يختلف كلٌّ من المذي والمني في صفاتهما عن بعضهما، فالمني يخرج من الإنسان عند الشهوة، ويعقب خروجه فتورٌ في الجسم، ويكون لونه أبيض فيه شيءٌ من الاصفرار، ولا يكون رقيقاً بل ثخيناً، كما أنّه يخرج من الإنسان دفقاً وفي دفعاتٍ، وله رائحةٌ تشبه طلع النخل أو العجين، أمّا إذا يبس فإنّ رائحته تصبح كرائحة بياض البيض عندما يجف، وأيّ واحدةٍ من هذه الصفات وجدت فيما ينزل من الإنسان تكفي في عدّه منياً، أمّا المذي؛ فهو رقيقٌ على خلاف المني، ويكون شفافاً بلا لون، وليس أبيض كحال المني، كما أنّه يكون لزجاً، ويخرج من الإنسان بالمداعبة، أو تذكّر الجِماع، والرغبة فيه، ويخرج على شكل قطراتٍ وليس دفقاً كالمني، بالإضافة إلى أن الإنسان قد لا يحسّ به عند خروجه.
يعدّ المني طاهراً على الراجح من أقوال العلماء، وهو يوجب على الإنسان غسل الجنابة، سواءً أخرج منه في حال اليقظة بالجماع أو غيره، أو في حال النوم والاحتلام، ولو أصاب ثوب الإنسان فلا ينجّسه، ولا بأس بأن يصلّي المسلم في ذلك الثوب، وإنّما يُستحب فركه، فإن لم يفركه فلا حرج عليه أيضاً، أمّا المذي فهو نجسٍ، وخروجه يبطل طهارة المسلم، لذلك فهو يُوجب الوضوء دون الحاجة إلى الاغتسال منه، وإذا أصاب الثوب فيُجزىء فيه نضح الثوب بشيءٍ من الماء، ورشه عليه دون الحاجة إلى غسله، لحصول المشقّة في ذلك.
يوجب خروج المني الاغتسال، ويكون الغُسل بإحدى صفتين؛ إمّا صفة الإجزاء، وإمّا صفة الكمال، فأمّا صفة الإجزاء فتكون بتعميم الماء الطهور على البدن مع نيّة الغسل، وأمّا نيّة الكمال فتكون بالاغتسال وفق الطريقة التي وردت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث ينوي المرء فيها الغسل، ثمّ يسمي الله، ثمّ يغسل يديه بالماء ثلاثاً، ويغسل ما به من أذىً، ثمّ يتوضأ ويصبّ على رأسه الماء ثلاث مراتٍ حتى يتأكد من وصوله إلى أصول الشعر، وبعدها يفيض الماء على سائر جسده بادئاً بشقه الأيمن ثمّ الأيسر، ويدلك بدنه أثناء ذلك بيده، ثمّ ينتقل من موضع غسله ويغسل قدميه.
موسوعة موضوع