تُعرف عملية دمج الفقرات Spinal fusion surgery ويتم إجراؤها لأكثر من قرن بالرغم من نتائجها المتفاوتة بين المرضى، وتتعدّد الأسباب المحتملة وراء القيام بهذه العملية، فأتناء عملية دمج الفقرات قد يم قطع بعض أجزاء العمود الفقري التي تعاني من الخلل وتثبيت العمود الفقري باستخدام أدوات مثل: ألواح التّثبيت بين الأجسام والفواصل، والمسامير اللولبية، وتشمل العناصر المهمة والأساسية لتكوين العظم الشوكي من الخلايا التي تبني العظام وتشكّلها، المواد التي توصل العظام بين بعضها البعض، وعوامل نموّ العظم، إذ أن العظام تحتوي في طبيعة الحال عن العناصر الأساسية الثلاثة لنموّها، وتبقى عملية دمج الفقرات من الإجراءات الإنقاذية، فهو يقلّل من حركةالعمود الفقري ويزيد من الإجهاد، وتُعرف عملية دمج الفقرات بالعديد من الأسماء مثل: عملية إيثاق المفصل، عملية دمج الفقرات الأمامي، عملية دمج الفقرات الخلفي، عمليّة دمج ما بين الفقرات، وفي هذا المقال سيتم التعرّف أكثر على معلومات تخصّ عمليّة دمج الفقرات.
تهدف عملية دمج الفقرات في ربط فقرتين أو أكثر في العمود الفقري بشكل دائم لتحسين وتعزيز ثباتهما، وتصحيح أي تشوّه حاصل والتقليل من الألم المرافق للمشكلة، فقد يوصى بإجراء هذه العملية لعلاج بعض الحالات التي تتمثّل في الآتي:
ومن الجدير بالذّكر أن هذه العملية قد تقلّل من مرونة العمود الفقري إلّا أنها مفيدة لعلاج الاضطرابات والمشاكل التي يعاني منها والتي تجعل حركته مؤلمة، ويوجد أسباب أخرى لعمليّة دمج الفقرات:
لذا من الممكن أن يتضمّن عملية دمج فقرات العمود الفقري استئصال القرص التّالف منه، فعند إزالة القرص يتم إدخال شيء يحافظ على مساحة القرص الفارغ للمحافظة على الارتفاع بدقّة بين الفقرات، وعند إجراء عملية استئصال القرص مع دمج الفقرات فتُسمى العملية الكليّة بعملية دمج الفقرات العنقية، فبدلًا من إزالة الفقرة بأكملها يتم إزالة قرص أو نتوءات العظام من العمود الفقري في منطقة الرقبة، إذ أنّ هناك سبع فقرات في منطقة العنق تنفصل عن بعضها بالأقراص الموجودة بين الفقرات في العمود الفقري العنقي.
تُجرى هذا النوع من العمليّات في المستشفى جراحيًا، ويخدّر المريض تخدير عام لذا لن يكون واعيًا ولن يشعر بألم أثناء العملية، أثناء استلقاء المريض توضع كفّة ضغط الدّم على الذراع وجهاز تخطيط القلب على الصّدر، ممّا يسمح للطبيب وطبيب التخدير مراقبة ضغط الدّم ونبضات القلب، وقد تستغرق هذه العملية عدّة ساعات، من الممكن أن تكون رقعة العظام المستخدمة عظم صناعي أو من ذات الشخص، حيث يقوم الطبيب بتحضير رقعة العظام التي سيتم دمج الفقرتين من خلالها، لكن إذا كانت الرّقعة من عظم الشّخص نفسه قيعمل الجرّاج شق فوق عظم الحوض وإزالة جزء منه، أمّا في حال كانت العملية للفقرات العنقية فيقوم الطبيب بعمل شق بالمنطقة الأمامية من الرّقبة وأخذ الرّقعة ووضعها بين الفقرات المُصابة، وعند وضع رقعة العظم في مكانها الصحيح يتم استخدام القضبان، الألواح، والبراغي أو المسامير لمنع حركة العمود الفقري ما يُعرف بالتّثبيت الدّاخلي، ويوجد تثبيت إضافي للشفاء بشكل أسرع ولنجاح العملية بنسبة أعلى.
بعد انقضاء الجراحة بنجاح يبقى المرضى المراهقين في المستشفى لأيام قليلة حتّى شفائهم من العملية والتحرّك بشكل طبيعي، وعند الذّهاب للمنزل قد تسمح الفرصة للقيام بالأعمال اليومية التي تشمل، ركوب السلّم، ارتداء الملابس، أو الاستحمام، لكن المرضى المصابين بحالات خطيرة مثل الجنف الشديد يحتاجون إقامة في المستشفى لفترة أطول من غيرهم، ومراقبة الطّاقم المشرف على المضاعفات والآثار الجانبية مثل؛ الإمساك، الالتهاب الرئوي، عدم القدرة على تناول الطعام، وتُصرف الأدوية مع وصفات طبية للمراهقين حتى تقلّل من الألم وتشنّجات العضلات لديهم، ومع مرور الوقت يقلّ عدد هذه الأدوية والتحويل لأدوية الأيبوبروفين والأسيتامينوفين، بالعادة تستغرق الفترة التّعافي من أربعة إلى ستة أسابيع للقيام بالأنشطة اليومية وقد تستغرق عند البعض وقتًا أكثر، ومن المهم معرفة أن عملية دمج الفقرات قد تقلّل الحركة وتقيّدها، لكن هذه القيود تكون بسيطة، ويوجد خطر بعد الإجراء وهو مرض الجزء المجاور أي أن نقص الحركة يعمل على الضّغط على الفقرات الأخرى الموجودة أعلى وأسفل الفقرة التي تمّ علاجها، ممّا يؤدي لظهور أعراض متكرّرة في مكان آخر ولسبب آخر، لذا أشارت الدراسات أن 25 في المائة من المرضى الذين أجروا جراحة دمج الفقرات يخضعون إلى عملية أخرى مثلها بعد مرور 10 إلى 20 سنة، وكما يقول الدكتور سافاج أن الأشخاص الذين خضعوا لعملية دمج الفقرات كانت بسبب عدم استقرارها لكن تخفيف الضغط يُعالج حسب الأعراض العصبيّة.
وكما هي الحال مع أيّ عملية جراحية فيوجد مضاعفات ومخاطر تتعلّق بعمليّة دمج الفقرات، فمن اللّازم مناقشة جميع المنافع والمخاطر قبل إجراء العملية، مع وجود حلول تُساعد في تجنّب المخاطر التي تحفّ العملية، ومن بين هذه المخاطر ما يلي:
ومن الضروري تتبّع هذه المضاعفات ومعرفة ما يحدث قبلها من علامات تحذيرية، فالعلامات التحذيرية قبلالجلطة الدموية تتضمّن: ألم قي السّاق، تورّم في الساق، أو القدم، أو الكاحل، ملاحظة احمرار يمتد فوق الرّكبة أو تحتها، وكما تمّ ذكره بأنه من الممكن انتقال الجلطة من خلال مجرى الدم إلى الرئتين، قد يعاني حينها المريض من ضيق في التنفّس، سعال، أو ألم في الصّدر، أمّا بالنسبة للتعلامات التحذيرية من وجود عدوى بعد العملية فتكون عبارة عن قشعريرة، ألم، احمرار وتورّم حول الجرح، خروج دم من الجرح، وارتفاع درجة حرارة.
بعد ذكر مخاطر إجراء عملية دمج الفقرات يجب معرفة كيفية التجهيز والاستعداد للعملية، فمن أهم الخطوات التي يجب فعلها هي إخبار الطبيب عن الأدوية المتناولة أو المكمّلات الغذائية والعشبيّة المأخوذة دون وصفة طبية، أمّا فيما يخصّ الاستعداد للأيام السّابقة للجراحة فهذه التعليمات المطلوبة: