كان اسم يثرب يُطلق على المدينة المنوّرة في الجاهليّة، ولمّا هاجر إليها نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- سمّيت بالمدينة المنوّرة، وقد أورد الله -تعالى- اسم المدينة في القرآن الكريم بقوله: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ)، وقد أضيف إلى اسم المدينة لقب المنوّرة؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نوّرها بقدومه إليها، ولا حرج في تسميتها بالمدينة النبويّة كذلك؛ نسبةً إلى النبيّ عليه السّلام، وقد أطلق على المدينة أسماءٌ أخرى كذلك هي الدار أو دار الهجرة، وطيبة وطابة.
يُكره أن يُطلق على المدينة اسم يثرب؛ ذلك أنّ التثريب من الملامة والتوبيخ، ولذلك جاء عن النبيّ -عليه السّلام- أنّه سمّاها المدينة، وقد سمّيت المدينة يثرب من قبل نسبةً إلى أحد أوائل من سكنها، واسمه يثرب بن قاينة، وهو أحد العمالقة، فلمّا أتاها نبيّ الله كره أن تبقى بهذا الاسم ومضمونه فسمّاها المدينة، وأطلق عليها أسماءٌ أخرى كذلك؛ كطيبة.
فضّل الله -تعالى- المدينة المنوّرة على سواها من البقاع والمدن، فشرّفها بسكن النبيّ -عليه السّلام- فيها، وجعل لها فضائل وحرماتٍ ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- شيئاً منها، أوّلها أنّ الله -تعالى- جعلها حَرماً، وأخبر أنّ الإيمان يلجأ إليها، وحثّ أهلها على الصبر على شدّتها وصعوبتها، وقد دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لها بالبركة، وأخبر أنّ الطاعون لن يدخلها، ولا يصلها الدجّال، ولا شكّ أنّ من أبرز فضائلها أنّ فيها قبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والروضة الشريفة في المسجد النبويّ، وفيها مسجد قباء الذي له فضلٌ على سواه من المساجد، وفي المدينة المنوّرة جبل أحدٍ، ووادي العقيق، وإنّ من أرادها وأراد أهلها بسوءٍ أهلكه الله -تعالى- كما في الحديث الصحيح.
موسوعة موضوع