للعيد فرحته الخاصة والمميزة، ولتلك الفرحة أساليب عديدة تختلف باختلاف المناطق في المملكة العربية السعودية؛ لترسم لكل منها طابعًا يميز هذه المنطقة بعادات وتقاليد ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بها، ومن أبرز هذه العادات والتقاليد أُضحية العيد ودورها في فرض الحميمية والتقارب الأسري بين العائلات، مع القيام ببعض العادات في منزل كبير الأسرة.

 

 

العيد في جدة:

 

اعتاد أهل مدينة جدة بعد صلاة العيد الذهاب إلى نحر المواشي “الأضاحي” ثم الذهاب إلى معايدة الكبير في العائلة، سواء أكان الكبير في العائلة الجد أو الجدة أو أحد الوالدين، بينما تقوم النساء بإعداد الأطباق الحجازية من الحلويات المختلفة والمكسرات مثل حلوى “الدبيازة”، التي تتكون من الزبيب واللوز والمشمش المجفف وعين الجمل، كما يحافظ أهالي جدة على تناول المعمول والشريك في وجبة إفطار أول أيام العيد؛ استعدادًا لتناول الأطعمة المحضرة من لحم الذبيحة.

 

ويُعدّ طبق “الهريس” من أهم الأطباق الشعبية والتقليدية في كل من الدمام والأحساء والقطيف وخصوصًا في عيد الاضحى، ففي الصباح تقوم الأمهات بتحضيره من القمح المجروش ولحم الغنم المقطع، ومن الأطباق الشعبية أيضًا خبز التاوة الذي يُصنع ويُخبز في المنزل على إناء مخصص له، ويؤكل معه مرق الثريد المكون من قطع اللحم والبصل المقطع والبهارات المتنوعة.

 

 

العيد في الجنوب يمتاز بالإفطار الجماعي في الحارة أو الحي، حيث يحضر كل رجل طبق تم طهيه في المنزل بعد نحر الأضحية، وفي بعض الأحياء يلتزم الرجال بتبادل الزيارات والتهاني بقدوم عيد الأضحى المبارك.

 

في المنطقة الشمالية يبدأ العيد كذلك بصلاة العيد وذبح الأضاحي، ثم تبدأ كل عائلة في طهي أضحيتها بعد التوزيع على الفقراء والمساكين منها، وتتكون الأطباق من المطازيز، الهريس، الجريش، وتوضع هذه الأصناف على سفرة كبيرة يأكل منها رجال وشباب الحي، أما النساء فيجتمعن في منزل إحداهن ويمارسن الرقص الإيقاعي المحبب.

 

كما يتم توزيع الهدايا على الأطفال، وبعد حلول صلاة المغرب يقوم أبناء الشعب السعودي بنصب مخيم ضخم لاستقبال المباركين، كما يمارسون الألعاب الشعبية في ذلك الوقت ويتناول الجميع حلويات العيد وهي كليجة حائل والبقل والتمر. حيث تقام فعاليات وبرامج عديدة، وفي كل عام تستعد الهيئة العامة للترفيه لإقامة عدد من الفعاليات المخصصة لعيد الأضحى المبارك الأمر الذي أضاف تفاعلاً جيدًا، فقد أقامت هيئة الترفيه في عام 1438 أكثر من 26 فعالية غطت فيها 13 مدينة من مدن المملكة العربية السعودية، وراعت فيها التنوع وتعزيز الترابط الاجتماعي والأسري للمواطنين والمقيمين.