"بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) (لحظات الأنس)
• الأنس: هو شعور القلب بالسَّكينة والطُّمأنينة، والفرحة والبهجة، والألفة واللطافة، وزوال الوحشة، وذَهاب السآمة، وانعدام الغربة.
• جاء الوحي الإلهيُّ لتلبية رغبات النفس وحاجات البدن، وتحقيق التوازن بين النوازع المادية والرُّوحية، والمثاليةِ والواقعية، وضبط التصوُّرات والأفكار والتصرُّفات، والأحوال والمشاعر والتفاعلات، بما يتوافق مع النصِّ والفطرة والعقل.
• كان النبي صلى الله عليه وسلم أنموذجًا واقعيًّا، ومثالًا عمليًّا في تحقيق ثقافة الأنس والمتعة في كافة الأحوال والأوضاع، التي تمثَّلت في المشاهد التالية:
? - التلذُّذ بالعبادة:
• ((وجُعِلت قُرة عيني في الصلاة)).
• ((أرِحنا بها يا بلال)).
• ((لا تُواصِلوا))، قالوا: إنك تُواصل؟! قال: ((لست كأحدٍ منكم؛ إني أُطعم وأُسقى، أو إني أَبيت أُطعم وأُسقى)).
? - الجمع بين الخلطة والعزلة:
• (كان صلى الله عليه وسلم يَعتكف في العشر الأواخر من رمضان).
• (قيل لجابر بن سَمُرة: أكنتَ تُجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كثيرًا، كان لا يقوم من مُصلاه الذي يُصلي فيه الصبح حتى تَطلُع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدَّثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويَتبسَّم).
? - حُسن العِشرة مع الآخرين:
• عن عائشة قالت: (كان يَخيط ثوبه، ويَخصِف نعلَه، ويَعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم).
• وعن أنس قال: (كان صلى الله عليه وسلم يَمُر بالصِّبيان، فيُسلِّم عليهم).
• عن ابن أبي أَوفَى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان لا يَأنَف ولا يَستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يَقضي له حاجتَه).
? - التحذير من الصور الشاذة والمنحرفة:
• (نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التبتُّل).
• ((ولكني أصوم وأُفطر، وأقوم وأنام، وأتزوَّج النساء ، فمَن رَغِبَ عن سُنتي، فليس مني)).
• ((هلَك المتنطِّعون)).
? - التوجيه للتوازن والاعتدال:
• (إن لربِّك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ...).
• ((يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفِّروا)).
• ((ساعةً وساعةً)).
• سلك الإنسانُ في مسيرة حياته - لتحصيل اللذة والأنس والطُّمأنينة - طرقًا متعددة، وأنماطًا مختلفة من التفكير والسلوك، والمقامات والأحوال، ومنها:
? - العزلة عن الناس والانكفاء على الذات، الذي أدى إلى التفريط في الواجبات الشرعية، والحقوقِ الاجتماعية.
? - الإفراط في الخلطة والمعاشرة؛ مما سبَّب إهمال النفس، وضياعَ الأسرة، ومُسايرة الخَلق.
? - الزندقة والانحلال: بتحريف العقائد، والقَدح في الأحكام، ونبذ الشرائع؛ لإعطاء النفس مبررًا لارتكاب المحرَّمات والموبقات.
? - الروحانية الحديثة، والتنويم المغناطيسي، وجلسات الريكي، والعلاج بالطاقة، وما يصاحبها من التصورات والطقوس الخرافية والوهمية والشِّركية.
? - التشيُّؤ: وهو تَمركُز الإنسان فكرًا وسلوكًا وشعورًا حول المادة والشيء، فلا يجد الراحة والسعادة والطمأنينة إلا بالأشياء المادية المحسوسة، وخاصة التقنية والترفيهية.
• تربية الأفراد وتوجيه المجتمعات إلى الارتباط بالنصِّ الشرعي، والاقتداء بالهدْي النبوي - كفيلٌ بالحماية والوقاية من غوائل الفكر، وزَلَّات القول، وضلالات السلوك، وهو سبيل للتوجيه الأمثل لكيفية تحصيل المتعة واللذة والأنس، والطمأنينة الواسعة الشاملة المتزنة المنضبطة.
• ومضة: الأنس بالله حالة وجدانية، وهي من مقامات الإحسان، وتَقوى بثلاثة أشياء: دوامُ الذِّكر، وصدق المحبة، وإحسان العمل؛ ابن قيِّم الجوزيَّة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.