كم عدد الخلايا في جسم الانسان ؟ تأتي خلايا جسم الإنسان بجميع الأشكال والأحجام، وهذه الخلايا هي الوحدة الأساسية في بناء الكائنات الحية، وتكون الأنسجة التي بدورها تشكل الأعضاء، والأعضاء التي تشكل أجهزة الجسم، وتعمل أجهزة الجسم معًا لتكوين كائن حي وإبقائه على قيد الحياة.
تعد الخلايا اللبنات الأساسية في جسم الإنسان، وجسم الرجل العادي فيه حواليّ 30 إلى 40 تريليون خلية وهذا من ناحية مجملة. لكن في الحقيقة العلماء لا يعرفون العدد الدقيق لخلايا الانسان بعد، حتى أن ذلك الأمر يعتمد على ما إن كنت تقوم بحساب البكتيريا الموجودة في الجسم أم لا.
وغالبية الخلايا في أجسامنا هي خلايا الدم الحمراء، وعلى الرغم من أنها تشكل ما يزيد عن 80 في المائة من عدد الخلايا أجسامنا، إلا أنها تشكل 4 في المائة من إجمالي كتلة الجسم تقريبًا؛ حيث أن قياس خلايا الدم الحمراء في المتوسط 8 ميكرومتر في القطر، وهذا القطر أصغر بعشر مرات من شعر الإنسان الطبيعي. ومن ناحية أخرى يبلغ متوسط حجم الخلية الدهنية 100 ميكرومتر، لكن على الرغم من أن الخلايا الدهنية تشكل 19 بالمائة تقريبًِا من كتلة الجسم، إلا أنها تساهم بأقل من 0.2 بالمائة من عدد الخلايا الكلي في جسم الإنسان
تنقسم الخلايا في خسم الإنسان إلى أنواع متعددة حسب عملها ومكان وجودها كالتالي:
هي الوحدة الأساسية للجهاز العصبي وهو يعمل على نقل المعلومات إلى جميع أنحاء الجسم، وتنقل الخلايا العصبية الإشارات على شكل إشارات كهربائية ونبضات عصبية ، حيث يتم إرسال الإشارات عبر الدماغ والحبل الشوكي والأعضاء، من أجل تحذيرك أو إخبارك بما يحدث في جسمك.
تنتشر الخلايا الغضروفية في جميع أنحاء الجسم، وتشكل نسيجًا ثابتًا ضروريًا لبنية الجسم، والغضروف نسيج صلب يوجد بين العظام، في الأذن والأنف، أو حتى بين فقرات الحبل الشوكي، ومن دون الغضروف لن يكون الكثير من الجسم مرنًا وقابلًا للانحناء.
تعد احدة من أقوى الخلايا في عظام الجسم، وترتبط بالكالسيوم والفوسفات.وتمنح هذه الخلايا الجسم القوة والدعم من خلال الهيكل العظمي وهناك أنواع مختلفة من الخلايا العظمية في الجسم مثل: ناقضات العظام، بانيات العظم، والخلايا العظمية. ولكل خلية دورًا مختلفًا في الجسم ومهمة محددة، حيث تساعد ناقضات العظم في ارتشاف العظام مثلًا، وتطلق الإنزيمات والأحماض من أجل المساعدة في عملية تكسير العظام، وتساعد بانيات العظم في تكوين عظام جديدة بإدارة تمعدن العظام، وتتشكل خلايا بانيات العظم من خلايا عظمية، ونتج هذه الخلايا نموًا على العظام استجابة للإجهاد وتساعد في الحفاظ على توازن الكالسيوم.
تشكل أنسجة عضلية ضرورية لحركات الجسم، وهناك أنواع مختلفة من أنسجة العضلات كأنسجة العضلات والهيكل العظمي وأنسجة عضلات القلب. وتمكنك الأنسجة العضلية الهيكلية من الحركة الإرادية من خلال الالتصاق بالعظام والأوتار وتدعم ألياف العضلات، وقد يصل طولها إلى 30 سم. كما تعد خلايا عضلة القلب من أهم الأنسجة العضلية في الجسم، حيث تنقبض هذه الخلايا لعمل تقلصات القلب. وهناك خلايا عضلية ملساء للتقلصات في أعضاء عديدة، وهي المسؤولة عن تقلصات المثانة والرئتين وأجزاء من الجسم مثل الجهاز الهضمي.
تنقل الأكسجين عبر الجسم، كما تحارب العدوى، ولها أنواع ومتعددة مثل خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. تؤدي كل خلية منها مهمة مختلفة؛ حيث تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين خلال الجسم، بينما تحارب خلايا الدم البيضاء الأمراض، تقوم الصفائح الدموية بتجلط الدم لمنع فقدان الدم الكثير.
تُعرف أيضًا باسم الخلايا الشحمية، وتحتوي على الدهون الثلاثية المستخدمة للطاقة. وعند تخزين الدهون تنتفخ الخلايا وتصبح مستديرة. وعندما يتم استخدام الدهون تتقلص الخلايا، ولهذه الخلايا أيضًا وظيفة الغدد الصماء؛ فهي تؤثر على هرمونات متعددة لعملية التمثيل الغذائي، والدافع الجنسي، وضغط الدم والتخثر، وإشارات الخلايا وغيرها.
يتكون الجلد من طبقات متعددة من خلايا الجلد بما فيه النسيج الظهاري والضام، مع طبقة تحت الجلد. وتتكون الطبقة الخارجية من أنواع مختلفة،وتشمل هذه الخلايا: الخلايا الكيراتينية، وخلايا ميركل، وخلايا لانجرهانز، والخلايا الصباغية. والخلايا الكيراتينية تنتج بروتينات الكيراتين التي تمنع الجسم من التعرض للسموم، وخلايا ميركل تمنحك القدرة على الشعور عندما تلمس عنصرًا ما، أما خلايا لانجرهانز فهي مستضدات للجلد، وتنتج الخلايا الميلانينية الميلانين مما يعطي بشرتك لونها.
وتسمى الأمشاج، وهي خلايا تناسلية تنتج في الأعضاء التناسلية عند لذكور والإناث. والخلايا الجنسية الذكرية هي الحيوانات المنوية، وتكون طويلة ومتحركة ولها امتداد مشابه للذيل، ويحتوي رأس الحيوان المنوي على الحمض النووي وهو مغطى بالإنزيمات التي تساعده على اختراق البويضات. أما الخلايا الجنسية الأنثوية، فهي البويضات وهي غير متحركة وكبيرة بالمقارنة مع الحيوانات المنوية، حيث يتم إنتاج البويضات في المراحل الجنينية أثناء الإخصاب، وتتحد البويضات والحيوانات المنوية لتكوين كائن جديد.
تنفرد هذه الخلايا بالجسم بأنها غير متخصصة، لكن يمكن أن تتطور إلى خلايا متخصصة، وبمجرد أن تصبح الجذعية متخصصة تعمل مع أعضاء وأنسجة معينة على إصلاح أو استبدال الأنسجة القديمة في الجسم، من خلال الانقسام والتكرار عدة مرات، وهناك أنواع من الخلايا الجذعية؛ الجنينية والبالغة.
تعمل بعض خلايا جسم الإنسان كخلايا فردية دون أن ترتبط مع غيرها، فخلايا الدم الحمراء مثلاً مهمتها الأساسية هي نقل الأكسجين إلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم، لذلك ينبغي أن تكون قادرة على الحركة بحرية خلال الجهاز الدوري، ومن ناحية أخرى ، تعمل العديد من الخلايا مع خلايا أخرى مماثلة كجزء من نسيج واحد، فهي ترتبط ببعضها البعض ولا تتحرك بحرية، ومن الأمثلة على ذلك؛ ربط الخلايا الظهارية المبطنة للجهاز التنفسي مع بعضها البعض حتى تشكل سطح متين يحمي الجهاز التنفسي من الجزيئات والمخاطر الصادرة من الهواء.
ويمكن أن تنقسم الكثير من الخلايا بسهولة لتشكيل خلايا جديدة، حيث تموت خلايا الجلد بشكل مستمر ويتم التخلص منها واستبدالها بخلايا جلد جديدة، كما يمكن أن تنقسم خلايا العظام من أجل تكوين عظامًا جديدة للنمو أو الإصلاح. وعلى النقيض لا يمكن لبعض الخلايا الأخرى مثل خلايا عصبية معينة، أن تنقسم لتكوين خلايا جديدة إلا ضمن ظروف استثنائية. وهذا هو السبب في أن إصابات الجهاز العصبي مثل قطع الحبل الشوكي لا يمكنها الإلتئام بشكل عام من خلال إنتاج خلايا جديدة، وهذا يؤدي إلى فقدان دائم للوظيفة.
ذكرنا فيما سبق كم عدد الخلايا في جسم الانسان العادي، كما بينّا كيف تتكامل هذه الخلايا مع بعضها البعض لتؤدي وظيفتها الأساسية وهي الحفاظ على جسم الإنسان وحمايته من الأمراض، وتوجد الخلايا بأنواع متعددة.