يوجد بمنطقة الباحة نوعان من المواصلات: المواصلات البرية، والمواصلات الجوية، وهما على النحو الآتي:

 

أ - النقل البري:

 

أولت المملكة قطاع النقل البري أهمية كبيرة سواء على مستوى مجال التخطيط والتشغيل أو الصيانة، وقد جاء هذا الاهتمام إدراكًا منها للدور المهم الذي يحققه النقل البري على جميع الأصعدة في حياة الناس، فهو يشكل مع النقل الجوي والبحري أحد الأركان الأساسية التي يقوم عليها النمو والتطور الاقتصادي الوطني لأي دولة من الدول.

 

وقد جاء التركيز على قطاع النقل البري في المملكة، نظرًا إلى اتساع رقعتها الجغرافية وما يتطلبه الأمر من بناء شبكة من الطرق لربط المدن والقرى بعضها ببعض لتحقيق التكامل الاجتماعي والاقتصادي، وكذلك لما تتمتع به المملكة من سواحل بحرية شيد عليها عدد من الموانئ، ما ساعد على زيادة حركة الصادرات والواردات، وانعكس أثره الإيجابي على سرعة عملية النمو الذي تعيشه المملكة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وقد شكل النقل البري أحد عناصره الأساسية والمهمة.

 

ونظرًا إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به النقل البري في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، لذا أولته المملكة العناية والتطوير من خلال خطط التنمية التي أخذت بها الدولة في تنمية المجتمع وتطويره، ويكمن هذا الاهتمام في أول دراسة شاملة اختصت بالنقل البري في عام 1390هـ/1970م أي في بداية خطة التنمية الخمسية الأولى؛ حيث دُرس فيها موضوع النقل وكيفية تحسينه وتطويره، وتمخضت هذه الدراسة عن قرار مجلس الوزراء في بداية خطة التنمية الثانية بإنشاء وكالة وزارة المواصلات لشؤون النقل، لتتولى مسؤولية الإشراف على قطاع النقل البري والبحري، ومن أهم أهدافها: حماية مؤسسات النقل الوطنية من المنافسة الخارجية، والتغلب على جوانب القصور في الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص، وتحسين الكفاءات الإدارية وتطويرها في بعض القطاعات الفرعية لصناعة النقل البري، وتخفيف الأعباء المالية لبعض قطاعات النقل البري في الميزانية العامة، والعمل بشكل مستمر على تحسين سلامة النقل، والمحافظة على معدلات أجور النقل، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة للقيام بجولات ميدانية للتأكد من مدى التزام الشاحنات بالأوزان المسموح بها من أجل المحافظة على سلامة الطرق.

 

وفي خطة التنمية الرابعة وضع ضمن برامجها برنامج مراقبة أداء النقل الذي يهدف إلى منح تراخيص للشاحنات، وتحديد دور وسائل النقل، ووضع التعرفة، وتطوير خدمات النقل وسلامة المرور، والإشراف على الشركة الوطنية للنقل الجماعي التي منحتها الدولة حق امتياز نقل الركاب داخل مدن المملكة  

 

إن التطور النوعي والكمي في خدمات النقل البري يعكس أيضًا التطور في شبكة الطرق الحديثة والسريعة التي تربط المدن والقرى في المملكة بعضها ببعض، والتي تحققت بها إنجازات كبيرة في وقت قياسي، فأصبح التنقل بين المدن والقرى في جميع مناطق المملكة من الأمور السهلة، كما أصبح من السهل أيضًا نقل المعدات الصناعية والإنشائية والبترولية والمواد الخام التي يتطلبها إنشاء المصانع في مواقعها، وسرعة نقل السلع والمنتجات من أمكنة إنتاجها إلى مستهلكيها في الداخل والخارج بكل يسر وسهولة.

 

وعلى مستوى مناطق المملكة حقق النقل البري تطورًا كبيرًا في وسائل النقل وأنواعها بشكل يتناسب مع مستوى النمو الاقتصادي وطبيعة المنطقة الجغرافية وموقعها.

 

استحدثت إدارة النقل بمنطقة الباحة عام 1407هـ/1987م بموجب قرار وزاري بتعديل اسم إدارة الطرق في الباحة إلى اسم الإدارة العامة للطرق والنقل، وقد سهل هذا التطوير على المواطنين استخراج بطاقات التشغيل الفردية، والحصول على تراخيص سيارات الأجرة العامة، وسيارات التأجير، ونقل البضائع ونقل الطلاب والطالبات والمعلمات، وقد كلفت هذه الإدارة بمهمات الإشراف والمتابعة لمكاتب النقل والأجرة ووكالة النقل الجماعي وترحيل البضائع ونقل البضائع بأجر، وتؤدي إدارة النقل مجموعة من المهمات هي: إصدار بطاقات التشغيل للشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة العامة للأفراد والشركات وتجديدها، وتجديد تراخيص النقل، والقيام بجولات تفتيشية على المكاتب المرخص لها لمعرفة مدى التزامها بالنظم واللوائح، وإجراء الدراسات والخطط لتطوير النقل في المنطقة، والتعاون مع بنك التسليف السعودي في إكمال إجراءات القروض للأفراد الراغبين في شراء سيارات الأجرة  . 

 

وفي منطقة الباحة يقوم النقل البري على مجموعة من الوسائط هي:

 

1 - سيارات الأجرة:

 

يؤدي هذا النوع من وسائل النقل خدمة سريعة للسكان في تنقلاتهم داخل المدن والقرى بعضها مع بعض؛ ما ساعد على زيادة الحركة السكانية ونشاط الحركة التجارية، وقد بلغ عدد المكاتب المرخص لها في هذا النوع من النقل ثلاثة مكاتب.

 

2 - مكاتب تأجير السيارات:

 

تقدّم مكاتب تأجير السيارات خدمات شخصية وخصوصًا للقادمين من خارج المنطقة، وتزداد حركة التأجير في المواسم، حيث توفر هذه الخدمة للقادمين في المدن ومطار الباحة وسيلة النقل المطلوبة، وفي منطقة الباحة خمس مؤسسات لتأجير السيارات تتوافر خدماتها في المدن الرئيسة.

 

3 - النقل الجماعي:

 

تقدم الشركة السعودية للنقل الجماعي بمنطقة الباحة  خدماتها عن طريق حافلاتها التي توفرها للمسافرين والمتنقلين بين المدن والمراكز السكانية داخل منطقة الباحة وخارجها، فهي تسير رحلات منتظمة في الاتجاهات المختلفة؛ وبخاصة إلى المدن الكبيرة، مثل: الرياض وجدة ومكة، وتقدم هذه الخدمات عن طريق مكاتب وكالات النقل الجماعي، وتستخدم هذه المكاتب محطات للنقل، وقد أسهمت خدمات النقل الجماعي في المنطقة بوسائلها الحديثة وأجورها المعتدلة في زيادة حركة التنقل السكاني داخل المنطقة وخارجها، وتبلغ الرحلات المجدولة 12 رحلة يوميًا ذهابًا وعودة، منها ما يخدم مدن المنطقة وقراها في كل من: الباحة، وبلجرشي، والأطاولة، والعقيق، والمندق، وربوع قريش، وبني حسن، وبني سار، كما يتم تسيير رحلات يومية بين مدن المنطقة ومدن المملكة الأخرى برحلات غير مباشرة يوميًا داخل المدن والتجمعات السكانية.

 

4 - النقل المدرسي:

 

يخدم النقل المدرسي الطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام والمعاهد والكليات في المنطقة، وقد حقق أهدافه الاجتماعية والاقتصادية، وقلل من حدة الاختناقات المرورية وحوادث الطرق. وفي المنطقة وسائل نقل مدرسية حكومية وأهلية تقوم بنقل الطلاب والطالبات إلى مؤسساتهم التعليمية، كما تتوافر وسائل خدمات النقل للمعلمات إما عن طريق مؤسسات لها تراخيص من إدارة النقل أو عن طريق أصحاب سيارات خاصة معروفين لدى الأهالي يقدمون هذه الخدمة مقابل أجر متفق عليه، وقد ساعدت هذه الخدمة على تخفيف الضغوط النفسية على المعلمات وأولياء الأمور.

 

5 - نقل البضائع وترحيلها:

 

تتوافر في المنطقة شركات ومؤسسات تقوم بخدمات نقل البضائع وترحيلها أسهمت في زيادة الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقـة وتبادل المنافع مع مدن المملكة الأخرى  

 

ب - النقل الجوي:

 

تُقدَّم خدمات النقل الجوي في الباحة، بوساطة شركات الطيران السعودية عن طريق مطار العقيق، حيث تقدم خدماتها عن طريق شبكة من المكاتب التابعة لها والمكاتب السياحية الأخرى، ففي شهر شوال من عام 1402هـ/أغسطس 1982م أنشئ مطار الباحة  في محافظة العقيق التي تبعد عن مدينة الباحة بنحو 45كم، ويقوم المطار بخدمة سكان المنطقة في المراكز الحضرية والقروية والهجر في السراة وتهامة، ويبعد مطار الباحة عن مدينة الطائف بنحو 280كم، وتستغرق الرحلة من الباحة إلى الرياض العاصمة نحو ساعة وعشرين دقيقة بسرعة متوسطة تبلغ 400 عقدة في الساعة، والمساحة الكلية للمطار تبلغ 4858352 مترًا طوليًا،  وهو مصمم لاستقبال الطائرات من طراز ترايستار وإيرباص على مدرج الهبوط البالغ طوله 3350م وعرضه 45م، وهو مجهز بأحدث التجهيزات والوسائل ذات المواصفات العالمية، وتتوافر بالمطار مجموعة من المرافق والخدمات تتمثل في الجناح الملكي الذي يتكون من: قاعة لاستقبال الشخصيات البارزة وتوديعها مجهزة بأحدث التجهيزات، ومسجد يتسع لـ300 مصلٍ به كل الخدمات، وصالات للمسافرين والقادمين مجهزة بوسائل حديثة لإنهاء إجراءات المسافرين تتوافر بها كل الخدمات التي يحتاج إليها المسافرون والقادمون، ومبنى الإطفاء والإنقاذ المزود بقوى بشرية ذات تأهيل عالٍ ومجهز بأحدث التجهيزات والوسائل المتقدمة التي تعمل على مدار الساعة لخدمة المطار والطائرات والمسافرين وسلامتهم، وخدمات الأمن والحراسة وتشمل: مركز الشرطة والحراسة الأمنية للمطار، بالإضافة إلى خدمات صيانة المطار والطائرات والخدمات الطبية ومحطة لتحلية المياه وخدمات الطاقة الكهربائية وخدمات الأرصاد الجوية   ويوضح (جدول 8) عمليات الطيران التجارية في مطار الباحة خلال الأعوام 1418 - 1427هـ/1997 - 2006م.

 

1 - الخطوط الجوية السعودية:

 

بدأت فكرة إنشاء فرع للخطوط السعودية بمنطقة الباحة عام 1399هـ/1979م، وهي تمثل فترة الإعداد والتأسيس، وتم استقبال سكان المنطقة والمقيمين بها في أول مكتب مؤقت للسعودية يقدم خدمات الحجز وبيع التذاكر إلى كل من: الطائف وجدة، وفي مرحلة لاحقة تم تطوير مستوى خدمات الفرع في مبنى مؤقت ليكون المكتب الرئيس بالمنطقة، وقد تم تجهيزه فنيًا وإداريًا، حيث أصبح بإمكان الراغب في السفر الحجز عن طريق أجهزة الحاسب الآلي والحصول على جميع الخدمات التي يرغبها في وقت قياسي مقارنة بالسابق.

 

2 - رحلات الخطوط السعودية إلى مطار الباحة:

 

بــدأت الخطـوط السعودية بتشغيل رحلاتها من مطار الباحة وإليه في عام 1402هـ/1982م بهبوط أولى طائراتها من طراز 737 برحلتها رقم 969 القادمة من مطار الملك خالد الدولي بالرياض وكان على متنها 67 راكبًا، ونظرًا إلى الأثر السار لهذا الحدث على مستوى المسؤولين والمواطنين كان في استقبال الرحلة مدير مطار الباحة وعدد من المسؤولين في الخطوط السعودية والأجهزة الحكومية في منطقة الباحة، كما غادر عليها إلى الرياض 45 راكبًا  

 

لقد حققت (الخطوط السعودية) خلال السنوات الماضية تقدمًا كبيرًا في خدماتها، فعلى مستوى عدد الرحلات من مطار الباحة وإليه كان عدد الرحلات لا يتجاوز ست رحلات في الأسبوع بين قادمة ومغادرة وبطائرات صغيرة من طراز بوينج 737، في حين وصل عدد الرحلات المنتظمة لعام 1425هـ/2004م بين مطار الباحة ومطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى 18 رحلة بين قادمة ومغادرة في الأسبوع، وبين مطار الباحة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة 14 رحلة أسبوعيًا بين قادمة ومغادرة، وبالطائرات ذات الحجم العريض الأتوبيس (الإيرباص) وطائرات (MD90)، ويزداد عدد الرحلات الجوية في مواسم الإجازات الصيفية والأعياد.

 

وكان لتحسن الخدمات وتطورها أثر كبير على زيادة عدد الرحلات ومن ثَمَّ عدد المسافرين، فقد قفز إجمالي حركة المسافرين من 181500 راكب بنهاية عام 1417هـ/1997م ليصل إلى 247700 راكب من الباحة وإليها بنهاية عام 1426هـ/2005م ويوضح (جدول 9) إجمالي حركة المسافرين في مطار الباحة (الوصول والمغادرة) خلال الفترة 1417 - 1426هـ/1997 - 2006م.

 

3 - خدمات الشحن:

 

بدأ قسم خدمات الشحن بمطار الباحة منذ افتتاحه بتسهيل نقل البضائع والطرود البريدية المستعجلة جوًا.

 

ويبين (جدول 10) إجمالي حركة الشحن الجوي والبريد في مطار الباحة (الوصول والمغادرة) في الفترة بين عامي 1417 و 1426هـ/1997 و 2006م.

 

ومن منطلق حرص الخطوط السعودية على توسيع خدماتها وتسهيلها لتواكب حركة النمو السكاني من المنطقة وإليها، واستجابة للتطور السريع الذي تشهده المنطقة على المستويات كلها، فقد تم افتتاح عدد من الوكالات السياحية بمحافظات المنطقة، حيث بلغ عددها 8 وكالات سياحية في كل من: الباحة وبلجرشي والمندق والمخواة والقري وأمام هذا التوسع في مجال الخدمات اقتضت الضرورة إنشاء مبنى للخطوط السعودية، فقد تم إنشاء مبنى في مدينة الباحة يقع على الطريق العام المتجه إلى العقيق مكون من دورين رُوعِيَ في تصميمه تراث المنطقة وجُهِّز بكــل التجهيـزات الحديثة التي تتطلبها خدمات السفر والمسـافر