الحكمة التي من أجلها خلق الله جميع البشر واحدةً، وجعل الغاية منها تتعلّق بالدنيا والآخرة كذلك، ففي الدنيا استخلف الله -تعالى- الإنسان، وجعل الغاية من الاستخلاف الابتلاء، وجعل مادّة الاستخلاف هي معرفة الله وعبادته، وقضى أنْ تكون العبادة هي العمل وفق منهج الله -عزّ وجلّ-، وأرسل لأجل ذلك الرّسل وأنزل الرّسالات، ومن أهمّ مقتضيات العبادة التي هي مادة الاستخلاف أنْ يعلم المرء أنّه مملوكٌ لله ربّه، وأنّه مصيره ومستقرّه إليه؛ فهو ربّ العالمين ومالك يوم الدّين، إليه المرجع والمآب، ولذا فهو محاسب على ما أمره الله -تعالى- به
من أهم المقاصد التي لأجلها خلق الله -سبحانه- الحياة أنْ جعلها محلّاً للابتلاء والاختبار، وجعل دار الدنيا ميداناً للعمل الذي الذي يحاسب عليه الناس يوم القيامة، قال الله -عزّ وجلّ-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)ضوء هذا الابتلاء تظهر آثار معرفة الإنسان بربّه، وتنكشف مرتبة إدراكه لمهمّة وجوده في الحياة، حيث إنّ قضية التوحيد ونبذ الشريك هي أهم اختبار للإنسان في الدّنيا