تُعرف جزيرة بليز كأحد الجزر العريقة الموجودة في أميركا الوسطى، والتي مازالت تحافظ في بعض مناطقها على طرق معيشتها وحياتها القديمة، التي عاشها سكّانها الأوائل والذين ينحدرون من قبائل قديمة، ونجد فيها العديد من المحميّات التي تُعدّ مقصداً سياحيّاً لرؤية أنواع الأسماك المدهشة، والشعب المرجانيّة الساحرة.
تقع جزيرة بليز في القارة الأمريكيّة، وتحديداً في القسم الشمالي من أمريكا الوسطى، وبذلك تُعتبر إحدى الأجزاء الغربيّة للبحر الكاريبي، ويحدّها الجهة الشماليّة دولة المكسيك، ومن الجهة الجنوبية والجهة الغربيّة دولة غواتيمالا، ومن الجهة الشرقيّة يحدها البحر الكاريبي.
إنّ مساحة جزيرة بليز تقدّر باثنين وعشرين ألف وتسعمئة وستين كيلو متراً مربّعاً، ونجد بأنّ طول البرّ فيها يبلغ مئتين وتسعين متراً، أمّا العرض فإنّه يصل إلى مئة وعشرة كيلو مترات، وإنّ طول الشواطئ فيها الواقعة على خليج هندوراس والبحر الكاريبي تبلغ ثلاثمئة وستة وثمانين كيلو متراً مربّعاً.
تعرفت جزيرة بليز سابقاً باسم جزيرة هوندوراس البريطانيّة، إلاَّ أنّها تحوّلت لاسمها الحالي المستوحى من اسم أكبر مدنها وهي عاصمتها القديمة مدينة بليز، وتمتلك هذه الجزيرة نظاماً دستوريّاً ملكيّاً، ويُعتبر مجتمعها عبارة عن مزيجٍ من ثقافات ولغات عديدة، حيث إنّ اللغة الإنكليزيّة هي لغة الجزيرة الرسميّة والتي تنفرد فيها عن باقي الدول أمريكا الوسطى، ويتكلّم سكّانها الإسبانيّة وأيضاً الكريول، وتُعتبر هذه الجزيرة هي الدولة هي الوحيدة التي لها تاريخ وتراث استعماري بريطانيّ في المنطقة.
إنّ أصول أغلب سكّان جزيرة بليز تعود إلى القارة الأفريقيّة، وهناك أيضاً بعضٌ ممن ينحدرون من قبائل أمريكيّة قديمة كقبيلة المايا، وهم مازالوا يمارسون طقوس أجدادهم في معيشتهم، ويقطنون في الأماكن الداخليّة من الجزيرة.
يُقدّر عدد سكّان جزيرة بليز حوالي ثلاثمئة وثلاثة وخمسين ألف ومئتي نسمة، واليوم أكثر من ذلك، حيث يقدّر النموّ السكّاني في الجزيرة حوالي اثنين ونصف بالمئة.
توجد في الأماكن الجنوبيّة من جزيرة بليز سلاسل جبليّة منخفضة، حيث نجد سلسلة جبال مايا، والتي تُعتبر قمّة فكتوريا الموجودة في هذه السلسلة هي أعلى قمّة في جزيرة بليز، والتي يبلغ ارتفاعها حوالي ألف ومئة وستين متراً عن مستوى سطح البحر.
أمّا مناخها، فإنّه يوصف بأنّه استوائيّ، حيث نجده ذا حرارة شديدة ورطوبة مرتفعة، ويدوم على هذه الحال طوال أيام السنة، أمّا الأمطار فإنّها موسميّة، حيث يكثر هطولها بين شهر شباط وشهر أيّار على الأغلب، وتتنوّع الحياة البحريّة في بليز وأيضاً الحياة البريّة، ويعود ذلك لتنوّع نظامها الحيويّ البيولوجيّ.
تُعتبر جزيرة بليز عضواً في أكثر من جماعة ومنظّمة، حيث إنها عضو في الجماعة الكاريبيّة، وأيضاً عضو في جماعة دول أميركا اللاتينيّة، وعضو في منطقة البحر الكاريبي، وأيضاً في منظّمة تكامل أميركا الوسطى.