تشير إنفلونزا الطيور إلى المرض الناجم عن الإصابة بفيروسات أنفلونزا الطيور من النوع A ويسمى الفيروس H5N1، وتحدث هذه الفيروسات بشكل طبيعي بين الطيور المائية والبرية في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تصيب الدواجن المنزلية وغيرها من أنواع الطيور والحيوانات، وفيروسات أنفلونزا الطيور لا تصيب البشر عادة، ومع ذلك فقد حدثت إصابات بشرية متفرقة بفيروسات إنفلونزا الطيور، وكان معظم الأشخاص الذين أصيبوا بإنفلونزا الطيور على اتصال وثيق بالطيور المصابة أو مع الأسطح الملوثة بلعاب الطيور والمخاط الذي تنتجه، وسيتحدث هذا المقال عن إنفلونزا الطيور وآلية انتقال العدوى وعن أعراضها.
إن الإصابة بإنفلونزا الطيور وآلية انتقال العدوى تتم عادةً عن طريق الاتّصال الوثيق بالطيور أو فضلات الطيور أو الأسطح الملوثة بمفرزات الطيور، حيث حدث وانتقلت عدوى فيروس H5N1 لدى بعض الناس من خلال تنظيف أو نتف الطيور المصابة، ففي الصين كانت هناك تقارير عن حدوث عدوى عن طريق استنشاق الرذاذ أو الغبار في أسواق الطيور الحية، ومن الممكن أيضًا إصابة بعض الأشخاص بعد السباحة أو الاستحمام في المياه الملوثة بفضلات الطيور المصابة، وقد حدثت بعض الإصابات في الأشخاص الذين يتعاملون مع الديوك القتالية، وفي الحقيقة أنّه لا يصاب الناس بالفيروس من أكل الدجاج أو البيض المطبوخ بشكل كامل، وهناك تساؤلات عن إن كان فيروس إنفلونزا الطيور ينتقل من شخص إلى آخر، فالجواب هو أنّه طالما أنّ فيروس أنفلونزا الطيور لا يتحول إلى فيروس إنفلونزا بشري فلن ينتشر كثيرًا بين البشر، ولكن في بعض الأحيان وبعد اتصال شخصي وثيق يمكن أن تتنتقل العدوى من شخص مصاب بأنفلونزا الطيور لشخص آخر، ففي إندونيسيا عام 2006، أصابت إنفلونزا الطيور ثمانية أفراد من عائلة واحدة ومات سبعة منهم، ولكن ليس من الواضح بالضبط كيف حدث هذا، فمن المحتمل أن يكون لأفراد الأسرة اتّصالات مماثلة مع الطيور المصابة، وقد يكون لديهم أيضًا جينات مشتركة تجعلهم عرضة للفيروس بشكل خاص.
عندما يصاب الشخص بفيروس H5N1 تبدأ الأعراض الخطيرة بالظهور لديه، وتتراوح فترة حضانة الفيروس من يومين إلى 8 أيام وقد تستغرق ما يصل إلى 17 يومًا، وتشمل الأعراض الأولية ارتفاع في درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية وأعراض الجهاز التنفسي السفلي، كما يمكن أن تحدث أعراض الجهاز التنفسي العلوي لكنّها أقل شيوعًا، وبعض المرضى قد يصابون بالتهاب الرئة وصعوبات في التنفس، ويحدث هذا بعد حوالي 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى، ويمكن أن تتدهور حالة المريض سريعًا، مما يؤدّي إلى حدوث التهاب رئوي وفشل في أعضاء متعدّدة ومن ثم الموت، لكن في البداية تحدث الأعراض والعلامات الآتية: