تُؤدّى صلاة الوتر في أول الليل أو وسطه أو آخره، وأقلّ صلاة الوتر ركعةً واحدةً، وقد يؤدّى ثلاث ركعاتٍ أو خمسةٍ أو سبعةٍ أو إحدى عشر أو ثلاثة عشر، وأفضله إحدى عشر ركعةً؛ لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان من عادته أن يصلّي الوتر إحدى عشر ركعةً، وثبت عنه أنّه صلاها سبعاً وخمساً كذلك، فصلاة الوتر غير محددةٍ بعددٍ معينٍ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- عن صلاة الليل أنّها: (مَثْنَى مَثْنَى)، فدلّ ذلك على عدم تحديد عدد ركعاته، فأقّله ركعةً واحدةً، وقد تؤدّى صلاة الليل عشرين ركعةً مع الوتر، كما صلّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صلاة التروايح.
وذهبت جماعةٌ من أهل العلم إلى القول بأنّ أدنى الكمال في صلاة الوتر ثلاث ركعاتٍ؛ لِما رُوي في السنة من فعل الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث كان يصلي ركعتين، ثمّ ركعةً واحدةً، ويفصل بينها بالتشهد، وقد يصلّي ثلاث ركعاتٍ متصلاتٍ بتشهّدٍ واحدٍ.
اختلف جمهور علماء الأمة في حكم صلاة الوتر؛ فذهب جمهورهم إلى القول بأنّها سنةٌ مؤكدةٌ عن النبي عليه الصلاة والسلام، واستدلّوا على ذلك بحثّه على أدائه، بينما خالف الحنفية في ذلك؛ إذ ذهبوا إلى القول بأنّها واجبةٌ، والصحيح ما ذهب إليه جمهور العلماء من أنّها سنةٌ مؤكدةٌ؛ لقوّة الأدلة التي استندوا إليها.
فضل صلاة الوتر عظيمٌ، فقد جاء في فضلها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (يا أَهلَ القرآنِ أوتروا؛ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وترٌ يحبُّ الوتر)، ولذلك فلا بدّ من المسلم الحرص على أداء الوتر وعدم التفريط في أدائه؛ طمعاً في نيل أجره وفضله.
موسوعة موضوع