لقاء يوسف مع والده

الكاتب: بتول فواز -
لقاء يوسف مع والده

لقاء يوسف مع والده.

لقاء يوسف مع والده

مكث يوسف -عليه السلام- سنواتٍ طويلة بعيداً عن والده، حيث كانت البداية عندما شعر إخوة يوسف بالغِيرة منه؛ بسبب حبّ والده يعقوب -عليه السلام- له، وتمييزه عن باقي إخوته، فدبّروا له مكيدةً، أبعدوه فيها عن والده، حيث رموه في بئرٍ لم يستطع أن يخرج منها إلّا بمرور قافلة، عاونوه على الخروج، لكنّ أصحاب القافلة أخذوه معهم، وابتاعوه عبداً في أسواق مصر، وهناك قضى سنين طويلة يتقلّب فيها بين العيش عند العزيز، ودخول السجن، ثمّ اعتلائه عرش مصر عندما أصبح عزيزها، وهنا كانت بداية حاجة إخوته إليه في زمن القحط الذي أصاب منطقة مصر وما حولها، فأتى إخوته يريدون المعونة من عزيز مصر، فأرجعهم إلى ديارهم بالحيلة حتى استطاع لقاء والده بعد سنواتٍ من الفراق، وورد ذكر لقاء يوسف بوالده وأهله في القرآن، حيث قال الله تعالى: (فَلَمّا دَخَلوا عَلى يوسُفَ آوى إِلَيهِ أَبَوَيهِ وَقالَ ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّهُ آمِنينَ*وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا وَقالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ). كان يعقوب -عليه السلام- وجميع أهله قد تجهّزوا للقاء يوسف عليه السلام، وارتحلوا حتى وصلوا إلى حيث هو في مصر، فلمّا لقيهم يوسف احتضن والده، واختصّه بقُربه، وأظهر له عظيم البرّ، والتبجيل، والإكرام، ثمّ سجد الجميع ليوسف، حيث كان من شريعتهم أن يسجدوا للتبجيل والاحترام، ثمّ حُرّم السجود للبشر في الإسلام، وأخبر يوسف والده أنّ هذا تأويل الرؤيا التي رآها وهو فتى، ثمّ تكلّم إلى والده بفضل الله -تعالى- عليه، حيث أخرجه من السجن، وأحسن إليه في ذلك، ثمّ جاء بأهله من البدو، بعدما دخل الشيطان في الوسوسة بينه وبين إخوته، وذذلك من لطف الله تعالى، وإحسانه عليه، واختلف المفسّرون في السنوات التي قضاها يوسف بعيداً عن والده، فقيل إنّها ثمانين سنة، وقيل إنّها أربعين، وقال قتادة أنّها خمساً وثلاثين سنة، وقيل غير ذلك.

شارك المقالة:
358 مشاهدة
المراجع +

موقع موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook