يحرُم أكل الثعبان عند جمهور العلماء، وذلك لما فيه من ضررٍ، وبسبب نابه وما فيه من سُمٍّ، بل حرّم بعض العلماء الترياق الذي يُصنع منه، ويُعزى إلى الإمام مالك قوله في حِلّ لحم الثعبان، وهو -رحمه الله- من أكثر من توسّع في تحليل المطعومات إلّا أنّ ذلك لا يثبت عنه، وإن قال به بعض من ينتسب إلى مذهبه، والراجح في لحوم الثعابين أنّها حرامٌ، وقد أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقتلها، فكانت تُقتل وتُترك، ولو كانت حلالاً لكان تركها إضاعةً وإهداراً للمال، إلّا أنّ للشافعيّ قاعدةٌ تقضي بحُرمة أكل كُلّ ما يُؤمَر بقتله.
قال الإمام النووي -رحمه الله- إنّ حشرات الأرض المختلفة؛ كالعقارب والجعلان والفئران ونحوها حرامٌ في مذهبهم، وبذلك قال الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد وداود أيضاً، واحتجّ الشافعيّ -رحمه الله- والأصحاب لقولهم ذلك بقول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ)، وهذه الحشرات ممّا يستخبثه العرب عادةً.
أجمع أهل العلم على حِلّ وإباحة أكل الجراد، بل جاءت الرخصة الشرعيّة فيه بأكثر من ذلك، حيث يجوز أكله ميتاً ولو دون تذكيةٍ على قول جماهير أهل العلم، وهو القول الصحيح، كما صرّح أهل العلم بجواز قليه ميتاً ولو بدون إخراج ما في جوفه، ولا تحصل النجاسة للدهن به لأنّه طاهرٌ، وكره جمعٌ من العلماء أكله وابتلاعه حيّاً لما في ذلك من التعذيب، أمّا قليه أو شيّه حيّاً فاختلف العلماء في حكمه، حيث ذهب بعضهم إلى حرمته؛ لاشتماله على التعذيب، ولا يعذّب بالنار إلّا ربّ النار، وقال بعضهم بجوازه؛ لأنّه تعذيبٌ للحاجة، حيث إنّ انتظار موت الجراد قد يطول، واستدلوا ببعض الآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- تقضي بجواز ذلك.
موسوعة موضوع