يُعدُّ عُنصر الحديد مُهمٌاً لنموّ جسم الطفل وتطوّره؛ حيثُ يساعده على نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، وتخزين واستخدام الأكسجين في العضلات، كما تحتاج أجسام الأطفال لهذا العنصر لضمان تطوّر أدمغتهم، ولكن عند افتقار النظام الغذائيّ الخاص بالأطفال إلى الحديد تحدثُ مُشكلة نقص الحديد التي تُعدّ شائعةً في هذه المرحلة العمريّة، كما أنّ إهمال علاج نقص الحديد قد يؤدي إلى خللٍ في نمو الطفل وتطوره، كما قد يؤثر في أداء الطفل ويُصيبه بمشاكلَ في التركيز، وضعفِ الانتباه، وضعفِ الأداء الأكاديمي في المدرسة.
للقراءة حول أهمية الحديد للجسم وفوائده العامة يمكنك الرجوع لمقال فوائد حبوب الحديد.
يمتلك مُعظم الأطفال الرُّضع مخازن للحديد في أجسامهم تكفي حاجتهم لمدةٍ تقارب أربعة أشهر منذ ولادتهم، وحيثُ إنّ حليب الأم يحتوي على الحديد بكميات قليلة جداً، فإنّ الأمهات اللواتي يعتمدن على الرضاعة الطبيعية بشكل كامل قد يُنصحن بالبدء باستخدام مُكمّلات الحديد لأطفالهنّ بعد مُضيّ أربعة أشهر من عمرهم، ولكن إذا كانت تغذية الطفل تعتمد على الرضاعة الطبيعيّة بالإضافة إلى حليب الأطفال الصناعي فإنّ خيار استخدام مُكمّلات الحديد للطفل قد يتأثر تبعاً لكميّة حليب الأم الذي يتناوله مُقابل كميّة حليب الأطفال الصناعيّ، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أيّ مُكمّلات غذائيّة، كما أنّه في حال اعتماد الوالدين بشكلٍ كاملٍ على حليب الأطفال الصناعيّ المُدعّم بالحديد خلال الأربعة أشهر الأولى فإنّه لا داعي لاستخدام مُكمّلات الحديد للطفل، ومن الجدير بالذكر أنّه يوجد العديد من الحالات الطبية التي يكون فيها مخزون الحديد لدى الطفل أقلّ من ذلك الذي يملكه مُعظم الأطفال الآخرون.
يُمكنُ مُساعدة الطفل للحصول على احتياجه اليوميّ من الحديد عن طريق إضافة بعض المصادر الغذائية التي تحتوي عليه إلى نظامه الغذائي، وتجدر الإشارة إلى أنّ امتصاص الجسم للحديد من مصادره الحيوانية يُعدُّ أسهل من امتصاصه من المصادر النباتية، وفيما يأتي أهم الأطعمة الغنية بالحديد:
يبين الجدول الآتي الاحتياجات اليومية من الحديد لجسم الطفل منذ عُمر السبعة أشهر وحتى عُمر الثامنة عشر:
المجموعة العمرية | الكيمة الموصى بتناولها يوميّاً (مليغرام) |
---|---|
الرُّضع من عُمر 7 إلى 12 شهراً | 11 |
الأطفال من عُمر 1 إلى 3 سنوات | 7 |
الأطفال من عُمر 4 إلى 8 سنوات | 10 |
الأطفال من عُمر 9 إلى 13 سنة | 8 |
الإناث من عُمر 14 إلى 18 | 15 |
الذكور من عُمر 14 إلى 18 | 11 |
تُعدُّ مُكمّلات الحديد الغذائية المُخصصة للبالغين غير آمنةٍ للاستخدام من قِبل الأطفال، لأنّها تحتوي على جرعاتٍ عالية منه، وتتوفر عدّة أنواع من مُكمّلات الحديد على شكل أقراص أو تركيبات سائلة مصنوعةٍ خصيصاً للأطفال الصغار، والتي يجب إعطاؤها للطفل تحت الإشراف الطبيّ، وفيما يأتي بعض أنواع وأشكال هذه المُكمّلات:
قد تظهر بعض الأعراض الجانبية عند الأطفال الذين يتناولون مُكمّلات الحديد باختلاف نوعها، وتعد مشاكل الجهاز الهضمي إحدى الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لمكمّلات الحديد الخاصة بالأطفال، وتشمل هذه الأعراض؛ الإمساك، والغثيان، والإسهال، وألم البطن.
