هو الشهر الثامن بحسب التقويم الهجريّ، ويعود زمن تسمية شهر شعبان بهذا الاسم إلى سنة 412 للميلاد خلال حياة الجد الخامس لسيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو كلاب بن مرّة، حيث كان يُطلق العرب على الشهور تسميات مرتبطة بأهم الأمور أو الأحوال التي تحدث فيها، كما هو الحال مع شهري جمادى الأول والثاني واللذين أطلق العرب عليهما هذه التسمية بسبب تجمّد المياه في الفترة الزمنيّة التي كان يمر بها هذان الشهران وقت تسميتهما.
اختلف المؤرّخون في تحديد سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، وذهب كل منهم إلى وضع تفسير مختلف عن تفسير الآخر، إلا أنّ معظمها تجتمع على معنى كلمة شعبان المشتقة من التشعب أي التفرق.
يعود فضل شهر شعبان إلى كونه الشهر الذي ترفع خلاله أعمال الإنسان إلى السماوات العلا، وعليه كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يكثر من صيام هذا الشهر طلباً لرضا الله تعالى وحتى ترفع أعماله وهو صائم، إي في أقرب حالاته إلى الله تعالى، وذلك لما روي عن عائشة رضي الله عنها في الحديث الشريف "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صوم شهر إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان" ( رواه البخاري) وعلى ذلك ظهرت العديد من البدع في صيام شهر شعبان، ومنها صيام ليلة نصف شعبان الأمر الذي أنكره العديد من المفتين والفقهاء لكونه لا تدعمه أحاديث قوية، واقتصار ذكره على الأحاديث الضعيفة، بالإضافة إلى صلاة الألفيّة والتي ابتُدعت في القرن الخامس على يد ابن أبي الحمراء، وهي صلاة الألف ركعة مع ختم القرآن فيها في ليلة نصف شعبان، أما ما يفضل العمل به في شهر شعبان فهو صوم وقضاء الأيام الفائتة من شهر رمضان السابق قبل استقبال اليوم الأول من شهر رمضان الذي يليه.