دائماً أنك ذو رأي ثابت فلا تحجب رأيك، نوّع مساهماتك في الإنترنت فالغزارة أهم أسرار النجاح.
اللغة السليمة
من أهم صفات الكاتب المحترف، أن يتميز بلغة سليمة وقوية، فالقراء لا يعجبهم أن يكون كاتبهم المفضل غير ملم بأساسيات اللغة، والقواعد، فالأخطاء الإملائية والنحوية، تضعف النص، وتجعله يبدو ركيكاً وناقصاً، ولا يجذب القراء أبداً، كما عليك أن تنتقي المصطلحات القوية، وتبتعد عن الكلمات المستخدمة بكثرة والمستهلكة، لأنها تبعث الملل في نفس القارئ، وتشتت انتباهه، مع مراعاة استخدام لغة ربط سليمة، وصياغة قوية.