نال القرآن الكريم حظاً وافراً من بحث العلماء ودراستهم، واطّلاعهم في دقائق الأمور والحقائق فيه؛ وكلُّ تلك الدراسات الدقيقة ليست إلّا لحفظ القرآن الكريم أولاً، ثمّ لدراسته واستخلاص ما يُمكن استخلاصه من دلائل الإعجاز التي يحملها، وقد شمل الاطلاع في آيات القرآن الكريم النظر في بعض المترادفات أو المتضادات، وكان لمطابقتها أو لتناسب أعدادها دلائل وصل إليها العلماء، ومن ذلك أنّ لفظ الجنة قد ذُكر سبعاً وسبعين مرةً في القرآن
ذكر الله -تعالى- الجنة كثر من مرةٍ في القرآن الكريم، ثمّ زاد على ذلك بأن ذكر آياتٍ كثيرةٍ في القرآن في بيان نعيم الجنة وألوان السعادة والهناء والطعام والشراب فيها؛ وليس ذلك إلّا تفضُّلاً من الله -تعالى- لعباده بأن يجعل لهم حافزاً ودافعاً يعينهم للإقبال على الطاعات برغبةٍ، والانتهاء عن المحرّمات بقناعةٍ، وليسعون في اكتساب رضا الله -سبحانه-، ولذلك لم يكن الاقتصار على ذكر أنّ الجنة فيها ما لا عين رأت، بل إنّ النعيم مفصّلٌ، ومبيّنٌ تمامه في الآخرة، وذكر أنّ أهل الجنة ينالون ما يشاؤون من النعيم، وكلّما انقضى نعيماً ما أُحدث لهم نعيماً آخراً، أي أنّ نعيم الجنة لا ينفد