إنَّ من الشَّعائر الإسلاميَّة التي يتقرَّب بها العبد إلى ربِّه هي ذبح الأضاحي، ولم يُشرِّعها العزيز -سبحانه- إلا ليذكروه عند ذبحها فيتَّخذونها قربةً إليه -سبحانه- ولا بدَّ لكلِّ عاقلٍ أن يُدرك أنَّ الله لن يصل إليه شيءٌ من لحومها أو دمائها إذ هو القادر على كلِّ شيءٍ والغنيُّ عن عباده أجمعين، ولكن كان من عادات الجاهليَّة أنهم إذا ذبحوا نضحوا دماء الإبل على البيت ولطَّخوه بلحومها، فقال المسلمون: لا بل نحن أولى بنضح الدِّماء على البيت منهم -خاصة أنَّ الأضاحي هي من تشريع الله للعبيد- فنزل قوله تعالى فيسورة الحج: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}، وبذلك يتبيَّن أنَّ الجزاء على العمل يرتبط بالنِّيَّة إذ إنَّ نيَّة المُضحّي هي التقرب لله -سبحانه- فيُجازيه الله على ذلك ويتقبَّل منه، وقد روي في ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