أوجب الإسلام على الزوجة طاعة زوجها وحسن معاملته ومعاشرته، ورتّب لها مقابل ذلك عظيم الأجر والفوز بالجنات في الآخرة، ولحُسن معاملة الزوجة لزوجها العديد من الأشكال في الإسلام، يُذكر منها:
حذّر الإسلام من عصيان المرأة لزوجها، وكُفر إحسانه إليها وفضله عليها، وذلك توضيحاً لعظم حقوق الزوج على زوجته، كما قرن الإسلام بين طاعة الزوجة لزوجها بأداء الفرائض التي افترضها الله -تعالى- عليها، حتى تكون من أهل الجنة، وإلّا فإنّها بمعصيتها لزوجها وإضرارها ببيتها قد تكون من أهل النار، قال النبيّ عليه السلام: (أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ قيلَ: أيَكْفُرْنَ باللَّهِ؟ قالَ: يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ويَكْفُرْنَ الإحْسَانَ، لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئاً، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ).
مع عظم حقّ الوالدين على ابنتهما، وفضل برها لهما؛ إلّا أنّها إن تزوّجت وجب عليها تقديم طاعة الزوج على الوالدين، وبذلك قضى الله -تعالى- ووجّهت شريعته، وذكر العلماء أكثر من سببٍ لتقديم طاعة الزوج على الوالدين، أهمها أنّ ذلك أدعى في المحافظة على سلامة الأسرة وتماسكها، فالأسرة أولوية في نظر الشرع والشارع، يلي ذلك أنّ البرّ مقترنٌ بتقديم الفضل والإحسان، فحين كانت الزوجة ابنةً في عائلة والديها، كانا هما مصدر النفقة والإحسان، فوجب عليها برّهما، ثمّ إذا انتقلت إلى بيت زوجها فأنفق عليها، وأحسن إليها كان برّه والإحسان إليه مقدّمٌ على برّ من سواه.