يعرّف التوسّل في اصطلاح العلماء بأنّه ما يتقرب به العبد إلى الله -تعالى- من أداء العبادات والانتهاء عن المنهيات، كما يطلق التوسّل على الدعاء المتقرّب به إلى الله -تعالى- باسمٍ من أسمائه الحسنى، أو بصفةٍ من صفاته العليا، ويطلق أيضاً على التقرّب إلى الله -تعالى- باتّباع أنبيائه ورسله عليهم السلام.
إنّ مسائلة التوسّل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام، أو بذاته، أو بحقه من المسائل التي اختلف فيها العلماء، حيث ذهب أكثر العلماء إلى القول بالجواز، وهم: المالكية والشافعية والحنابلة، محتجين بعدّة أحاديث لم تصحّ وأخرى صحيحةً لكنّها لم تنصّ على جواز التوسّل المذكور، إضافةً إلى بعض العموم الوارد في القرآن الكريم، وذهب الفريق الآخر من العلماء إلى القول بعدم جواز التوسّل بالنبي أو جاهه أو ذاته، وحجّتهم عدم ورود نصٍ صحيحٍ صريحٍ يدل على الجواز، كما أنّ جاه النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يعدّ من عمل العبد، كما أنّه قد يكون وسيلة استغاثةٍ بغير الله تعالى، واعتقاد بنفعٍ أو ضرٍ من غير الله الذي قد يفضي إلى الشرك، إضافةً إلى أنّ التوسّل المذكور لم يرد عن النبي أو الصحابة أو التابعين.
يتفرّع التوسّل إلى الممنوع منه والمشروع، أمّا المشروع فيكون على ثلاثة أقسامٍ؛ الأول منها: التوسّل بأسماء الله -تعالى- وصفاته، والثاني: التوسّل بالأعمال الصالحة والثالث: التوسّل بدعاء العبد الصالح، والتوسّل الممنوع يكون على نوعين، الأول منهما: التوسّل البدعي، وهو التوسّل بذوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو بذوات الصالحين، ويعد من التوسّل الممنوع لأنّ التوسّل عبادةٌ لا يجوز فيها إحداث الأمور، فهي توقيفيةٌ، والنوع الثاني من التوسّل الممنوع: توجيه العبادات لغير الله تعالى، مثل: الدعاء والذبح والنذر.
موسوعة موضوع