تعد جراحة تثبيت المفصل Joint Fusion Surgery عملية جراحية يتم فيها توصيل العظام التي تشترك في نفس المفصل لتصبح في النهاية كعظمة واحدة وذلك للحد من آلام الناتجة عن التهاب المفاصل، بالإضافة إلى أنَّ هذه العملية تجعل المفصل أكثر قوة وثبات وبالتالي يعزز ذلك من قدرته على تحمل الوزن، كما أنَّه يتم إجراءها بسبب عدم القدرة على استبدال المفصل مثل مفصل الكاحل وبالتالي يتم إصلاحه بواسطة جراحة تثبيت المفصل، وفي دراسات تبين مدى أهمية ونجاح هذه العملية الجراحية من نواحي عديدة، فتصل نسبة تحسن المفاصل التي تم إجراء عملية جراحية لها إلى 90%، كما أنَّ الألم الناتج عن المفاصل ينخفض لمدة طويلة جدًا تصل إلى 12 عام، تحسين نوعية الحياة للمرضى الذين تم إجراء العملية الجراحية لهم كما أنَّها أقل مضاعفات وتكلفة من عمليات جراحية أخرى، وسيتم توجيه المقال للحديث عن أسباب إجراء جراحة تثبيت المفصل، كيفية إجراءها، النتائج المنتظرة منها، مخاطرها، كيفية الاستعداد لها.
الهدف الأساسي من إجراء عملية تثبيت المفصل هي السماح للعظم بالنمو من خلال المفصل بالإضافة إلى دعم المفصل ووضعه بشكل ثابت، وهذا يُسهم في تخفيف ألم المفصل بشكل كبير، حيث يمكن إجراء هذه العملية في مناطق المفاصل المختلفة، كمفصل الكاحل، العمود الفقري، المعصمين، الأصابع، الأقدام بالإضافة إلى إبهام اليدين، ومن الأسباب الأخرى التي تتطلب إجراء جراحة تثبيت المفصل هي التهاب المفاصل أو أعراض مشاكل الظهر مثل داء القرص التنكسي أو الجنف، كما أنَّ هذه العملية تستغرق وقت طويل للشفاء، فعلى الرغم من إيجابيات إجراء العملية وقدرتها على التخفيف من الألم في حالات عديدة، إلّا أنَّها قد لا تكون مناسبة لجميع الأشخاص خاصة الذين يعانون من بعض الحالات المرضية، وتشمل هذه الحالات ما يأتي:
تختلف عملية تثبيت المفصل وفقًا لعدة عوامل وهذا يحدد المدة التي يقضيها المريض في المستشفى بعد إجراء العملية الجراحية، وغالبًا ما يتم الخروج من المستشفى أو العيادة الخاصة في اليوم نفسه، وتشمل خطوات إجراء جراحة تثبيت المفصل ما يأتي:
يتم الكشف عن وجود أي أخطاء أثناء إجراء العملية بواسطة تصوير المنطقة بالأشعة السينية، كما أنَّ بعض الجراحات مثل جراحة أوسط القدم قد تتطلب لنجاحها إزالة جميع الغضاريف -الأنسجة- على المفصل ليتم زيادة فرصة تثبيت واستقرار العظام التي سيتم دمجها.
يمكن تقييم نتائج العملية أو الكشف عن وجود خلل في المفصل يستدعي إجراء عملية تبيث للمفصل عن طريق تصوير المنطقة المعالجة بالأشعة السينية، ,بعد إجراء عملية تثبيت المفصل من المهم جدًا الالتزام في رفع القدم في حال كانت الجراحة في تلك المنطقة، وذلك للحد من التورم، وبشكل عام فقد يتم إجراء بعض التغيرات لتعزيز العملية الجراحية والحد من الألم بالإضافة إلى زيادة سرعة الشفاء، وتشمل هذه الإجراءات ما يHjي:
يرافق العمليات الجراحية عادةً عدة مضاعفات تختلف وفقًا لنوع العملية الجراحية وخطورتها، إلّا أنَ عملية إجراء جراحة تثبيت المفصل نادرة المضاعفات، كما أنَّ تلك المضاعفات تزداد بعوامل عدة، منها؛ التدخين، وعند الأطباء تٌعرف هذه الحالة بداء المفصل الكاذب، بالإضافة إلى تناول الكحول، وبعض الحالات المرضية مثل السكري، والسمنة بالإضافة إلى بعض الأدوية، وتختلف المضاعفات أحيانًا وفقًا للحالة، فعلى سبيل المثال جراحة تثبيت مفصل الرسغ ينتج عنها ألم في الصفائح والتصاقات الأوتار الباسطة وتشمل المخاطر المترتبة على إجراء عملية تثبيت المفصل ما يأتي:
إنَّ خيار إجراء عملية تثبيت المفصل توضع عادةً آخر الخيارات، وذلك اعتمادًا على مدى الاستجابة للعلاجات الأخرى مثل الأدوية أو العلاج الطبيعي أو أنواع من الأحذية أو بعض الحقن، وفي حال تم اختيار إجراء عملية تثبيت المفصل، فإنَّ بعض الإجراءات يجب اتباعها قبل إجراء العملية للبقاء في الجانب الآمن، وتشمل خطوات الاستعداد لهذه العملية ما يأتي:
بعد الانتهاء من إجراء العملية سيشعر المريض بألم مستمر لمدة 2 إلى 5 ساعات في موضع العملية الجراحية، وهذا الألم لن يكون موجود أثناء إجراء العملية الجراحية، ويتم السيطرة عليه عن طريق بعض الأدوية وبالتالي يضطر المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة يومين أو أكثر وذلك وفقًا للمضاعفات التي تنتج عن هذه العملية، كما يقوم مقدمو الرعاية الصحية في توفير بيئة مناسبة للمريض للحد من انتقال أي عدوى إليه، وذلك عن طريق المحافظة على نظافة أيديهم، ارتداء القفازات والأقنعة بالإضافة إلى المحافظة على غطية شقوق الجرح، أمّا بالنسبة للمريض فيقوم بارتداء القفازات أو الأقنعة بالإضافة إلى عدم السماح للآخرين بلمس شقوق الجرح، كما يحتاج بعض الأشخاص الذين تم إجراء عملية تثبيت المفصل في أقدامهم إلى أحذية خاصة تناسبهم ولا تسبب لهم الألم أو أي مضاعفات.
كما أنَّ فترة التعافي من عملية تثبيت المفصل قد تكون طويلة تقريبًا وتحتاج عادةً إلى 12 أسبوع، وفي بعض الأحيان قد تطول فترة التعافي أكثر وذلك اعتمادًا على نوع الجراحة، فقد يستغرق التعافي الكامل والتام تقريبًا ستة شهور إلى سنة، حيث تطول فترة التعافي لأنَّه يتم ارتداء الجبيرة في أول 12 أسبوع من إجراء العملية الجراحية، وفي الست أسابيع الأولى يجب تجنب أي أوزان ثقيلة، ويبدأ تحمل الأوزان بشكل جزئي وليس كاملًا في الستة أسابيع الثانية، ومن ثمَّ يمكن حمل الأوزان بشكل كامل، حيث يبدأ الجسم في الثلاثة إلى ستة أشهر في بناء الجسم والتنقل والحركة بشكل أسهل، حيث يبدأ الجسم في استعادة قوته، لحين التعافي بشكل كامل.