مرض التوحد من الأمراض المنتشرة بكثرةٍ بين الأطفال، حيث أظهرت الإحصائيات بأنّ طفل واحد من بين كلّ ست وثمانين طفلاً يتم تشخيصهم بهذا المرض، وعلى الرغم من زيادة الوعي وزيادة الدراسات المخبرية والسريرية عن هذا المرض إلّا أنّه لا يمكن تشخيصه من قبل طبيب مختص عند الأطفال الرضع أو الأطفال الأصغر من عمر السنتين، ولكن توجد بعض العلامات التي يمكن أن يستدل الأهل من خلالها إلى احتمالية إصابة طفلهم الرضيع بمرض التوحد، وفي هذا المقال سنذكر أهم هذه العلامات.
إن لم يبستم الطفل الرضيع عندما يحمله أحد والديه أو عندما يحضنه شخصٌ مقرب منه، أو إن لم يبتسم وحده عندما يكون في مزاج جيد خصوصاً بعد انقضاء ستة أشهر من عمره قد يكون ذلك دليلاً على إصابته بالتوحد، لأنّ الطبيعي هو أن يبتسم أو أن يبدي الطفل الأكبر من عمر الستة أشهر تعبيرات تدلّ على فرحه.
من الطبيعي أن يقلد الطفل الأكبر من عمر التسعة أشهر تعابير وأصوات وحركات الآخرين، وقلة قيامه بهذه التعابير مثل: الضحك، وتغيير تعابير الوجه، وهز اليدين عند توديع أحدهم قد يكون علامةً مبكرة من علامات إصابته بهذا المرض.
إنّ تأخر الطفل عن المكاغاة وتحدثه بلغة الأطفال لأكثر من عمر السنة فقد يكون ذلك إنذاراً بإصابته بالتوحد، لأنّ الطفل البالغ من العمر السنة أو أقل بشهر يجب أن يصل إلى مرحلة متقدمة من التخاطب، إمّا بلغة الأطفال أو بكلمات بسيطة، مثل: حليب أو طعام، أو ألفاظ أخرى.
إن لم يستجب الطفل لنداء شخص ما لاسمه على الإطلاق أو إن تكررت عدم الاستجابة مرات عديدة فقد يكون ذلك إنذاراً كذلك، لأنّ الطفل البالغ من العمر ما بين الست إلى الاثني عشر شهراً يجب أن يعرف اسمه ويستجيب له، وعادةً ما يربط الأهل عدم الإستجابة بضعف السمع عند الطفل من دون دراية بأنّ هذه العلامة قد تكون مرتبطةً بالتوحد.
إن كانت مرات قيام الطفل بالتخاطب بالأعين والنظر إلى عيني الشخص الذي أمامه أو الذي يتحدث معه نادرةً أو إنّ ندرة مرات نظره إلى شيءٍ أو غرض معين ما فقد يكون من علامات التوحد، لأنّ التخاطب بالأعين نوعٌ من أنواع التواصل الاجتماعي.
من الطبيعي أن يقوم الطفل بأصوات للفت انتباه والديه، ومن الطبيعي كذلك أن يرغب على الدوام بأن تحمله أمه وتنتبه له، وندرة الرغبة بلفت انتباه شخصٍ مقرب من الطفل قد تكون دليلاً على احتمالية إصابته بصعوبات اجتماعية وصعوبات في التواصل مع الآخرين والذي يعد من صور التوحد.