يُعرَف نقص الحديد بعدم احتواء الجسم على كفايته من الحديد، وتحدث هذه المُشكلة عادةً لدى الأطفال بعد تجاوزهم 12 شهراً؛ وذلك لأنهم في هذا العُمر عادةً ما يتوقف الأطفال الصغار عن شُرب الحليب المُدعّم بالحديد، ويكونون أكثر عرضةً للإصابة بنقص الحديد خاصةً إذا لم يتناولوا الأطعمة التي تحتوي على الحديد بشكلٍ كافٍ، كما يُمكن أن يشكّل نقص الحديد مشكلةً لدى بعض الأطفال الصغار والمراهقين، وخاصةً الفتيات اللواتي تكون الدورةُ الشهريّةُ لديهنّ شديدة، وبشكلٍ عام فإنّ الفتيات اللواتي لا تحتوي وجباتهنّ الغذائيّة على ما يكفي من الحديد لتعويض الدم المفقود أثناء الدورة الشهرية يتعرّضن لخطر نقص الحديد في أجسامهنّ حتى لو كانت لديهنّ الدورة الشهرية طبيعيّة،ومن الجدير بالذكر أنّ نقص الحديد له مراحل عدّة؛ تبدأ بنقص الحديد الطفيف إلى أن تصل إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia).
قد تتشابه أعراض نقص الحديد عند الأطفال مع الأعراض التي قد يعاني منها البالغون، وتشمل أعراض نقص الحديد لدى الأطفال
ومن الجدير بالذكر أنّ نقص الحديد في الجسم قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، ولكن قد لا تظهر أيّة أعراض عند الإصابة بفقر الدم الطفيف، في حين يُمكن أن تظهر بعض الأعراض عند الإصابة بفقر الدم الشديد بسبب انخفاض مستوى الحديد وتعداد كريات الدم الحمراء، ومنها ما يأتي:
وفي الحالات الأكثر شدّة لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى الأطفال، قد تظهر بعض العلامات الأخرى مثل: هشاشة الأظافر، وشحوب لون البشرة، وتحول بياض العين إلى اللون الأزرق الداكن أو الأبيض الشاحب.
قد يؤدي فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى تأخير النمو والتطوّر لدى الأطفال،كما قد ينتُج عن نقص الحديد غير المُعالج بعض المشاكل الأكثر خطورة، مثل: تأخر التطوّر الجسمي والمعرفي (بالإنجليزية: Physical and Cognitive Development) عند الطفل.
هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل بنقص الحديد، ويزداد خطر نقص الحديد لدى بعض الحالات، ومنها:
عندما يعاني الطفل من نقص الحديد يلجأ الأطبّاء إلى وصف مُكمّلات الحديد الخاصة بالأطفال له، وقد تظهر عليه بعض الأعراض الناتجة عن هذه المُكمّلات مثل الإمساك، وللمساعدة على تخفيف الإمساك يجب التأكد من شرب الطفل للسوائل بشكل كافٍ، وإضافة الأطعمة التي تحتوي على الألياف إلى نظامهم الغذائيّ، مثل: عصير الخوخ، والخبز، والحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، ونخالة الحبوب.
يمكن الوقاية من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عن طريق إطعام الطفل حميةً مُتوازنة، أو قد يحتاج لمكمّلاتٍ غذائيّةٍ لوقايته من الإصابة بفقر الدم، وفيما يأتي بعض الطرق المُتّبعة في تقليل خطر الإصابة بنقص الحديد لدى الأطفال: