كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قرآناً يمشي على الأرض، وكان الكتاب الذي نزل عليه كوناً ناطقاً، وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى التَفَكُر في هذا الكون الذي يُعتبَّر قرآناً صامتومن أعظم دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم- وصف الله -تعالى- له بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍوقول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن خُلُقه -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (ان خُلُقُه القرآنَوقد كانت سيرته -صلوات الله عليه- عبارة عن تطبيق عمليّ لما جاء في القرآن الكريم وترجمة لتوجيهاته السامية، وتفسير لأوامره وتعاليمه، كما أنّ حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخُلُقه وفعله وتركه هي أيضاً ترجمة عمليّة لما جاء في القرآن الكريم، حتى أنَّ الإمام الشافعي -رحمه الله- بيّن في كتابه الرسالة أنَّ السنّة النبوية جميعها مقتبسة ومستنبطة من القرآن الكريم
اختار الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- واصطفاه ليكون خاتم النبيّين وأفضلهم، ويكون قدوة للعالمين أجمعين ومن ذلك قوله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا) فكان خير معلم، وكان الأفضل في معاملة وعشرة أهله، وكان أشجع المقاتلين، أمّا بالنسبة لمعاملته مع الأطفال فقد كان أكثر الناس عطفاً عليهم، وحناناً، وتربيةً، وسيتم فيما يأتي ذكر بعض مواقف للنبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال: