يُعدّ الأسد (بالإنجليزية: lion) حيواناً اجتماعيّاً، فهو يعيش ضمن مجموعة تُعرف باسم قطيع الأسود، أو الزُمرة (بالإنجليزيّة: pride)، ومن المعروف أنّ أنثى الأسد، أو ما يُسمّى باللّبؤة هي التي تقوم بمعظم مهام الصّيد بهدف تأمين الغذاء للقطيع، مع وجود بعض الحالات الاستثنائيّة، كأن يكون حجم الفريسة كبيراً جداً، كجاموس الماء، والفيل، ممّا يستدعي مشاركة الذّكر الأسد في عملية الصّيد، ولمعرفة مزيد من المعلومات حول مهام أنثى الأسد يمكنك قراءة مقال اسم أنثى الأسد.
يجدر بالذّكر أنّ توزيع مهام الصّيد ضمن قطيع الأسود يختلف باختلاف المكان الذي تعيش فيه، إذ نجد أنّ صيد الفرائس، وتوفير الغذاء للقطيع يقع على عاتق أنثى الأسد إذا كانت الأسود تعيش في السّافانا المفتوحة، بينما تصطاد ذكور الأسود التي تعيش في أراضي الشّجيرات والأراضي الخشبية معظم وجباتها الخاصّة بالرّغم من وجودها ضمن قطيع يحتوي على الكثير من اللّبؤات، أمّا فيما يتعلّق بذكور الأسود المتنقّلة من مكان إلى آخر، فمن البديهيّ أنّها تصطاد فريستها بنفسها بغضّ النظر عن مكان عيشها، ولمعرفة مزيد من المعلومات حول أماكن عيش الأسود يمكنك قراءة مقال ما المكان الذي يعيش فيه الأسد.
تعتمد طريقة صيد الأسود على عدّة عوامل، من أهمّها: نوع وحجم الفريسة، إذ تصطاد الأسود بشكلٍ جماعيّ إذا كانت الفريسة صعبة، وبشكل فرديّ إذا كانت الفريسة سهلة، أمّا في الحالات التي تكون فيها الفريسة كبيرة الحجم، فإنّ ذكور الأسود هم من يقومون بمهمة الصيد، بينما في الحالات التي تكون فيها الفريسة صغيرة، أو متوسطة الحجم، فإنّ مهمة الصيد تقع على عاتق الإناث من القطيع، وعادةً ما تصطاد اللّبؤات في أوقات الليل خاصّةً عند الغسق، والفجر، وتبدأ اللّبؤات صغيرة الحجم بملاحقة الفرائس حتى تصل إلى مكان تجمّعها، ثمّ تأتي اللّبؤات الأكبر حجماً لتمسك بها، إذ تحيط عندها بقطيع الفرائس، وتندفع نحو أضعف فرد فيه.
يجدر بالذكر أنّ الأسود لا تتمكّن من المحافظة على سرعتها لأكثر من خمسين متراً، إذ تبدأ درجة حرارة جسمها بالارتفاع في حال الرّكض لمسافة تفوق ذلك، لهذا تفضل الأسود أن تتسلّل حتى تصبح قريبة من فريستها، وبعد ذلك تنقضّ عليها لتمسك بها . وتقفز اللّبؤة على ظهر الفريسة إذا كانت كبيرة الحجم لإسقاطها أرضاً، أمّا إذا كانت صغيرة الحجم فإنّ اللّبؤة تكتفي بضربها على إحدى أرجلها، ثم تعضّ بفكيها على عنق الفريسة، أو تخنقها حتى تموت، ومن المهم ذكره أنّ الأسود تلتزم بتسلسل هرمي معيّن أثناء تناول وجبة غذائها، إذ تأكل ذّكور القطيع أولاً، ثم اللّبؤات، وبعد ذلك الأشبال، ولمعرفة مزيد من المعلومات حول الأشبال يمكنك قراءة مقال ما اسم صغير الأسد.
تُعدُّ الأسود من آكلات اللحوم (بالإنجليزيّة: carnivores)، ويتكوّن نظامها الغذائيّ من مجموعة واسعة من الفرائس، وعلى الرّغم من أنّها قادرة على أكل معظم الحيوانات المختلفة الموجودة في البيئة، كوحيد القرن، وغيره، إلّا أنّها تتجنّب أكل الحيوانات ذات القرون الحادة، مثل: ظبي سابل (بالإنجليزيّة: sable antelope)، والحيوانات التي تعيش ضمن قطعان كبيرة الحجم، في حين تفضّل تناول لحوم الحافريات متوسطة، وكبيرة الحجم، كالظبّاء، والزّرافات، وحيوانات النّو (بالإنجليزية: Wildebeest)، وعندما تعجز الأسود عن صيد فرائسها الكبيرة المعتادة تلجأ لتناول فرائس بديلة، مثل: الطّيور، والقوارض، والأسماك، وبيض النّعام، والبرمائيات، والزّواحف، ومن المعروف أنّ الأسود قد تتغذّى أيضاً على الحيوانات الميتة من فرائس الكلاب البريّة، والفهود، والنّمور، والضّباع، والأسود الأخرى، أمّا في الأجواء شديدة الجفاف، فإنّ الأسود تلجأ لتناول بعض الثّمار لترطيب جسمها.
تبدأ الأسود بشقّ جلد بطن الفريسة بواسطة أسنانها، وتأكل الأحشاء أولاً، ثمّ الأجزاء اللحميّة من الفريسة، وفي الحالات التي يكون فيها وفرة في عدد الفرائس فقد تكتفي الأسود بأكل الأحشاء فقط، تاركة العضلات خلفها للضباع، وابن آوى، والنّسور، ومن المعروف أنّ الأسود التي تأخذ كفايتها من الغذاء تستطيع البقاء لأكثر من أسبوع دون أن تحتاج لتناول المزيد من الطّعام.
تتمكّن الأسود من صيد فرائسها بفضل العديد من الأمور المميّزة التي تمتلكها، ممّا يمكّنها من التّكيف مع ذلك، ومن هذه الأمور: