كان للعرب قبل الإسلام عادات وأخلاق حسنة مثل: الشجاعة، والكرم، والوفاء بالوعود، والنجدة ، والأمانة، وحفظ حقوق الجار، وعزة النفس، والحلم، وقد كانت هذه الصفات والأخلاق الحميدة السبب في اختيار الله سيدنا محمد من بينهم لنشر الرسالة، وتبليغ الأمة لإتمام مكارم الإخلاق، وقد نشأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جامع للصفات الحميدة والأخلاق النبيلة، وعرف بين أهل مكّة قبل البعثة بالصادق الأمين.
هناك عدّة مواقف تظهِر أمانة سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومنها:
حينما أعادت قريش بناء الكعبة من جديد بعدهدم جدرانها، وعندما وصلوا إلى مكان الحجر الأسود أرادت كلّ قبيلة أن تتشرف بوضعه في مكانه، فوقع بينهم الخصام الذي أوشك أن يتحوّل إلى حرب، فأشار بعضهم أن يقبلوا بتحكيم أوّل رجل يأتي عليهم فكان سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم فلما رأوه هتفوا، وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد. فأمر بثوب فأخذ الحجر فوضعه في وسطه وأمر كلّ قبيلة ببعض من رجالها أن يحملوا من الثوب فيرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الناس بالأمانة، ويقرنها بالإيمان لأهميتها، ووردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحثّ على الأمانة، فهي تعود على الأمّة بالمنفعة والخير في الدنيا والآخرة.