بين تقرير أن حوالي 1.6 مليون شخص بعمر 12 سنة وأكبر يستخدمون أدوية المنشطات بشكلٍ غير طبيٍّ. بما فيها الميثامفيتامينات، فالمنشطات Stimulant من أكثر المواد إدمانًا عليها وتسمى أحيانًا uppers وهي صنفٌ من العقاقير المخدرة التي تزيد نشاط الدماغ، وترفع مؤقتًا الانتباه والمزاج والشعور. مع العلم أن بعض أنواعها قانوني ويستخدم بشكلٍ واسعٍ، ويسبب بعضها الآخر الإدمان. ورغم وجود قواسم مشتركة بين جميع الأنواع إلا أن لكلٍ منها خواصًا مميزةً وآليات عملٍ مختلفةً.
من العقاقير التي تصنف ضمن المنشطات:
وتأتي المنشطات الطبية على شكل أقراصٍ أو كبسولاتٍ. ويمكن بلعها، أو حقنها بشكل سائلٍ أو هرسها واستنشاقها. ولها تأثيراتٌ على المدى القصير تتمثل بالإعياء الشديد واللامبالاة والاكتئاب، أما على المدى الطويل فتكون إدمانيةً حيث أن تكرار تعاطي كمياتٍ كبيرةٍ من بعضها ولمدةٍ غير قصيرةٍ يؤدي إلى الشعور بالعداء أو الهوس. كما تسبب كمياتٍ معينةً منها ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكلٍ خطيرٍ وعدم انتظام دقات القلب.
وعادة ما يحدث التدخين والحقن التأثيرات الأسرع، بينما يكون البلع والشم أبطأ في رفع مستويات العقار في الدم وبالتالي أقل حدةً وتأثيرًا، والأسرع فعلًا يكون تأثيره أقوى ويزيد من الأحاسيس غير المرغوب فيها والانعكاسات السلبية على الصحة.
بعد تكرار الاستخدام، يبدأ الدماغ بالاعتياد على المستويات الأعلى من المنشطات وطلب كمياتٍ أكبر كل مرةٍ من العقار ليحقق استمتاعًا أكبر. وتعرف هذه الظاهرة بـ تجاوز المسموح tolerance، ويمكن أن تتطور خلال بضعة أسابيعٍ فقط من الاستخدام. ويمكن لمحاولات التغلب على المستويات المتزايدة من الحد المسموح أن ترفع من حدة أنماط الاستخدام المكروهة ورفع خطر التأثيرات الصحية المدمرة.
تملك عقاقير معينة لها علاقة بالأمفيتامينات نفس نمط الفعل لكن تأثيرها أخف إلى حدٍ ما، ومنها الفينميترازين phenmetrazine والميثيلفينيديت methylphenidate الذي يستخدم بشكلٍ واسعٍ في تهدئة فرط النشاط عند الأطفال وتحسين قدرتهم على التركيز.
وتعتبر الميثيل كسانات methylxanthines من المنشطات المعتدلة بعكس الأمفيتامينات والميثيلفينيديت الصناعية، فهي توجد بشكلٍ طبيعيٍّ في عددٍ من النباتات واستخدمها الإنسان منذ قرون. لكن الأكثر أهميةً بينها هي الكافيين والثيوفيلين والثيوبرومين.
والأقوى هو الكافيين المكون الفعال في القهوة والشاي والكولا والمتة، ويقلص الأوعية الدموية للدماغ ولهذا السبب يدخل في أدوية الصداع. أما الثيوبرومين فمكونٌ فعالٌ في الكاكاو. ويستخدم الثيوفيلين في علاج الربو الشديد بسبب قدرته على تهدئة القصيبات الهوائية في الرئتين.
ويعتبر الكوكايين واحدًا من أقوى المنشطات وأقصرها مدةً، فحسب تقرير صدر عام 2015 فإن حوالي 1.5 مليون شخص فوق سن 12 يستخدمونه، حيث يملك قابليةً عاليةً للإدمان عليه بسبب خواصه المثيرة للبهجة وقابلية التعود عليها، أما النيكوتين فهو المكون الفعال في السجائر وغيرها من منتجات التبغ ويمكن أن يعد من المنشطات.
