ماهو التشبيه الضمني

الكاتب: رامي -
ماهو التشبيه الضمني

ماهو التشبيه الضمني

هو ما لم يصرح فيه بأركان التشبيه على الطريقة المعلومة بل يفهم ضمنا من معنى الكلام وسياق الحديث،ويكون المشبه به برهانا على إمكان ما أسند إلى المشبه. وهو فرع من فروع التخييل أو الأقيسة الشعرية التي يسوقها الشعراء ويحدثون بها ضربا من الإقناع .

قال المتنبي :       من يهن يسهل الهوان عليه           ما لجرح بميت إيلام

أي أن الذي يقبل الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له وليس هذا الادعاء باطلا لأن الميت إذا جرح لا يتألم ، فالمشبه به وقع لبيان إمكان ما أسند إلى المشبه من صفات وفي ذلك تلميح بالتشبيه من غير صراحة ،وليس على صورة من صور التشبيه المعروفة 0

وقول الشاعر:     فما استقر المال في يديه    وكيف تمسك ماء قنة الجبل

شبه الممدوح بأن المال لا يستقر في يديه بسبب عطاءه كما أن قمة الجبل لا يستقر عليها الماء ، وجه الشبه:عدم استقرار شيء سواء كان مال أو ماء.

قول أبو تمام نفس المعنى السابق :

لا تنكري عطل الكريم من الغنى          فالسيل حرب للمكان العالي

فالذكي يلمح التشبيه، وكان المعنى برهانا على ما أراده الشاعر من مدح .

وقال المتنبي :  فإن تفق الأنام وأنت منهم        فإن المسك بعض دم الغزال

شبه تفوق سيف الدولة على الناس وهو منهم بتفوق المسك على الدم وهو من الدم (دم الغزال) ، وجه الشبه :تفوق الشيء على جنسه .

فالتشبيه فهم ضمنا من البيت دون ذكر الأداة أو أي طريق من طرق التشبيه ، وأتى المشبه به برهانا على شيء أسند إلى المشبه ،فأتى المشبه به ليؤكد ويثبت هذه الحقيقة.

وقال أبو تمام:  سيذكرني قومي إذ جد جدهم      وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

وقال أبو العتاهية: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها      إن السفينة لا تجرى على اليبس

فأنت لا تعمل ولا تعد لحصول أمر تأمله ،فمثلك كمثل من يريد للسفينة أن تجري على اليابسة ،فذلك مستحيل وذاك الذي تريده بدون عمل مستحيل ، ووجه الشبه :عدم حصول الأمل لعدم الاعتداد بلوازمه، والمشبه به أتى برهانا على صحة ما أسند إلى المشبه.

وقال ابن المعتز:

صدت شرير وأزمعت هجري       وصغت ضمائرها إلى الغدر

قالت كبرت وشبت قلت لها:         هذا غبار وقائع الدهر

الشاعر يحاول أن يقنع صاحبته شرير أن الشيب ليس أمارة الضعف والعجز ،وإنما هو آثار بطولة وصراع مع أحداث دهر عنيد،فتجاهل دلائل الشيب وإيحاءاته ،ويحاول أن يملأ أفق صاحبته ببطولاته ومقارعاته ووقائعه .

وقال المتنبي : لم تحك نائلك السحاب وإنما          حمت به فصبيبها الرحضاء            

فخرج بمبالغته عن حد المألوف بأن جعل السحابة تغار,وأنها تجد ما يجده الناس من معاني المنافسة ,وأن ماء السحابة هو ماء الحمى الذي أصابها لما قارنت عطاءها بعطاء الممدوح  وهو من المبالغة ، وكذلك من المبالغة  قول الشاعر:

 لو لم تكن نية الجوزاء خدمته           لما رأيت عليها عقد منتطق

 

شارك المقالة:
326 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook