يُعرّف تنميل الأرجل على أنّه الإحساس بالوخز والخدران في الأرجل، وفي الحقيقة قد يحدث هذا الشعور في أطراف الجسم المختلفة، حيث يمكن أن يكون عرضيّاً ناتجاً عن وجود ضغط على أعصاب الأرجل نتيجة وضعية معيّنة بالجلوس لفترة طويلة، أو قد يكون مرضيّاً ناتجاً عن عدد من الأسباب مثل التعرّض إلى الصدمات المباشرة التي تؤذي العصب، أو نتيجة الأمراض المزمنة كالسكّري.
أسباب تنميل الأرجل
يحدث التنميل في الغالب نتيجة إصابة الأعصاب الطرفيّة؛ إذ يندر حدوث التنميل نتيجة إصابة الجهاز العصبي المركزي، وكذلك فإنّ من النادر أن يكون سبب التنميل إحدى المشاكل الصحية الخطيرة كالجلطة الدماغية والأورام. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تنميل الأرجل ما يأتي:
التصلّب اللّويحي (بالإنجليزية : Multiple Sclerosis): يحدث هذا المرض نتيجة تدمير جهاز المناعة لغشاء الميالين (بالإنجليزية : Myelin) الذي يغطّي الألياف العصبية، ويتفاوت المرضى بظهور الأعراض وشدّتها وفقاً للعصب المصاب وعدد الأعصاب المصابة، فمن الممكن أن يعاني المريض من خدران بكلتا الرجلين أو إحداهما، بالإضافة إلى ما يمكن أن يُصاب به من التعب العام، وثقل اللسان، والدوخة. ومن الجدير بالذكر أن أغلب المصابين بالتصلب اللويحيّ يُعانون من فتراتٍ تشتدّ فيها الأعراض، وأخرى تختفي فيها.
الاعتلال العصبي الأيضي (بالإنجليزية: Metabolic Neuropathy): وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي الطرفي والتي ترتبط بمشاكل في عمليات الأيض مثل قصور الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وأمراض الكبد (بالإنجليزية : Liver diseases)، بالإضافة إلى مرض السكّري الذي يعتبر أشهر أمراض الاعتلال العصبي الأيضي، وتجدر الإشارة إلى أنّ تنميل الأرجل بسبب الاعتلال العصبي الأيضي يزداد سوءاً مع ساعات الليل.
ألم العضلات الليفية (بالإنجليزية: fibromyalgia): ويعرّف على أنّه اضطراب يصيب العضلات؛ حيث يعتبر من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى خدران القدم، فمن بين كل 4 مرضى نجد مريضاً يعاني من خدران في أطرافه السفلية عدا عن الأعراض الأخرى للمرض من إجهاد في العضلات، ومشاكل في الذاكرة والنوم.
نقص فيتامين ب12: تعدّ المنتجات الحيوانية كاللحوم، والأسماك، والبيض مصادر غنية بفيتامين ب12، حيث يعاني الأشخاص الذين يعتمدون على الخضراوات والمنتجات النباتية في نظامهم الغذائي من نقص في هذا الفيتامين، وإنّ نقص فيتامين ب12 يُسبّب مشاكل في الرؤية، واضطرابات في الجهاز الهضمي كالإسهال، والإمساك، بالإضافة إلى معاناة المريض من خدران الأرجل والذي بدوره يؤثّر في مشيته.
إصابة النخاع الشوكي: يمتدّ النخاع الشوكي من قاعدة الجمجمة (بالإنجليزية: Base of the skull) وحتى الحدّ السفلي للفقرة القطنية الأولى (بالإنجليزية: Lumbar 1 vertebra)، وتقسم الإصابة تبعاً لتفاوت القدرة على الإحساس والتحكم بالحركة إلى إصابةٍ كليّة أو جزئيّة، ومن أبرز الأعراض التي يشكو منها المريض فقدان الإحساس بالحرارة والبرودة، وخدران بالأطراف وتحديداً في أصابع القدم.
التهاب الأوعية الدموية (بالإنجليزية : Vasculitis): يعدّ أي تغيّر يحدث لجدران الأوعية الدموية من تضيّق أو ضعف سبباً مهمّاً في تقليل تدفقّ الدمّ لأعضاء الجسم المختلفة، والذي ينتج عنه تلف عضوٍ أو أكثر؛ مما يؤثّر في وظائف الجسم بشكل عام، حيث يعاني المرضى المصابون بالتهاب الأوعية الدموية من الصداع، والحمّى، عدا عن خدران الأطراف والتعب العام، وتختلف شدّة الأعراض اعتماداً على حدّة نقص تروية الدم للعضو المصاب.
السكتة الدماغية (بالإنجليزية : Stroke): تحدث السكتة الدماغية نتيجة نقص التروية لأحد أجزاء الدماغ، وإنّ هذا الأمر يؤثّر في كمية الغذاء والأكسجين اللازمة لحياته، وتعتبر من الحالات الطبيّة الطارئة والتي تستوجب نقل المريض إلى الطوارئ على الفورعند بداية حدوث أعراض السكتة الدماغية، ومن هذه الأعراض تلعثم الكلام، والصداع المفاجئ، بالإضافة إلى اختلال التوازن والمشي، وخدران في الأرجل، وتُعدّ السكتة الدماغية من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالامتناع عن التدخين، والابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، والانتظام بممارسة الرياضة.
مرض رينود (بالإنجليزية : Raynaud's disease): يحدث مرض رينود نتيجة تضيق الشرايين المُغذّية للجلد، مما يُسبّب ضعف التروية الدموية الواصلة للجلد، وبهذا تُصبح الأطراف وخاصة أصابع اليدين والقدمين أكثر عُرضةً للتنميل والبرد الشديد عند التعرض للتوتر أو درجات الحرارة المنخفضة. ومن أبرز الأعراض المصاحبة لمرض رينود خدران أصابع القدم، وتغيّر لون الجلد، وبرودة الأصابع، ويمكن الوقاية منه بالمحافظة على دفء الأطراف، وعدم التعرّض المباشر للبرد القارس.
تشخيص تنميل الأرجل
يعتمد الطبيب في تشخيص تنميل الأرجل على أخذ السيرة المرضية الكاملة من المريض؛ حيث يتمّ التطرق إلى الإصابات، والعدوى، والمطاعيم التي تعرّض لها المريض، بالإضافة إلى الأمراض التي يعاني منها، والأدوية التي يقوم بتناولها، ثم بعد ذلك يقوم الطبيب بالفحص السريري، وطلب مجموعة من الفحوصات إن لزم الأمر مثل فحص الدم، وفحص نسبة المعادن، بالإضافة إلى فحص هرمونات الغدّة الدرقية، وقد يقوم الطبيب بطلب بعض صور الأشعة مثل الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)، والصور الطبقية (بالإنجليزية: CT scan)، وصور الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) عند تعرّض المريض لأي إصابة في العمود الفقري.
علاج تنميل الأرجل
يختلف علاج تنميل الأرجل باختلاف المسبّب، فبالرغم من عدم وجود علاج للأسباب الوراثية، إلّا أنّه يمكنّنا التحكّم بالأسباب المكتسبة؛ فإذا كان سبب التنميل نقص الفيتامينات، فإنّه يُنصح باستخدام المكملات الغذائية لتعويض النقص، وعليه فإنّ أعراض التنميل تتحسن بشكل ملحوظ. أمّا إذا كان سبب التنميل تلف الأعصاب الناتج عن السكري؛ فإنّ مراقبة مستوى السكر في الدم والسيطرة عليه يُبطّئ سرعة التلف ويُحسّن أعراض التنميل. هذا ويُنصح المرضى عامة باتباع نظام غذائي سليم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والامتناع عن تناول الكحول والتدخين، وكذلك المحافظة على وزنٍ مثاليّ.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.