قد يقتحم العطر ذائقة الإنسان ويؤثر فيه، ليتصدّر أهم الانطباعات المأخوذة على المُحيطين، من عطورٍ يُستساغ شمّها فتؤدي غَرَض انجذاب الشخص المُقابل، وحتى أخذ انطباع عدم الرغبة في شمّ العطر أو الانزعاج منه، لكن بالنسبة لبعض الأشخاص يُمكن أن تؤدي العطور إلى إحداث العديد من التغيّرات و الأعراض الصحيّة البارزة والظاهرة كردة فعلٍ تحسسيّة، وتتباين هذه العلامات ما بين الصداع الشديد الشبيه بالنصفيّ، السعال ، وحتى الصعوبة في التنفس، والذي تُعد الأكثر شيوعًا بين ردود الفعل الجسمانيّة الظاهرة على الأشخاص، وقد تؤدي حساسيّة العطور أيضًا إلى تكوين بعض الأعراض المرتبطة في زيادة إفراز الغشاء المخاطي، مثل احتقان الأنف وزيادة إفراز الدمع من العين مع احمرارها، بالإضافة إلى إصابة بعض الأشخاص بمشاكل جلديّة تتمثّل بالطفح الجلدي المترافق مع ازديادٍ في الحكّة وغيرها من العلامات الوارد ذِكرها في المقال.
هناك فرقٌ كبير بين أرجيّة العطور والحساسيّة منها، ويتم التفريق بينهما بالاعتماد على العلامات والأعراض الظاهرة، ونوع المُسبب المؤدي الى حدوث بعض التفاعلات و التغيّرات في الجسم، فمن المهم أولًا التعريف عن كلٍ منهما، بالنسبة لحساسيّة العطور، فهو العَرَض الأكثر شيوعًا عند التعرّض للعطر، وما هو إلّا رد فعلٍ جسديّ لمؤثرٍ مزعج تمّ التفاعل معه والجسم، من أهمها المُهيجات الصناعيّة أو الكيميائيّة التي تمّ تصنيع العطر منها، ليس بالضرورة تؤدي إلى حدوث ردة فعلٍ أرجيّة، أو ما تُسمى مناعيّة، من أهم العلامات الظاهرة هي الصداع الخفيف الزائل بعد بضع ساعات، أو العطس بشكلٍ مستمرّ ومُتكرّر، أو حتى الطفح الجلدي، تهدف هذه الأعراض لتخليص الجسم من المُهيج والعودة إلى طبيعته، أمّا عند التحدث عن أرجيّة العطور، والتي تُعد أخطر من حساسيته، فهي استجابة نظام المناعة لمُكونٍ موضوع ضمن القائمة السوداء لجميع المواد الغريبة، التي تؤدي بدخولها إلى التفاعل الالتهابي لمُحاربته، وتتجلّى هذه المواد بالبروتينات العضويّة التي تدخل في مكونات العطر، والتي تُعامل معاملة البكتيريا أو الفيروسات الداخلة للجسم، فتتطوّر الاستجابة المناعيّة على مدار أيام، من طفحٍ جلديّ مترافق مع الحكّة الشديدة وغيرها من الأعراض.
يتم تقسيم العلامات الناتجة عن حساسيّة العطور بالاعتماد على منطقة التأثّر إلى أعراض الجهاز التنفسي، الظاهرة في الأنف والعين، والأعراض الجلديّة المُتمثلة بالحساسيّة الجلديّة، وفي الآتي أهم العلامات الظاهرة على المُتأثر بـحساسية العطور:
تعتمد العلاجات المُتبعة لحساسية العطور على شدّة الأعراض الظاهرة، بالإضافة إلى المادة التي تتسبب بالحساسية، لذا يتضمن النظام العلاجي لـحساسية العطور تجنّب المادة المُسببة له في المقام الأول، من العلاجات التي يتم استخدامها للأعراض الخفيفة والمؤقتة:
قد يكون التعايش مع حساسية العطور صعب التحقيق في عالمنا الحالي، وذلك بسبب دخول العطور في مختلف الصناعات المُتمثلة بمنتجات العناية بالشعر والجسم، والمنظفات بأنواعها من جل غسيل الملابس وحتى منظفات السجاد، بالإضافة إلى أنّ البخاخات المنزليّة مُصنعة لغَرَض تعطير المنزل وإضفاء الرائحة الزكيّة فيه، وتدخل العطور في تصنيع العديد من مستلزمات العناية بالبشرة، ومستحضرات التجميل وغيرها الكثير، فتشكل العطور بذلك عبءً حسيًّ للذي يُعاني من حساسية العطور، فقد يسيطر المريض على مساحته الخاصّة المُتمثلة بالمنزل وغيرها من المساحات الأخرى، من ناحيةٍ أخرى تُشكل خطرًا إذا ما تمّ التعرّض اليها في المناطق التي يجب أن يتواجد فيها المريض، مثل بيئة العمل أو الفصول الدراسيّة في الكليّة، وتعقيبًا على ذلك قامت مجموعةٌ من الطلاب بجامعة كاليفورنيا برفع مطلب إلى الإدارة، والذي يتضمّن وضع سياسة عدم استخدام العطور في الحرم الجامعي، بسبب تأثّر الكثير من الطلاب بأعراض حساسية العطور، وبالتالي عدم التركيز، وعليه من أهم الأساليب التي من خلالها يتم التخلّص من المُشكلة الآتي: