تعتبر صناعة الأفلام الوثائقية من الصناعات الجذابة والمليئة بالتحدّي، وكغيرها من أنواع الأفلام الأخرى يعتبر الفيلم الوثائقيّ نوعاً من أنواع الفن، وللحصول على أفضل النتائج في صناعة فيلم وثائقي يمكن اتباع الخطوات التالية:
يجب أن يحتوي الفيلم قصةً أو موضوعاً يثير إهتمام صانعها؛ لأنّها الفكرة من ورائها قد لا يعبّر الصنّاع أو المخرجين الآخرين عنها بنفس الطريقة التي يمكن لصاحب الفكرة بأن يعبّر عنها، كما قد لا يصنع فيلماً غيره إذا كانَ تقديمه غير مقنعاً لفكرة الفيلم.
البحث عن جميع المعلومات، والحقائق، والأبحاث التي ستزيد إثارة القصص وسيناريو السرد خلال الفيلم؛ لذا يجب التحضير جيداً قبل صناعة الفيلم الوثائقي.
يجب أن يمتلك صانع الفيلم خطةً أو مخطط تفصيلي يبيّن هيكلية نمط سرد فكرة الفيلم كغيرها من المشاريع، مثل إدراج الصور أو تصوير لقطاتٍ جديدة، والشخصيات الرئيسية، وإضفاء عناصر مثيرة أو جاذبة للمشاهدين، أو إدراج مشاهد فورية أو الترتيب لها مسبقاً.
يجب أن يكوّن قائمةً بالأشخاص، والمقابلات، واللقطات التي سيدرجها في فيلمه، بالإضافة إلى الخطة التي ينشأها صانع الفيلم وعلى الرغم من أنَّ مقابلة عدد كبيرٍ من الناس لإدراج مقابلتهم في الفيلم يمكن أن تبدو فكرةً جيّدة؛ إلَّا المشاهدين قد يجدون صعوبةً في ذلك؛ لذا يُنصح بأن لا يتعدّى عدد الأشخاص في الفيلم من سبعة إلى ثمانية أشخاص.[١]
أسلوب عرض الفيلم وإلقاء الرواية يتحدّد بطريقة التصوير التي يتبعها مخرج الفيلم؛ إذ يختلف الفيلم المصوّر على المسرح، أو التلفاز، أو على الإنترنت، أو باستخدام الأجهزة الخلوية عن بعضها، ومن الضروري وضع أجهزة التصوير المستخدمة بزاويا مختلفة، وبلقطاتٍ قريبةٍ وبعيدة.
يمكن أن تتم صناعة الفيلم الوثائقي بشخصٍ واحدٍ يحمل جهاز تصزير واحد ولكن إذا كانت فكرة الفيلم صغيرة أو حميمية، ولكن النتيجة النهائية للفيلم لن تكون بالإحترافية اللازمة؛ لذا يُنصح بتكوين طاقمٍ للفيلم يشارك صانع الفيلم إهتمامه بالفكرة ويتمتعون بحسٍ إبداعيٍ عالٍ مكوّنٍ من مصورين، وباحثين، ومحررين، وعمال إضاءة، وكتّاب، وممثلين للأفلام التي تستدعي ذلك، ومسجلي ومحرري الصوت، وفنيين، كما يجب أن يتعلّم الشخص الذي يريد أن يصور فيلماً وثائقياً أساسيات التصوير واستخدام أجهزة التصوير، ومعرفة كيفية صنع وإنتاج وإلتقاط الصور، والتحرير وغيرها من الأمور الضرورية في هذا المجال.
الفيلم الوثائقي هو نوعٌ من أنواع الأفلام الواقعية التي لها أهدافٌ تعليميةٌ أو ترفيهية، والتي ساهمت جميع الدول في العالم تقريباً في تطويرها من خلال تصوير أو صنع فيلماً وثائقياً خاصاً بها، وقد اشتق الاسكتلندي جون جريرسون John Grierson هذا الإسم من اللغة الفرنسية التي تعني الفيلم الموثّق على الرغم من أنَّ هذا النوع كان معروفاً خلال الفترة البلشفية والتي صورت خلال العامين ألف وتسعمئةٍ وسبعة عشر إلى العام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانية عشر.