أ - المعادن:

 

تتكون منطقة الباحة من أربعة تكوينات جيولوجية، فهناك صخور نارية حامضية وأخرى نارية قاعدية وثالثة صخور بركانية والرابعة صخور صفائحية. ويمكن تقسيم المنطقة إلى قطاعين رئيسين متفاوتين جغرافيًا، يفصل بينهما الانحدار السحيق الناتج من الانهداد الأفروآسيوي الكبير، وهما: قطاع السراة (جبال السروات) حيث يراوح ارتفاعه بين 2100 و 2500م فوق سطح البحر، وقطاع تهامة السهلي الذي يمتد على ساحل البحر الأحمر. كما يمكن تقسيم تضاريس المنطقة إلى خمسة أقسام: السراة الشمالية، والسراة، والانحدار، وتهامة العليا, وتهامة السفلى  

 

1 - النشاط التعديني:

 

قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بجهود كبيرة في مجال استكشاف المصادر الطبيعية للمعادن والصخور الصناعية في كل أنحاء المملكة، كما قامت بتوفير المعلومات وبيانات الجدوى الاقتصادية لإتاحة الفرص للقطاع الخاص لاستغلال الثروات المعدنية وتشجيعه على الاستثمار في الصناعات التعدينية، وأقامت الوكالة ندوة فرص الاستثمار التعديني بمنطقة الباحة في عام 1418هـ/1997م. وقد أثمرت هذه الجهود عن اكتشاف عدد من المكامن والموجودات المعدنية في منطقة الباحة من الممكن أن تكون أساسًا للصناعات التعدينية الأساسية والثانوية المكملة في المستقبل. ومن تلك المواقع وادي بيدة الذي يتوافر فيه معدن الذهب ومعادن مصاحبة أخرى كالفضة والنحاس والخارصين. وتوضح الخريطة السابقة أهم المعادن المكتشفة في منطقة الباحة.

 

وقد تم إصدار صكوك تعدينية للاستفادة من تلك المعادن والخامات ومواقع مواد البناء حتى عام 1420هـ/1999م، تتمثل برخصة كشف واحدة وامتياز تعديني واحد وأحد عشر مواد بناء.

 

2 - الخامات المعدنية المهمة:  

 

تتميز المنطقة بوجود عددٍ من الحفريات القديمة التي تدل على أعمال تنقيب وتعدين سابقة منذ فترات زمنية قديمة, وقد كانت المنطقة محط أنظار الوكالة (الهيئة العامة للسياحة والآثار حاليًا) وجرى فيها عمل عدد من المسوحات الجيولوجية المختلفة على مدى السنوات الماضية, وقد غطيت بخرائط جيولوجية وجغرافية وجيوفيزيائية بمقاييس رسم مختلفة, وقد دلت أعمال التنقيب التي قامت بها الوكالة على وجود مؤشرات جيدة حول توافر عدد من الخامات المعدنية والمعادن الصناعية.

 

3 - أهم رواسب الخامات المعدنية (المعادن الفلزية):

 

أ) الذهب:

 

1) مكمن عقيق غامد: 

 

يقع المكمن عند حافة صخور التونليت القديم على بعد 45كم شمال شرق مدينة الباحة. ويتضمن الموقع خنادق وحُفرًا قديمة على امتداد عروق المرو الحاملة للذهب في صخر التونليت. وقد أمكن معرفة أربع مراحل من عروق المرو، واتضح أن المرحلة الرابعة هي الأكثر أهمية من حيث الحجم والإمكانات الاقتصادية لكونها المرحلة الأساسية الحاملة للذهب. وهذه العروق شبه قائمة ويصل أقصى عرضها إلى المترين ويصل طولها على السطح إلى 90م. نتيجة لاستغلال عروق المرو القريبة من السطح ولعدم القيام بحفر استكشافي, فمن المحتمل أن درجة الذهب في هذه العروق تصل إلى 3 جرامات/طن.

 

2) مكمن جدمة:

 

كان يُعدّ هذا المكمن سابقًا مكمنًا لمعادن الأساس، ثم تبين بعد دراسات لاحقة أن التمعدن الكبريتي في نطاق الأكسدة قد أثري بالذهب. وقدرت المصادر المعدنية في المكمن بنحو 0.3 مليون طن تحوي 5.5جرام/طن من الذهب ويصل ذلك إلى عمق 60م.

 

ب) معادن الأساس:

 

1) مكمن ريذان (نحاس):

 

يقع على دائرة عرض 24 20 شمالاً وخط طول 24 41 شرقًا في حزام وادي بيدة الرسوبي البركاني ويبعد 70كم شمال الباحة، ويشتمل المكمن على ثلاثة موجودات للنحاس في مساحة 1.5كم  . وقد أشارت نتائج الحفر إلى احتمال وجود مخزون تقريبي قدر بنحو 1.3 مليون طن تصل درجة التركيز إلى 2.88% نحاس، أما قيم الذهب فمحدودة.

 

2) مكمن جدمة (النحاس):

 

ويقدر الاحتياطي فيه بنحو 1.2 مليون طن من الخام تحوي نحو 2.1% نحاس و 1.6% زنك.

 

3) مكمن عبلة (قصدير):

 

دلت المؤشرات الجيوكيميائية على وجود قصدير في صخور الجرانيت التابعة للجسم الجوفي لشواص بالقرب من عبلة.

 

ج) المعادن الصناعية (اللافلزية):

 

يطلق مصطلح المعادن الصناعية على مجموعة المعادن اللافلزية ذات الجدوى الاقتصادية لمختلف الصناعات ومن ضمنها صناعات مواد البناء.

 

1) معدن البارايت:

 

يوجد في هيئة عروق في منطقة العقيق، كما يوجد فيها على شكل صلب بلون أبيض مصاحب للفلورايت والسفاليرايت عند تقاطع العروق. وجميع مواقع الراسب لها أهمية اقتصادية محدودة وأكبرها شمال المحجر القديم حيث دلت الدراسات على وجود 4 آلاف طن من البارايت وتحتوي كتلة الخام نحو 70% بارايت و 30% فلورايت.

 

2) معدن الفلدسبار:

 

يوجد نقع في منطقة عبلة حيث يوجد التمعدن على بيجمانيت يتداخل مع معقد تونليت والبوز السطحي للبيجمانيت في منطقة تبلغ 50 ألف متر مربع، وقدرت المصادر المعدنية بنحو عدة آلاف من الأطنان، ويدخل الفلدسبار في عدد من الصناعات ومن أهمها الزجاج والسيراميك ومواد الكشط (الجلخ).

 

3) معدن الفلورايت:

 

يوجد نقع في منطقة عبلة، وهو تمعدن أنبوب من البريشيا يقطع نطاق البيجمانيت والديوريت هو الصخر المحيط ويبلغ قطر الأنبوب (الأسطوانة)   20م، ويصل عمق الفلورايت إلى 50م، وقدرت المصادر المعدنية بنحو 30 ألف طن. أما مكمن العقيق فيوجد به هذا المعدن على شكل عروق تقدر بنحو 7 آلاف طن بنسبة 13%. ويدخل الفلورايت في عدد من الصناعات ومن أهمها صناعة حمض الهيدروفلوريك والسيراميك وسبك المعادن.

 

4) أحجار الزينة (الرخام - الجرانيت):

 

أثبتت الدراسات التي قامت بها وكالة الوزارة أن هناك ما لا يقل عن 100 مكمن من صخور الجرانيت والرخام وتوجد بكميات كبيرة وبمواصفات فنية ومظهر سطحي جذاب يؤهلها للاستغلال التجاري. ولقد تم مسح عدد من المواقع في منطقة الباحة وتشير نتائج المسح إلى أن الجرانيت هو أكثر أحجار الزينة شيوعًا في المنطقة، حيث يظهر بأشكال متعددة منها الزهري الفاتح والرمادي المائل إلى السواد والأبيض الرمادي. وتعد جميع مواقع أحجار الزينة المدروسة بالمنطقة - كما يوضح (جدول 27) - مناسبة للاستغلال وذلك لتوافرها بكميات اقتصادية ولسهولة الوصول إليها بطرق صحراوية ممهدة، وتقدر الموارد في المواقع المدروسة بعدة ملايين من الأمتار المكعبة.

 

د) الجهات ذات العلاقة:

 

1) وكالة وزارة البترول للثروة المعدنية:

 

وهي الجهة الوحيدة المختصة بالإشراف على نظام التعدين وعلى تنفيذه، وعلى متابعة النشاط التعديني في كل أرجاء المملكة. ومن ذلك أنها تقوم بتحديد المناطق وحجزها للأنشطة التعدينية بغرض استغلال الخامات المعدنية فيها، والمحافظة على البيئة والحياة الفطرية والآثار التاريخية والمناطق السياحية، والمحافظة على هذه المناطق من التعديات وسوء الاستغلال ولحفظ أموال المستثمرين. كما تصدر الوكالة رخص الكشف عن المعادن وتراخيص المناجم الصغيرة لاستغلال معادن بعينها، وأذونات لاستخراج مواد البناء، انظر (الجدولين 28 ، 29 )

 

وللوكالة مبنى متكامل بمدينة جدة على مساحة 24 ألف متر مربع ويتسع لأكثر من 400 موظف مع قاعة محاضرات واجتماعات مجهزة بأحدث التجهيزات تتسع لمئة وعشرين شخصًا، ومساحات خضراء ومكتب لوزير البترول والثروة المعدنية، وقاعات مخصصة للحاسب الآلي وقسم الرسم ومن أهم التجهيزات بالمبنى: المعرض الدائم والمكتبة ومركز الوثائق ومكتب خدمة المستثمرين. وللوكالة عدة إصدارات، كما تقيم ندوات لتشجيع النشاط الاستثماري في مجال التعدين  . 

 

2) هيئة المساحة الجيولوجية السعودية:

 

أنشئت في عام 1420هـ/1999م، وترتبط بوزارة البترول والثروة المعدنية وتعمل على تحقيق أهداف القطاع الجيولوجي والتعديني بالمملكة.

 

إن الدور الرئيس للهيئة هو القيام - بنفسها أو بوساطة غيرها في إقليم المملكة وفي منطقتها الاقتصادية الخالصة وجرفها القاري - بجميع أعمال المسح والتنقيب عن المعادن وتنمية تلك الأعمال وتطويرها، وتوفير المعلومات الكافية عن الرواسب المعدنية، وإجراء البحوث والدراسات ذات الصلة بعلوم الأرض.

 

3) شركة التعدين العربية السعودية (معادن):

 

تعد هذه الشركة إحدى الركائز الثلاث للتنمية الصناعية بالمملكة. وقد أنشئت الشركة في عام 1417هـ/1996م في مدينة الرياض، وهي شركة مساهمة مملوكة للدولة بالكامل، برأس مال قدره أربعة آلاف مليون ريال سعودي، وتعد إحدى الشركات السعودية الرئيسة لتنمية قطاعات التعدين في كل مناطق المملكة. وتقوم الشركة بممارسة مختلف أوجه النشاط التعديني التي تتعلق بكل مراحل صناعة التعدين والصناعات ذات العلاقة على أساس تجاري وبقصد الربح. حصلت الشركة على رخص استكشاف لخام الذهب في عدد من المناطق, التابعة لمنطقة الباحة منها وادي بيدة