يُعرف تسمّم الدم (بالإنجليزية: Septicemia) على أنّه إحدى حالات العدوى التي تصل إلى الدم من أعضاء أخرى مصابة بالعدوى، مثل: الرئتين، أو الجلد، أو الكلى، والتي عادةً ما تُعزى الإصابة بها إلى عدوى بكتيرية، وقد تكون عدوى فيروسية، وفي الحقيقة يُعدّ تسمّم الدم من الأمراض الخطيرة نظراً لسهولة انتقال البكتيريا وسمومها من الدم إلى أعضاء أخرى سليمة في الجسم عبر الأوعية الدموية، وقد تستفحل حالة تسمّم الدم لتنتقل إلى مرحلة الإصابة بإنتان الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، وهي إحدى مضاعفات تسمم الدم الخطيرة، إذ تؤدي إلى انتشار الالتهابات في الجسم، وحدوث تجلطات عديدة في الدم، وبالتالي احتمالية انسداد بعض الأوعية الدموية المسؤولة عن إيصال الأكسجين والمواد الغذائية إلى أعضاء الجسم، مما قد يقود في النهاية إلى فشل هذه الأعضاء، وتشكيل خطورة على حياة المصاب.
تظهر وتتطور الأعراض والعلامات المصاحبة لتسمّم الدم بشكلٍ سريع حتى في المراحل الأولية منه، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه الأعراض والعلامات:
كما ذكرنا سابقاً، إنّ الإصابة بتسمٌّم الدم يحدث بسبب انتقال عدوى شديدة من أحد أعضاء الجسم إلى الدم، وعادةً لا يمكن تحديد مصدر العدوى أي العضو الأصلي المصاب بالعدوى، حيث تنتقل البكتيريا أو الفيروسات المسببة لهذه العدوى إلى الدم وتتكاثر بسرعة كبيرة، ومن أبرز مسبّبات الإصابة بتسمم الدم ما يأتي:
تُعدّ بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بتسمم الدم من غيرهم، ومن هذه الفئات ما يأتي:
في حال تطور حالة تسمم الدم، فإنّ المصاب يصبح عُرضة للإصابة بعدة مضاعفات، قد تكون مميتة إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح والسرعة المطلوبة، ومن هذه المضاعفات نذكر الآتي:
يمكن تشخيص الإصابة بمرض تسمم الدم من خلال فحص عينة أو أكثر من الدم، والتي تُعطي مؤشرات عن وجود العدوى في الدم، كما يمكن أن تبين هذه الفحوصات حدوث أي اختلال في وظائف الكبد أو الكلى حال وجوده، وقد يتمّ التحقق من وجود عدوى في المسالك البولية بالاستعانة بفحص عينة من البول، أو فحص عينة من المخاط لمعرفة نوع الجرثومة المسببة للعدوى، وفي حالات أخرى، قد يلجأ الأطباء إلى تصوير بعض أعضاء الجسم باستخدام الأشعة السينية، أو الموجات الفوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن مواضع الإصابة بالعدوى، أمّا فيما يتعلّق بالعلاج فعادةً ما يتم صرف المضادات الحيوية واسعة الطيف في بداية مراحل علاج المريض، ويتبعها استخدام مضادات حيوية أكثر تخصّصاً بعد تحديد مصدر العدوى الرئيسي في الجسم، بالإضافة إلى الحاجة إلى تزويد المصاب بالمحاليل الوريدية وقابضات الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vasopressors) والتي تساعد على تنظيم ضغط الدم.