تتشكل منطقة الظهر لدى الإنسان بشكل رئيسي من العمود الفقري، والذي يتكون من 33 فقرة غضروفية موزعة على طول العمود الفقري من أسفل الجمجمة وحتى أعلى منطقة الحوض، وتتكون كل فقرة منها من جسم وقوس، ويفصل ما بين كل فقرة وأخرى القرص (الدسك)، ويؤدي إصابة أحد هذه الفقرات الغضروفية بتمزق ما أو انزلاق أي من الأقراص الموجودة بينها إلى زيادة الضغط على باقي فقرات العمود الفقري والأعصاب المشكلة له، بالإضافة إلى آلام الظهر الشديدة المرافقة لذلك.
يحدث ضغط فقرات الظهر (الانزلاق الغضروفي) عند تحرك نواة أحد الغضاريف في قناة النخاع الشوكي من مكانها، وضغطها على أحد الأعصاب الخارجية الموجودة بين فقرات العمود الفقري، وغالباً ما يتسبب ذلك في معاناة المريض من تناقص الإحساس في منطقتي القدمين والساقين، واللتان تمثلان المناطق التي تغذيها الأعصاب المذكورة سابقاً، بالإضافة إلى ارتفاع احتمال ضمور العضلات الموجودة هناك، والإصابة باحتباس البول أو إدراره بشكل لا إرادي في حال عدم حصول المريض على العلاج المناسب، كما يرافق ذلك آلام مبرحة ومفاجئة في الظهر، والتي يمكن أن تستمر لعدة أيام، وتنميل وخدران في الساقين والقدمين.
ينصح الأطباء المرضى الذين يعانون من ضغط فقرات الظهر للمرة الأولى بالراحة الدائمة، مع تناول العقاقير المسكنة للآلام، والمضادة للالتهاب، والباسطة للعضلات لمدة ستة أسابيع متتالية، ويمكن للمريض تلقي هذا العلاج في منزله أو في المركز الصحي تحت إشراف الأطباء، ويشير المختصون إلى أن ما يزيد عن 90% من المرضى يُعالجون بهذه الطريقة، أما ما تبقى منهم فيتم علاجهم باللجوء إلى التدخل الجراحي.
بالنسبة للحالات غير المزمنة فإنّ التدخل الجراحي يتمثل في عملية زراعة الغضروف الصناعي المتحرك، والذي يساعد على المحافظة على ليونة الحركة بين الفقرات، أما الحالات المزمنة فتُعالج باللجوء إلى طرق الجراحة الميكروسكوبية، وطرق الجراحة بالليزر، واللتان تساعدان المرضى على الخروج من المستشفى، والعودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي خلال ثلاثة أيام من تاريخ إجراء العملية.
أُدخلت تقنيات جديدة لعلاج ضغط فقرات الظهر، ومن أكثرها نجاحاً تقنية الإسمنت الطبي، حيث تُحقن المنطقة المصابة بمادة طبية خاصة تساعد الفقرة على العودة لأداء وظيفتها بشكل طبيعي.