تؤثر حساسية القمح على الرجال، والنساء، والأطفال بجميع مراحلهم العمرية ولسوء الحظ تستمر هذه الحالة لمدى الحياة، وتعتبر حساسية القمح مرضاً وراثياً وهو أحد أمراض المناعة الذّاتية، ولا يستطيع الأشخاص المصابين به تناول الغلوتين (بالإنجليزية: Gluten) البروتين الموجود بالقمح، والشعير، والجودار، فعند تناول الطفل للغلوتين يعتبره الجسم عنصرًا غريبًا فيهاجمه، مما ينتج عنه تلف أنسجة الأمعاء الدقيقة مما يجعل الخملات المبطنّة لها مسطّحة. يبدأ المرض بالتطور بعد البدء بإدخال القمح أو الأطعمة الأخرى المحتوية على الغلوتين في غذاء الطفل وعادةً بعد 6-9 أشهر من عمره، ومن المهم اختبار الأعراض المبكرة جدًا عند الطفل أو إذا كان الاستعداد الوراثي موجودًا، فعند الأقارب من الدرجة الأولى هنالك فرصة 1-10 للإصابة بالمرض.
تؤثر حساسية القمح على الأطفال بطرق محتلفة، وتظهر أعراضها وفقًا لعمر الطفل.
الرّضع والأطفال الصغار
تظهر أعراض واضحة جدًا عند الرّضع والأطفال المتهادين (بالإنجليزية: Toddlers)، وتظهر عادةً في الجهاز الهضمي. وعلى سبيل المثال تشمل الأعراض ما يلي:
الأطفال في سن المدرسة
يعدّ التقيؤ أحد الأعراض الأقل شيوعًا عند الأطفال في سن المدرسة مقارنةً بالرضع والأطفال الأصغر سنًا، وتشمل بعض الأعراض:
الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين
قد تظهر لدى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين بعض الأعراض غير المتعلقة بالجهاز الهضمي، مما يجعل الطبيب يلجأ لإجراء اختبار حساسية القمح، ويشمل بعضها:
يجب أن يتناول الطفل الغلوتين ليتم اختبار المرض، فإذا توقف الطفل عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين قبل اختباره سوف يتوقف الجسم عن إنتاج الأجسام المضادة التي ترتبط بالإصابة بالمرض، وهناك نوعان من الاختبارات اللذان يستخدمان لتشخيص حساسية القمح، هما:
لا يوجد علاج نهائي لحساسية القمح حتى الآن، فهي حالة صحية تتطلب العلاج مدى الحياة، ولتحسين أعراض المرض يجب التخلص من الغلوتين من النظام الغذائي للطفل، لكنّ تغيير العادات الغذائية للأطفال للتخلص من الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من طعامه أمر صعب، كما قد يحتاج بعض الأطفال أيضًا إلى اسثناء المنتجات التي تحتوي على اللاكتوز كالحليب لفترة من الزمن. ويسمح اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين للأمعاء الدقيقة بالشفاء، ولكن هذا لا يعني أن الطفل يستطيع تناول الغلوتين مرة أخرى، وبالنسبة للطفل المصاب بالمرض فإنّ الغلوتين يسبب تهيج دائم للأمعاء، وعندها سوف تظهر الأعراض مرة أخرى.
يجب على الأطفال المصابين اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، وتجنب جميع المنتجات التي تحتوي على القمح، والشعير، والجاودار، أو المنتجات التي تحتوي على مشتقات هذه الحبوب، ومن الأطعمة الخالية من الغلوتين المسموح تناولها: الفواكه، والخضروات، واللحوم، والدواجن، والأسماك، والفول، والبقوليات، والمكسرات، ومنتجات هذه الأطعمة آمنة للأفراد الذين ليس لديهم حساسية معينة لهذه الأطعمة، ولا يحتوي الشوفان بطبيعته على الغلوتين لكن يجب توخي الحذر عند تناوله فهناك نسبة بسيطة من المرضى قد تصيبهم حساسية القمح عند تناوله، إضافةً إلى ذلك، فإنّ معظم المطاحن التي تقوم بتصنيع الشوفان تصنع الحبوب المحتوية على الغلوتين أيضًا فاحتمالية التلوث تصبح عالية ويجب تنجنب تناوله، وهناك مجموعة متنوعة من البدائل التي لا تحتوي على الغلوتين بشكل طبيعي وبالتالي يمكن استهلاكها من قبل أولئك المصابين بالمرض وتشمل: دقيق اللوز غير المقشور، والقطيفة، والأرز البني والأبيض والبري، والحنطة السوداء، وطحين جوز الهند، والذرة، ونشا الذرة، والدّخُن، وطحين البازلاء، ودقيق البطاطا، والبطاطا، والكينوا، والذرة الرفيعة، ودقيق الصويا.