لكل نوعٍ من المنشطات مجموعة تأثيراته ونتائجه، لكن تشترك العديد من عقاقير التخدير بعدة أعراضٍ عامةٍ ترتبط باستخدامها. جوهريًا يسبب إدمان المنشطات إثارةً مفرطةً في الدماغ، ومتلازمة فرط تحفيز hyperstimulation وهذه قد تسبب بعض التأثيرات الواضحة منها:
وتستمر الأعراض السابقة طالما يتم تعاطي كمية كبيرة، لكنها تختلف في الشدة حسب الكمية. فإذا كانت مرتفعةً فإن الأعراض تتعاظم إلى مستوياتٍ مفرطةٍ، وقد تؤدي إلى جلطة قلبية أو سكتةٍ أو نوباتٍ تشنجية.
وفي بعض الحالات، تسبب موادٌ معينةٌ مثل الكوكايين اهتياجًا بالإضافة إلى أعراضٍ نفسيةٍ كجنون الارتياب والأوهام والهلوسة.
لإدمان المنشطات تأثيرات طويلة وقصيرة الأمد على صحة الشخص. وحتى لو كان الاستخدام قصيرًا فإنه يسبب مشاكل جديةً مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم ومضاعفات بالقلب والأوعية الدموية وتشنجات وعصبية وتغيرات ببنية الدماغ.
الآثار الجسدية:
تتضمن الآثار السلبية لتعاطي الكوكايين ومضاعفاته الصحية:
الآثار النفسية:
لا تقتصر آثار المنشطات على الجسد فقط، فهي تسبب العديد من النتائج النفسية والسلوكية الشائعة مع حالة الإدمان المزمن أو طويل المدة، ومنها:
من المهم لمن يعاني من إدمان المنشطات أن يطلب الحصول على المساعدة الطبية وإزالة هذه المواد وإيجاد برنامج تأهيل عالي الجودة متخصصٌ في علاج إدمان المنشطات، حيث يعتمد كل الجسم والعقل على وجود المنشطات لينظم الناقلات العصبية خاصةً الدوبامين، لذلك فالانسحاب من هذه المخدرات يتطلب إشرافًا طبيًا.
عمومًا لا يهدد الشفاء من المنشطات الحياة، لكن قد يكون غير مريحٍ كفاية لشخصٍ لا يخضع للرقابة، ويمكن أن تحدث انتكاسات إدمان تزيد من خطر تعاطي جرعاتٍ مفرطةٍ.
ويعتبر الاكتئاب من الأعراض الرئيسية لانسحاب المنشطات. فإذا حدث خللٌ في الصحة العقلية بسبب الانسحاب وليس بسبب حالةٍ نفسيةٍ كامنةٍ أدت إلى إدمان المنشطات فسيتم الشفاء بعد أسبوعٍ أو أسبوعين. أما إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب قبل المعالجة من إدمانها فإن علاج هذه الحالة العقلية مهمٌ بالتماشي مع علاج الإدمان.
وتتضمن أعراض انسحاب المنشطات الأخرى:
هناك علاجٌ لبعض المواد مثل الكحول والأفيونات والتي تسهل الأعراض الانسحابية، أما المنشطات فلا تملك علاجًا مثل ذلك. ويمكن للطبيب المشرف أن يصف أدويةً مسكنةً للألم كالاسبرين لعلاج أي وجعٍ، أو عقاقير مضادة للغثيان لعلاج الدوار.
يعاني 20-25% من الأشخاص المدمنين على المنشطات من اضطراب المزاج خاصةً الاضطراب ثنائي القطب، ويعاني معظمهم من اكتئابٍ طوال الحياة واضطراب الشخصية الحدي واضطراباتٍ نفسيةٍ لاحقةٍ للإصابة واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة الذي يقود إلى المداواة الذاتية من المنشطات.
ويكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ متزامنة الحدوث أكثر قابليةً للاستفادة من العلاج طويل الأمد مع ضرورة الإقامة، وبهذه الطريقة يستطيعون الحصول على علاجٍ ضمن المجموعة وعلى علاجٍ شخصيٍّ للتخلص من الإدمان والشفاء من الحالة العقلية.
ويمكن للطبيب علاج الحالات الكامنة كمشاكل القلب والرئتين، وقد تتضمن علاجًا طويل الأمد وتغييراتٍ في نمط الحياة.
وبالنسبة لمدمني المنشطات والذين لا يعانون من أي حالةٍ عقليةٍ ولديهم حياة عائلية مساعدة فإنهم يستفيدون أكثر من العلاج خارج العيادة، لكن تبقى هناك حاجةٌ إلى العناية ضمن مجموعةٍ وعلاج شخصي لعدة ساعاتٍ كل أسبوع بعد التخلص من سموم المنشطات. وقد يحتاج الشخص حوالي 10 ساعات أسبوعيًا، أو 20 -30 ساعة من العلاج الأسبوعي من العناية الخارجية المركزة.