يطلق لقب أمير المؤمنين في الإسلام على رأس الدولة الذي هو الخليفة، وأول من أطلق علية لقب أمير المؤمنين هو الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما تولّى الخلافة، وقيل إنّ أول من دعاه بهذا اللقب مبعوث دخل إلى المدينة في بريد يسأل أين أمير المؤمنين، فسمعه الصحابة وهو يطلق هذا اللقب فاستحسونه وقالوا له: أصبت والله إنه لأمير المؤمنين، وكانوا يرون في اسم خليفة خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثِقَلٌ؛ فالذي يلي الخليفة عمر -رضي الله عنه- سيُطلق عليه لقب خليفة خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا سيتطاول اللقب مع تطاول عدد الخلفاء ويصبح مستهجنًا، وقيل أيضًا إنّ المسلمين لمّا ولي عمر -رضي الله عنه
لقد كانت خلافة أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- هي بتكليف من أبي بكر الصدّيق والذي كتب العهد هو عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكانت وفاة الخليفة أبي بكر يوم الاثنين في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة، وكان عمر بن الخطب يأمُّ المسلمين أيام مرض أبي بكر رضي الله عنهما، وبعد وفاة الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه- بايع المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على السمع والطاعة، وصار عمر رضي الله عنه مثالًا في كل البلاد بعدله، وكان قبل ذلك يُطلق عليه لقب الفاروق؛ لشدة عدله وتفريقه بين الحقّ والباطل، وقام به أمر البلاد والعباد وكان من أوائل الكتب التي كتبها عمر -رضي الله- تعيين أبي عبيدة عامر بن الجرّاح على قيادة جيوش الإسلام، وكان أوّل ما أوصاه به هو تقوى الله، وألّا يُقدّم المسلمين إلى مهلكة وغير ذلك من الوصايا التي تحمل في باطنها الحرص على المسلمين ومصلحتهم، والله أعلم