إن من علامات الساعة الصغرى، ظهور الخسف والمسخ والقذف. فعن عائشة رضي عنها؛ قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” يكون في آخر هذه الأمة خسفٌ ومسخٌ، قالت: قلتُ يارسول الله! أنهلك وفينا وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبيث” سنن الترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: بين يدي الساعة مسخٌ وقذف”. فقد جاء الخبر بأن الزنادقة والقدرية يقع عليهم المسخ والقذف.
والمسخُ يكون حقيقياً، ويكون معنوياً: فقد فسرَ الحافظ ابن كثير رحمه الله المسخ في قوله تعالى:”وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ” البقرة:65. بأنه مسخٌ حقيقيٌ، وليس مسخاً معنوياً فقط، وهذا القول هو الراجح، و ما ذهب إليه ابن عباس وغيره من أئمة التفسير.
وإذا كان المسخ معنوياً؛ فإن كثيراً من المستحلّين للمعاصي قد مُسخت قلوبهم، فأصبحوا لا يُفرقون بين الحلال والحرام، ولا بين المعروف والمنكر، فمثلهُم في ذلك كمثل القردة والخنازير، نسأل الله العافية والسلامة، وسيقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام من المسخ، سواء أكان معنوياً أو صوريّاً.