تُعتبر سفينة التايتنك أحد أكبر الأجسام المُتحركة التي صنعت على يد الإنسان، حيث تنافست العديد من الشركات الخاصة في بناء السُفن إلى أن فازت شركة وايت ستلر ( بالإنجليزية: White Star Line) بصناعتها، حيث اهتمت هذه الشركة بصناعة السُفن المريحة مثل سفينة التايتنك، والسفينة الأولمبية، وسفينة بريتانك، على عكس شركة كونارد التي اهتمت بصناعة السُفن السريعة التي كانت تتخطى المحيط الأطلسي بسرعة كبيرة، ومن سُفنها سفينة لوستانيا وسفينة موريتانيا، وقد قامت شركة وايت ستار (بالإنجليزية: White Star Line) بوضع خُطة من أجل بناء طبقات من البطانات كبيرة الحجم في بناء السُفن من أجل زيادة راحة ركاب السفينة.
بُنيت سفينة التايتنك سنة 1912م في مدينة بلفاست في أيرلندا، وقد استمر بناؤها مدة عامين، وبلغت تكلفة بنائها 7.5 مليون دولار، وتتميز هذه السفينة بطولها الذي يساوي 270 متراً،
وعرضها الذي يساوي أكثر من 28 متراً، ووزنها الذي يزيد عن 52 ألف طن، وقد تكونت السفينة من ست عشرة مقصورة تحتوي على أبواب قابلة للإغلاق، وقد زُعم أن الأبواب مانعة لدخول الماء، بالإضافة إلى الإدعاء بأن السفينة غير قابلة للغرق، وما إن انتهى طاقم بناء السفينة من بناء هيكلها وبُنيتها الأساسية أُطلقت السفينة في الحادي والثلاثين من عام 1911م، وبدأت مرحلة إعداد داخل السفينة، وقد خضعت التايتنك لعدد من التغييرات البسيطة في تصميمها، وجرت تجربتها بحرياً في أوائل شهر أبريل عام 1912م، وقد كانت رحلتها الأولى باتجاه مدينة ساوثامبتون في إنجلترا نحو مدينة سيربورج في فرنسا ومدينة كوينزتاون في أيرلندا، حيث كانت تُقل 1316 راكباً مُقسمين بين أفراد الطبقة الراقية، والمُسافرين بنية الهجرة من ألمانيا وأيرلندا ومدن أخرى، بالإضافة إلى 885 شخصاً من أفراد الطاقم.
كان السفر على سطح هذه السفينة هو اختيار أحد الأثرياء الشهيرين في تلك الفترة، وهو إدوارد جيه سميث المُلقب باسم كابتن مليونير، وقد وجد على سطح السفينة الكثير من الشخصيات البارزة في تلك الحقبة ومنهم، الصحفي وليام توماس ستيد البريطاني الجنسية، ورجل الأعمال بنيامين غوغنهايم الأمريكي الجنسية، والسيد مايسي إيزيدور شتراوس وزوجته، وهو مالك متجر مايسي الشهير.
غرقت السفينة البريطانية تايتنك خلال رحلتها الأولى التي تمت ما بين الرابع عشر والخامس عشر من عام 1912م، وقد تسببت في غرق 1500 شخص من الركاب والعاملين في السفينة، ويُعتبر غرق هذه السفينة من أشهر المآسي التي حدثت خلال التاريخ الحديث، وقد استخدمت قصة غرق التايتنك في كتابة الكثير من الأفلام، والمقاطع الموسيقية، والقصص، ويرى العديد من الأشخاص أن السبب وراء غرق هذه السفينة هو تصادمها مع أحد الجبال الجليدية الموجودة في البحر، فقد لاحظ راصدو الحركة في السفينة وجود ذلك الجبل في الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة من مساء يوم غرق السفينة، وقد حدث تغيير مفاجئ في مسار السفينة، مما تسبب باصطدامها في الجليد الذي تسبب في تسرب مياه المحيط داخل ست مقصورات داخل السفينة إلى أن وصلت لما تبقى من مقصورات السفينة، وقد قيل في بعض التقديرات الحديثة عن أسباب غرق التايتنك أن الماء تسرّب إلى أربع مقصورات فقط، وقد كان من المتوقع أن تغرق السفينة تماماً بعد مرور ساعة ونصف فقط، إلا أنها لم تغرق إلا بعد مرور ثلاث ساعات، وهذا الأمر ما هو إلا دلالة على أن هيكل السفينة قوي، وقد تصدع هيكلها وانهارت مُقدمتها نتيجة امتلائها بالماء، وغرفت السفينة في الساعة الثانية وعشرين دقيقة صباحاً في الخامس عشر من أبريل من نفس عام انطلاقها.